شركة قطرية ومؤلف يهودى وراء الفيلم الأمريكى نحن أبناء وطن واحد لا فرق بين مسلم ومسيحى طوال حياتى لم أشعر بأى تمييز بين المسلمين والأقباط عاش طفولته فى حضن الجبل، بصعيد مصر، لم يعرف التمييز بين مسلم ومسيحى، ارتبط بصداقات مع أشقائه المسلمين،لذا فقد أصابته دهشة بالغة من محاولات الاساءة للنبى محمد صلى الله عليه وسلم،حتى أنه وصف الفيلم الأمريكى المسيء إلى الرسول ب«الفعل القبيح» متهما شركة قطرية بإنتاجه بهدف تدمير التعايش السلمى وإثارة الفتنة بين المسلمين والأقباط. إنه الأنبا «يوحنا قلتة»، أحد قيادات الكنيسة الكاثوليكية، وعضو الجمعية التأسيسة للدستور،الذى يتحدث ل«فيتو» فى الحوار التالى.. فى البداية كيف ترى الإساءة إلى النبى محمد صلى الله عليه وسلم وخرافة محاكمته عبر فيلم «براءة المسلمين»؟ - فيلم «براءة المسلمين»،ليس فيلما مسيئا للمسلمين ولرسولهم فقط، وإنما إهانة للمسيحيين أيضا، لأن إهانة الرموز الدينية لأى دين، تنطوى على ازدراء لجميع أصحاب الأديان السماوية. وما رأيك فى رد الفعل على الفيلم؟ -أنا متضامن مع المسلمين فى غضبهم لرسولهم،ولكن باعتقادى أن الاحتجاج على مثل هذه الأعمال،يجب أن يكون بأسلوب حضارى،وليس بالتخريب والتدمير والتفجير. ومن تعتقد وراء هذه الجريمة للاساءة للرسول صلى الله عليه وسلم؟ -هناك حقائق، قد لايعلمها البعض،وهى أن هذا الفيلم أنتجته شركة قطرية اسمها شركة «النور القطرية»، ومؤلفه يهودى ينتحل اسم مسلم، والخطأ الذى وقع فيه اقباط المهجر انهم هللوا للفيلم . وباعتقادك،هل الاقليات فى مصر تتعرض للاضطهاد مثلما يزعم أقباط المهجر؟ - هذا الكلام غير صحيح، لأنه لاتوجد أقليات فى مصر،وأى حديث عن اضطهاد أو فتنة طائفية،هو محض افتراء،وتخاريف لا ينبغى التوقف عندها كثيرا،لأننا جميعا شعب واحد، غالبيته مسلمون، لم نعرف تمييزا أو عنصرية . ولكن كيف كان رد الكنائس على الفيلم؟ - الفاتيكان، ومجلس الكنائس والكنيسة الكاثوليكية أدانوا الاساءة للنبى محمد ،واعتبروا الفيلم عملا إجراميا، هدفه هدم التعايش السلمي بين الأمم وتدمير العلاقات الانسانية بين أبناء الديانات السماوية، لأن من يسئ للنبى محمد فقد أساء للمسيح ايضا ولموسى ولجميع الانبياء،وهذا ما نؤمن به. بعيدا عن تلك الأزمة،هل تتذكر شيئا عن طفولتك مع جيرانك المسلمين ؟ - نعم أنا نشأت فى قرية صغيرة فى حضن الجبل بصعيد مصر،وتربيت على أنه لا فرق بين مسلم ومسيحى، لأننا جميعا شعب واحد وابناء وطن واحد، جمعتنا أيام سعيدة،ولم نعرف تمييزا أو تعصبا، بل إننى أذكرأنه فى عيد الفطر، كان المسيحيون يعدون أماكن الصلاة لاخوانهم من المسلمين ويذهبون لتهنئتهم بالعيد،وفى شهر رمضان،لم يكن أى منا يجرؤ على المجاهرة بالافطارمراعاة لمشاعر اخواننا المسلمين. ولكن بعض أقباط المهجر يحاولون اللعب بالنار بالادعاء أن هناك تمييزا عنصريا بين المسلمين والأقباط فى مصر،ما رأيك؟ -طوال حياتى، لم أشعر بأى تفرقة أو تمييز، بينى وبين أشقائى المسلمين فى مصر، فنحن نعيش معا ونتشارك فى رغيف الخبز معا ونتشاطر فى الافراح والاحزان معا ومن ثم،فإن هدف هذه المحاولات هو اشعال الفتنة و الوقيعة بين ابناء الوطن الواحد. ولكنهم يقولون إنهم يتكلمون باسم عموم أقباط مصر.. فما ردك؟ معظم اقباط المهجر، وطنيون ومخلصون لمصر واذا كان هناك مجموعات منهم،فإنهم يتحملون أوزارهم،ولا يمثلون الا انفسهم ولا يمثلون عموم اقباط مصر، لاننا جميعا ابناء وطن واحد هو مصر التى سوف تظل بإذن الله منارة للعالم كله وعلى الشعب المصرى ان يدرك انه محاط بأعداء كثيرين يريدون اغتيال ثورته وتعطيل مسيرته،ولكننا أمة واحدة ومصر ستظل تاج العلاء فى مفرق الشرق.