قرية منشأة طنطاوي التابعة لمركز سنورس بالفيوم والتى يتبعها 27 نجعا يقطنها حوالى 30 ألف مواطن، هذه القرية تعيش في القرون الوسطي، أهلها لا يعرفون طعم المياه النقية وزراعاتهم لا تعرف شكل مياه بحر يوسف شريان الحياة بالفيوم، إنما تروى بمياه الصرف الصحي القادم من مصرف البطس . حينما رفض بعض المزارعين ري أراضيهم من مياه الصرف الصحي ماتت الزراعات وجفت أغصان الزيتون واصفرت بشرة سكانها منذ أن غابت عنهم مياه بحر يوسف القادمة من ترعة الإبراهيمية أحد روافد النيل. تبدأ الحكاية قبل اكثر من 25 عاما منذ اكتشاف أصحاب النفوذ في النظام السابق ان أراضى الفيوم الصحراوية من أجود الأراضي التي لا تحتاج الي جهد كبير لاستصلاحها فاستولوا على أربعة آلاف فدان من أراضي الدولة كهدايا أو بأسعار زهيدة. عبد الله حمد -احد أبناء القرية- يقول: منذ أكثر من ربع قرن ونحن نعيش فى مأساة فقد غابت عنا مياه الري، وتم تحويلها الى أراضي اصحاب الحظوة وكان البديل المفزع ضخ مياه الصرف الصحي عبر مصرف البطس لنستخدمها في ري أراضينا رغم ان أراضيهم غير مقننة الري، وفى عهد الدكتور عبد الرحيم شحاتة -محافظ الفيوم الأسبق- تم تركيب ماكينات لرفع المياه من ترعة بحر وهبي النقية وهي فرع من بحر يوسف إلا انه و بعد رحيله تم تحويل مسار المياه الخاصة بأراضينا الى الأراضى التي يتملكها أصحاب السطوة ولم نعرف من يومها طريقا لمياه النيل لنروي به أراضينا. ويضيف: البعض رضخ وبدأنا نروي الأرض بمياه الصرف الصحي التى تسببت فى إصابة الماشية والأبقار بالامراض والبعض الآخر رفض وترك أراضيه تبور إلا أننا جمعيا اتفقنا علي منع زراعة الملوخية واللوبيا والسبانخ والطماطم والفول والبطيخ حتى لا تنتقل ملوثات الصرف الصحي إلى نسيج هذه الخضراوات وتؤدى إلى إصابة أبناء المنطقة بالأمراض لكن للأسف الشديد نزرع القمح بأراضينا رغم ما فيه من اضرار علي من يتناوله سواء انسانا او ماشية ومعظم ابناء القرية يبيعون انتاج اراضيهم من القمح وباقي المحاصيل التقليدية لشراء محاصيل مماثلة من قرى تروى اراضيها بالمياه النقية.