[email protected] فى خطابه الذى القاه فى استاد القاهرة يوم السبت الماضى بمناسبة الذكرى 39 لانتصارات حرب اكتوبر 1973 المجيدة، تناول الرئيس مرسى ما سبق ان وعد به الشعب المصرى بحل خمس مشكلات هى الأمن والمرور والوقود والخبز والنظافة، خلال مائة يوم، وذلك حال فوزه بمنصب الرئاسة..وقد تناول أيضا قضايا أخرى، لها اهميتها وحساسيتها الخاصة..وقد اتسم الخطاب بشكل عام بالصراحة والشفافية والوضوح والشمول، اذ لم يترك مشكلة من المشكلات الخمس إلا وتطرق اليها..وقد ذكر فى الخطاب أرقاما ونسبا، قد نتفق او نختلف حولها..واللافت للنظر انه لم يكن هناك تحديد واضح حول المستهدف من كل مشكلة بشكل عام، والمستهدف من عناصر كل مشكلة بشكل خاص، حتى يكون التقويم دقيقا. يقول الدكتور مرسى إن الأمن تحقق بنسبة 70٪ ، فهل قصد بذلك الأمن بشكل عام؟ ام قصد به عنصرا ما داخل منظومة المشكلة الأمنية؟ على سبيل المثال لم يتناول الخطاب مسألة البلطجة والعنف والاعتداءات التى تتم على الأطباء وهم يؤدون عملهم داخل المستشفيات، فى الوقت الذى نجد غيابا كاملا من الأجهزة الأمنية..أيضاً التحرش بالفتيات والنساء فى الميادين العامة والشوارع الرئيسية..يجرى ذلك تحت سمع وبصر رجال الأمن، ولا حياة لمن تنادى، وكأن الامر لا يعنيهم..كذلك عودة القمع والبطش والتنكيل فى اقسام الشرطة، بل والتعذيب حتى الموت..صحيح اننا نريد آمنا، لكننا لا نريد قمعا..لا نريد العودة الى الماضى، وكأنه لم تكن هناك ثورة ولا شهداء ولا ضحايا.. يقول الدكتور مرسى إن ما تم من إنجاز فى مشكلة المرور يصل الى 60٪..وانه تم تحرير اكثر من مليون وخمسمائة الف مخالفة مرورية خلال شهرين..حسنا، لكن لازال الارتباك قائما والفوضى ضاربة..وربما تكون نسبة الإنجاز اقل من ذلك بكثير.. يقول الدكتور مرسى إنه تحقق 80٪ من ملف رغيف الخبز، وان دعمه يصل الى 16 مليار جنيه..اعتقد انه فيما يخص رغيف الخبز البلدى الرخيص الذى يهم غالبية الشعب المصري، لازال يعانى من أزمة، فالزحام شديد على الأفران واكشاك التوزيع.. يقول الدكتور مرسي إنه تم توفير 85٪من احتياجات البوتجاز، وانه ماض فى سد نسبة العجز الباقية (15٪)..أظن ان هذه النسبة مبالغ فيها للغاية، وليس ادل على ذلك من ارتفاع ثمن الأنبوبة التى وصلت الى 50 جنيها فى محافظات كثيرة، و100 جنيه فى محافظة سوهاج..يقول أيضاً إنه تم ضبط 23 مليون لتر بنزين وسولار خلال شهرى اغسطس وسبتمبر..رغم هذا فإن مشكلة السولار لا تجد حلا..كذلك مشكلة البنزين 92، تظهر ثم تختفى..ثم إن عدم اتخاذ موقف واضح ومحدد فيما يتعلق بدعم الوقود، وضرورة ان يصل الدعم الى مستحقيه فعلا يمثل احد اهم اسباب المشكلة. يقول الدكتور مرسى إن ما تحقق فى ملف النظافة يصل الى 40٪، وانا اعتقد ان هذه النسبة مبالغ فيها كثيرا، فضلا عن ان الامور عادت الى ما كانت عليه..وغنى عن البيان ان ايجاد وطن نظيف اعم واشمل بكثير من مسألة القمامة، ناهينا عن ان عملية النظافة ذاتها عملية شاملة ومتكاملة ومستمرة. كنت اتمنى ان ينتهز الدكتور مرسى هذه المناسبة، مناسبة ذكرى انتصارات اكتوبر، لكى يدلى بدلوه حول مشروع النهضة الذى أثير حوله كلام كثير، وان يوضح طريقة السير فيه، وما هى المعوقات التى تعترض طريق المشروع، وكيف السبيل الى التغلب عليها، وما هى المراحل التى يتطلبها ذلك..وهكذا..لكن للإنصاف نقول إن الخطاب كان شعبيا وأرضى فيما اتصور قطاعا عريضا، وهذا مطلوب.