تسعى كل أم إلى تعليم أبنائها السلوك الحسن، ليس فقط للتعامل معها بشكل جيد، ولكن ليكونوا أعضاء فاعلين وإيجابيين في المجتمع، وحتى يشبوا على ذلك، ويكون أسلوبا لحياتهم. وتشير الخبيرة النفسية سهام حسن، أن كثيرا من الأمهات تخطأ عند تربيتها لأبنائها عندما تحسب أن الطريقة المثلى للتربية في كم الأوامر والنواهي التي توجهها لأبنائها، كلما صدر منهم سلوكا سيئا أو سلبيا، في حين أن السر الحقيقي للتربية المثلى في القدوة، بمعنى أن تكون الأم هي المثل والقدوة لأبنائها. تضيف سهام أن الأطفال هم أشخاص صغار يكرهون أن يملى عليهم ما يفعلونه، تماما مثل الكبار، ولكنهم في نفس الوقت يقلدون الكبار، ويراقبونهم باستمرار، لذلك يجب أن نستغل هذا التصرف لنمرر لأطفالنا السلوك الحسن، فتعلميهم بالمثال وليس بالأمر. فإذا كنت تريدين أن تعلمي أبناءك أن يقولوا "أهلا" و"مع السلامة"، أو أي تحية مثل "السلام عليكم" أو "صباح الخير"، ما عليكِ سوى أن تقومي أنتِ بالتحية دائما عند مقابلة الأشخاص، وعند وداعهم، فيلتقطون منكِ هذا السلوك. نفس الفكرة مع تعليمهم، "من فضلك" و"شكرا"، قولي لابنك مثلا: "ممكن من فضلك أن تغسل أسنانك؟" وعندما يغسل أسنانه قولي له "شكرا على الاستجابة السريعة". بهذه الطريقة يدركون أن ما تطلبيه منهم تنفذيه أنتِ أيضا، فأنتِ أيضا تقولين "شكرا" و"من فضلك". أما بالنسبة ل"أنا آسف"، فلا تجعليهم يستخدمونها طوال الوقت حتى لا تفقد معناها بعد فترة. علميهم "التعاطف" أولا، وكيف يشعرون أن ما يرتكبونه من أخطاء قد يؤذي مشاعر الآخرين، ولتعلميهم أن يعالجوا الموقف ولا يكتفون بقول "أنا آسف". فمثلا، إذا أخذ ابنك لعبة إحدى قريباته، قولي له: "هل ترى كيف جعلتها تبكي؟ هل تحب أن يأخذ أحد لعبتك؟ اعطها لعبتها من فضلك، وناولها منديلا تجفف به دموعها".