[email protected] أيقظنى صديقى الساخر مبكراً ليسألنى هل سمعت آخر نكتة؟.. وقبل أن أبدى تبرمى انطلق ليقول: مرشح الإخوان د.محمد مرسى يقول إنه ابن الثورة! قلت له وأنا أغالب النوم: وماذا فى ذلك؟.. إنه ليس وحده الذى يقول إنه ابن الثورة أو حتى أبوها.. فالذين يسعون لاحتكار الانتساب اليها كثيرون. رد علىَّ غاضباً: لكن ده مرسى لم يشارك فى فعاليات الثورة لا قبل انفجارها ولا بعده، اللهم إلا إذا اعتبر نجاحه فى الهروب من السجن إنجازاً ثوريا يمنحه حق البنوة للثورة! قلت له: ان د.مرسى يتحدث بوصفه قطباً إخوانياً، فهو من قيادات جماعة الإخوان، واختارته الجماعة ليتولي رئاسة الحزب الذى أنشأته بعد الثورة، والجماعة تعتبر نفسها لها حق فى الثورة، وذلك بمشاركتها فى مظاهرات ميدان التحرير وغيره من الميادين.. بل إنها تدعى أنها هى التى وفرت الحماية للشباب في الميدان عندما تعرضوا للهجوم في موقعة الجمل. فقال صديقى: وهل تصدق كل هذه الادعاءات؟.. ألم تسمع الاتهامات القديمة التى تجددت مؤخراً والتى تقول إنهم شاركوا فى قتل المتظاهرين المعتصمين فى الميدان من فوق أسطح العمارات المطلة عليه؟.. ثم هل نسيت أن جماعة الإخوان كانت جزءاً من النظام السابق، وكانت مستعدة للعيش فى ظله والتعايش مع رموزه.. دعك من الصفقات الانتخابية التى كانت تبرمها مع جهاز أمن الدولة وكشفها الفريق شفيق، إنما أنا أعنى هنا إشادة مرشدها وقادتها بجمال مبارك، وتأييد الجماعة لمشروع التوريث وإعلانها على ترشح الوريث لانتخابات الرئاسة.. أليس ذلكربما ومساندة لأسوأ ما فى النظام السابق؟! قلت: الإخوان يبررون دعمهم العلنى للنظام السابق ورموزه خاصة لجمال مبارك بأنه كان نوعاً من التقية التى أنتهجوها لحماية أنفسهم من بطش هذا النظام. قال قبل أن أكمل: يا عزيزى لا أحد ينكر أن الإخوان تعرضوا للبطش والملاحقة الأمنية، ولكن رغم هذا البطش فإنهم كانوا فى ظل النظام السابق هم أصحاب أكبر تنظيم معارض فى البلاد كلها، وأكثر المعارضين بأساً وثروة، ومع ذلك لم يبادروا بالخروج إلى الشوارع والميادين فى 52يناير1102، ولم يشاركوا فى المظاهرات والاعتصامات إلا بعد أن انسحبت الشرطة على أثر ما تعرضت له من هجمات مباغتة مدبرة. قلت: ربما يعتبرون تأخر نزولهم الشارع نوعا من الحكمة أو تكتيكاً ناجحا.. أى اختاروا التوقيت الذى لا يكلفهم إلا القليل من الخسائر . قاطعنى صديقى مستنكراً: وهل تكلف الإخوان أصلاً أى خسائر فى غضون هذه الثورة؟.. هل سمعت عن شهيد أو مصاب واحد لجماعة الإخوان ضمن قائمة الشهداء والمصابين سواء فى الأيام الأولى للثورة أو ما تلاها من أحداث، سوى ابن الشاعر؟.. يا عزيزى لماذا لا تقول إن الإخوان نزلوا الشارع ليلتحموا بالمتظاهرين والمعتصمين عندما وجدوا أن ما عرضه عليهم عمر سليمان وقتها لا يكفيهم، وأنهم يحتاجون لممارسة ضغوط ليظفروا بما هو أكبر؟ قلت: نعم لقد كسب الإخوان الكثير فى هذه الثورة.. فهم سيطروا على السلطة التشريعية، ويسعون للسيطرة على السلطة التنفيذية، ويحاولون إخضاع السلطة القضائية لهم.. لكن أليس هذا ما آلت إليه الثورة الإيرانية.. لقد أنقض الخمينى على كل رفاق الثورة وتخلص منهم واحداً بعد الآخر ليحكم قبضته على البلاد، وكل ذلك باسم الثورة. قال صديقى: إذن هم يسيرون فى ذات الطريق.. باسم الثورة ينتقمون من الخصوم.. وباسم الثورة يسيطرون على مؤسسات البلد، ويحكمون قبضتهم علينا.. وإذا استقر ذلك سيقضون على كل أبناء الثورة ولن يتبقى إلا أبنائها غير الشرعيين