الذهب يهبط وسط تفاؤل بشأن مفاوضات التجارة    بيان بريطاني فرنسي ألماني يدعو إلى إنهاء الكارثة الإنسانية في غزة    الأجواء تشبه الأهلي.. أول تعليق من السولية بعد انضمامه ل سيراميكا كليوباترا    استمرار الموجة الحارة.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس السبت 26 يوليو 2025    عزة لبيب: مش غلط الراجل يعجب بجمال ست قدام مراته.. بس بحدود    ناني سعد الدين تروي موقفا لها مع ياسمين عبد العزيز: زعقت للاستايليست بسببي    وزير الخارجية يهدي مستنسخًا لمومياء وتابوت الملك توت عنخ آمون إلى متحف الحضارات الإفريقية في داكار    وزير الأوقاف: الحشيش حرام كحرمة الخمر سواء بسواء والادعاء بحِلِّه خطأ فادح    بطاقة طرد توقف مباراة الأهلي بنغازي والأهلي طرابلس وتتسبب في دخول الشرطة    باحثة في قضايا المرأة: الفتيات المراهقات الأكثر عرضة للعنف الرقمي    جوتيريش: ما يحدث في غزة أزمة أخلاقية تتحدى الضمير العالمي    تنسيق الثانوية العامة 2025.. التعليم العالي: هؤلاء الطلاب ممنوعون من تسجيل الرغبات    لا مزيد من القمصان الممزقة.. هالك هوجان أسطورة المصارعة يسقط خارج الحلبة    حمادة عبداللطيف: عبدالله السعيد مكسب للزمالك.. ومن الصعب الحكم على الصفقات الجديدة    رئيسة المفوضية الأوروبية تلتقي ترامب في أسكتلندا الأحد المقبل لبحث العلاقات التجارية عبر الأطلسي    روما يوافق على رحيل سعود عبدالحميد إلى الدوري الفرنسي    نادين الحمامي تضرب موعدًا مع أمينة عرفي في نهائي بطولة العالم لناشئي الإسكواش    قصور الثقافة تواصل تقديم فعاليات جودة حياة دعما للوعي المجتمعي بالمناطق الجديدة الآمنة    بعد أزمة القبلات.. راغب علامة يعلن عن حفل غنائي رفقة نانسي عجرم    وزير الخارجية يختتم جولته الإفريقية بعد زيارة 6 دول    مشروبات طبيعية تخفض ارتفاع ضغط الدم    الجلوكوما أو المياه الزرقاء: سارق البصر الصامت.. والكشف المبكر قد يساهم في تجنب العمى الدائم    زيلينسكي: أوكرانيا بحاجة إلى مزيد من التمويل لمواصلة الحرب ضد روسيا    محافظ شمال سيناء: مين يقدر يقول لأمريكا لأ؟ مصر قالت لأمريكا لأ (فيديو)    يسرى جبر: حديث السقاية يكشف عن تكريم المرأة وإثبات حقها فى التصرف ببيتها    «الخطيب هو إللي عمل كدة».. نقاش حاد على الهواء بين إكرامي وأحمد سليمان    التحالف الوطني: جاهزون لاستئناف قوافل دعم الأشقاء في غزة فور عودة حركة المعابر لطبيعتها    الشيوخ اختبار الأحزاب    «الجوز» ومرض السكري.. وجبة مثالية بفوائد عديدة    بالأسماء.. إصابة 8 عمال زراعيين في انقلاب سيارة على صحراوي البحيرة    حدث في 8ساعات| دخول 161 شاحنة مساعدات لقطاع غزة.. وموعد انكسار الموجة شديدة الحرارة    عالم أزهري: خمس فرص ثمينة لا تعوض ونصائح للشباب لبناء المستقبل    ترامب: أُفضل الدولار القوي رغم فوائد انخفاضه لقطاع التصنيع    ضبط مواد غذائية غير صالحة وسجائر مجهولة ودقيق مهرب بالإسكندرية    رددها الآن.. أفضل أدعية لاستقبال شهر صفر 1447 هجريًا    برلماني: الدولة المصرية تُدرك التحديات التي تواجهها وتتعامل معها بحكمة    «ابتدينا» لعمرو دياب يواصل اكتساح منصات الموسيقى العربية    جامعة دمنهور الأهلية تعلن فتح باب التسجيل لإبداء الرغبة المبدئية للعام الجديد    أسعار حديد التسليح مساء اليوم الجمعة 25 يوليو 2025    مهرجان البحرين السينمائي يكشف عن هويته الجديدة ويستعد لدورة خامسة تحت شعار قصص عظيمة    معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية يواصل جهودة لدعم التصنيع الغذائي في مصر    وزير العمل عن دمج وتوظيف ذوي الهمم: قضية تحتاج تكاتف المؤسسات    نيابة باب شرقي تطلب تحريات اتهام شخص بهتك عرض طفل في الإسكندرية    وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يلتقي مسؤولي 4 شركات يابانية لاستعراض مشروعاتها وخططها الاستثمارية بالسوق المصري    محافظ الجيزة يوجه بضبط «الاسكوتر الكهربائي للأطفال» من الشوارع    عامل يقتل زوجته ويدفنها خلف المنزل تحت طبقة أسمنتية بالبحيرة    نائب وزير الخارجية الإيراني: أجرينا نقاشا جادا وصريحا ومفصلا مع "الترويكا الأوروبية"    باستقبال حافل من الأهالي: علماء الأوقاف يفتتحون مسجدين بالفيوم    «100 يوم صحة» تقدّم 14.5 مليون خدمة طبية مجانية خلال 9 أيام    شرطة النقل تضبط 1411 قضية متنوعة في 24 ساعة    أسعار الأرز في الأسواق اليوم الجمعة 25-7-2025    واشنطن تدعو إلى وقف فوري للاشتباكات بين تايلاند وكمبوديا    بعض الليالي تترك أثرا.. إليسا تعلق على حفلها في موسم جدة 2025    إزالة 196 حالة تعدٍ على أراضي أملاك الدولة بأسوان خلال 20 يومًا - صور    الحكومية والأهلية والخاصة.. قائمة الجامعات والمعاهد المعتمدة في مصر    بعد إيكيتيكي.. ليفربول يستعد لإبرام صفقة قياسية    متحف الفن المعاصر بجامعة حلوان يستعد لاستقبال الزوار    شديد الحرارة والعظمى 44.. حالة الطقس في السعودية اليوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كمال الهلباوى ل«الشروق»: من الخبل أن يظن السلفيون أن المذهب الشيعى سيحطم مذاهب أهل السنة
نشر في الشروق الجديد يوم 13 - 04 - 2013

من الخبل ظن البعض أنه بإمكان المذهب الشيعى تحطيم مذاهب أهل السنة والجماعة»، بهذه الجملة القاطعة، رد الدكتور كمال الهلباوى أحد الرموز الناشطة فى مجال التقريب بين المذاهب، على الهجوم الذى يشنه السلفيون على التقارب بين مصر وإيران فى الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن مثل هذا التخوف يعود إلى أسباب سياسية مرتبطة بدول الخليج، وأخرى نابعة من الاعتماد على مؤلفات قديمة، لم تعد تناسب العصر ولم يعد لمضمونها مبرر.

الحوار مع المتحدث الإعلامى باسم جماعة الإخوان فى أوروبا، مسئول قارة آسيا بمكتب الإرشاد العالمى سابقا، لم يقتصر على قضية التخوف السلفى من العلاقات المصرية الإيرانية، لكنه تطرق إلى جماعة الإخوان المسلمين منتقدا الكثير من أدائهم فى الحكم، داعيا الرئيس إلى البحث عن أهل الكفاءة لإصلاح حال البلد وتقليل حدة التوتر وإطلاق الحريات، حتى لا تتحول مصر من الدولة العميقة إلى الدولة الفاشلة مما يبرر تدخل الجيش، على حد قوله.

وحذر الهلباوى من تكرار سيناريو أفغانستان فى مصر، فى حال استمرار الأوضاع الراهنة كما هى، موضحا أن الولايات المتحدة، بعد الانتهاء من سوريا، ستزعم أن مصر غير قادرة على مواجهة الإرهاب أو حماية الأقليات، وهما مبرران كافيان لأن تحشد تحالفا دوليا لغزو أى دولة، وفق تعبيره.

وإلى نص الحوار الذى تناول العديد من القضايا الشائكة
• فى الأيام الأخيرة اشتد الهجوم السلفى على التقارب المصرى الإيرانى بماذا تفسر ذلك؟

التيار السلفى يتخذ خطا ضد إيران والشيعة، مستقى من رافدين: الأول من الكتب القديمة التى قد تكون انتهت مضامينها الآن، والثانى له علاقة بدول خليجية، إضافة إلى أن هذا التيار يرى أنه المدافع الأول عن سلامة العقيدة، وهذه رؤيته، ومن ثم يتعامل بحذر مع كل ما يأتى من خارج المذاهب الأربعة السنية المعروفة، أو مذاهب أهل السنة والجماعة، وقد يلجأون أحيانا إلى الهجوم على المذهب الشيعى بلا مبررات واقعية، أو مبررات انتفت ضرورتها، وأحيانا يغلبون مصلحة جزئية على مصلحة كلية.

والحقيقة أن مثل هذا الهجوم دليل ضعف على هذا التيار، فمن الخبل أن نظن أن المذاهب الأربعة مذاهب من زجاج، وأنها معرضة للتهشيم من المذهب الشيعى، باعتباره حديدا فى خيال البعض، فى الحقيقة أنا حزين أن البعض يعتبر أن المذهب الاثنى عشرى، الشيعى، أقوى من المذاهب الأربعة.



• هل ترى أن أسباب الخوف من عودة العلاقات مع إيران سياسية أم عقائدية؟

الخوف يأتى من المصدرين، أى قد يكون له جانب سياسى، خاصة فى وقت الأزمات، أو نتيجة فهم العقيدة، فمثلا قبل الثورة الإيرانية، لم تكن هناك مثل هذه الهجمة على إيران، حتى إن السلفيين بالسعودية لم تكن لديهم مشكلة معها.

وفى الحقيقة لا يستطيع أحد أن يقدح فى عقيدة مئات الآلاف، بل الملايين ممن يحجون كل عام، وهنا أود الإشارة إلى أمر مهم يتعلق بما كتبه الدكتور محمد رشاد سالم، أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة فى جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية، وهو من السلفيين العظام فى العصر الحديث، فى تحقيقه لكتاب منهاج السنة النبوية للإمام بن تيمية، فقد قال: «إنه قد قامت جماعة تقول بوجوب التقريب بين المذاهب الإسلامية (يقصد حسن البنا والقمى والكاشاني) وعدم التعرض للخلافات بين التيارات الإسلامية المختلفة حتى نحافظ بذلك على وحدة الصف بين جميع المسلمين، وعلى هذا الرأى فإن نشر كتاب مثل منهاج السنة فى نقد منهج الشيعة والمعتزلة، يشيع الخلاف والفرقة، وهو ما يجب تجنبه. ولا ريب أن اتحاد المسلمين واجتماع كلمتهم هو ما يجب السعى إليه، على أن هذا الاتحاد يجب أن يكون على الحق لا على الباطل وعلى أساس التمسك بالكتاب والسنة كما أمرنا الله تعالى».

وإذا تحدثنا عن الموقف السلفى، من وجهة النظر السياسية، فإنه ليس منطقيا أن نصف الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد، بأنه مثل ابن العلقمى، وزير الخليفة العباسى المستعصم، الذى اتفق مع هولاكو قائد التتار، على قتل الخليفة واحتلال بغداد، فأحمدى نجاد لا يتعاون مع أعداء الأمة، هو يعادى إسرائيل وأمريكا، ما أقصده أن ابن العلقمى ليس عنوانا للشيعة لكنه عنوان لأى فساد، سواء لدى أهل السنة أو الشيعة أو غيرهم.



• لكن التيار السلفى يرد بأن الشيعة يقتلون أهل السنة فى إيران؟

لا يوجد مبرر لمثل هذا الربط، فالقتل هنا خطأ سياسى وقعت فيه الدولة، وليس الخطأ مذهبيا، مثلا كانت إسرائيل تصف مبارك بأنه كنز استراتيجى لها، فإذا استعملنا الربط السابق واستخدمنا القياس ذاته، فإنه سيصح أن يقول الشيعة عن أهل السنة والجماعة إنهم كنز استراتيجى، وإذا كانت إيران أو حزب الله اللبنانى أخطأت فى التعامل مع أزمة سوريا، فذلك لا ينفى أن لهم أفضالا وإيجابيات.



• قلت إن تعامل الإخوان مع أفكار حسن البنا تغيَّر فما الذى اختلف بين الجماعة اليوم والجماعة فى وقت التأسيس؟

لقد ضعفت التربية عما كانت عليه فى عهد حسن البنا، كما أن فكرة الجهاد كادت تتلاشى الآن، وكذلك ضعفت أفكار مثل الوطن المحرر من الهيمنة الخارجية والظلم الداخلى، وأصبح إخوان اليوم يمدون أيديهم للخارج للحصول على قرض صندوق النقد، على الرغم من أن البنا وضع خطوات واضحة لإصلاح الاقتصاد، وخصص رسالة تحت عنوان «مشكلاتنا فى ضوء النظام الإسلامي» من أجل هذا الهدف، لكن للأسف لم ينفذ الإخوان، حاليا، شيئا من هذه الرسالة. كما أن هناك من القيادات من يتحدث عن أفكار حسن البنا لكنه ينفذ ما هو بعيد عن الفهم الحقيقى لها.



• ألا ترى أنه من الظلم التعامل مع الإخوان على أنهم شخص واحد؟

أنا لا أعمم لكنى اتحدث عن البعض، خاصة القيادات، فإنا مثلا إذا تحدثت عن مرسى فلا أقصد سوى القيادة المسئولة عن مصر، أى لا أقصد المرشد محمد بديع، فحين تذهب إلى المسرح لا تبحث عمن هو خلف الستار أو فى الكواليس، لكن تنظر إلى من يقف أمامك على خشبة المسرح.



• مَن مِن قيادات الجماعة الحاليين يتمسك بفكر البنا الصحيح؟

من الصعب حصرهم، ولكن من بينهم فريد عبدالخالق، وعلى عبدالحليم، وأحمد عادل كمال.



• أنت لم تذكر أحدا من مكتب الارشاد؟

والله معرفتى بهم حاليا قليلة، لكن أدرك أن بعض أعضاء مكتب الإرشاد لم يفهموا حسن البنا، وربما فهموا غيره، ودعنى أضرب مثالا يرتبط بالرئيس مرسى وموقفه من سوريا، وأتمنى أن يفهمه الإخوان، المثال يتعلق بغزو صدام حسين للكويت، وقتها شارك الإمام يوسف القرضاوى، فى مؤتمر مكة الذى حضره 500 عالم، وفيه تقرر الاستعانة بالقوات الأجنبية لطرد صدام من الكويت، وأعلن القرضاوى أنه وافق على هذا الأمر بشرط أن تأتى هذه القوات لمهمة محددة، هى إخراج صدام ثم تعود من حيث جاءت، وأكد وقتها أنه سيكون أول من يقاتل هذه القوات إذا بقيت فى المنطقة بعد التحرير يوما واحدا.

موقف القرضاوى كان واضحا، أما موقف الرئيس مرسى، وهو من المفترض أنه من خيرة الإخوان، فقد كان مختلفا بشأن التدخل فى سوريا، لقد حذر مرسى أكثر من مرة من التدخل فى شئوننا الداخلية، وهدد بقطع أصبع من يلعب فى مصر، وأسأله بالضرورة لماذا تلعب بأصابعك فى سوريا، أنا ضد بشار الأسد وإجرامه، لكنى فى الوقت ذاته ضد ضياع سوريا، فمن يحافظ على سوريا عندى أولى ممن يضيعها تحت دعوى أنه إسلامى سواء كان سلفيا، أو إخوانيا.



• هل تخشى من تكرار النموذج الأفغانى فى سوريا؟

أخشى من تكرار النموذجين الأفغانى والعراقى، ليس فى سوريا فقط بل فى مصر أيضا، البعض قد يرى أن ذلك مستحيل، لكنى أراه يتحقق فى سوريا الآن وسيحدث فى مصر بعد قليل، لقد ضاعت سوريا، سواء ظل بشار أو ذهب فى داهية، وسواء جاء إسلاميون أو غير إسلاميين، لقد تحركت أمريكا ودعت رؤساء وملوك الأردن وقطر والإمارات وتركيا للتدخل، وضاعت توصيات واتفاقات الجامعة العربية، ووضعت أمريكا بذرة تدخلها فى سوريا حين أعلنت أن جبهة النصرة تابعة للقاعدة متهمة بالإرهاب، ما يعنى أنها يمكن أن تحتل سوريا بحجة محاربة الإرهاب ومن ثم تقسيمها، وسبق أن قلت هذا الكلام فى أفغانستان، لكن اتهمونى بأننى ضد الجهاد، وبعد 20 عاما اعتذروا لى.

هذا السيناريو محتمل أيضا بالنسبة لمصر، فأمريكا ستزعم أن مصر غير قادرة على مواجهة الإرهاب، فى سيناء مثالا، وأنها لا تستطيع الحفاظ على حقوق الأقليات، وهذان مبرران كافيان لأمريكا كى تحشد تحالفا دوليا لغزو أى دولة.



• وما هو الخطأ الجوهرى الذى وقع فيه الإخوان بعد الثورة؟

الخطأ الذى وقع فيه الإخوان، وغيرهم، هو عدم الاتفاق على وجود قيادة موحدة للثورة، وعليهم الآن جميعا الاتفاق على شخصيات ممن لم يتم استقطابهم سياسيا أو اقتصاديا أو إعلاميا، وهم كثر، وذلك بدلا من أن يدعو الرئيس لثورة ثانية، فى حين لم يكن هو الداعى للثورة الأولى، مثل هذه الأمور تؤثر على مصداقية الإخوان، أنا لا يهمنى الحكم ومن سيأتى فيه، لكن تهمنى الدعوة، ونحن لم نتعلم فى الدعوة مفردات مثل الحاوى والقرداتى والصباع.



• تعتقد أن وصول الجماعة للحكم فى هذا التوقيت ليس فى صالح الدعوة؟

نعم، فوصولهم للسلطة بهذه الطريقة أثر فى دعوتهم ومصداقيتهم بالسلب، كما أثر فى النموذج الاسلامى عندما يحكم، فهل الكلام عن أن بيريز، الرئيس الإسرائيلى صديقى، من الإسلام، هذا أمر لا ينبغى أن يمر بسهولة ولابد من محاسبة الرئيس، فلا يمكن التحجج بالروتين والبيروقراطية.



• هل هناك نموذج إسلامى للحكم؟

بالتأكيد، مثلما يوجد النموذج الاشتراكى، والنموذج الرأسمالى، ومن ملامح النموذج الإسلامى الحريات الكاملة، والعدل الذى يرفض أن يحصل أبنى، خريج العام الماضى على وظيفة، بينما لا يجد غيره وظائف، ومن ملامحه الاستعانة بأهل الكفاءة والثقة معا، الكفاءة تعمل على تنمية البلد، والثقة تحمى الوطن من أى خيانة، والثقة لا تعنى الاختيار من الجماعة، ومن ملامح نموذج الحكم الإسلامى أيضا المساواة وأن تكون مصلحة الوطن أولى من مصلحة الأحزاب السياسية، حتى لو جاءت إلى الحكم، كما أن المشروع الإسلامى فى أساسه تنموى تقدمى، فى مختلف المجالات، ولذلك حدد حسن البنا صفات الأخ المسلم، وهى أن يكون سليم العقيدة، صحيح العبادة، متين الخلق، قوى البدن مثقف الفكر، مجاهدا لنفسه، محافظا على الوقت، نافعا لغيره، قادرا على الكسب. وكنت اتمنى أن يلجأ الإخوان إلى تعليم الناس هذه الصفات وأن يأخونوا البلد بها، وليس أخونتها بالسيطرة على مفاصل الدولة.



• لكن الإخوان يؤكدون أن السيطرة على بعض المواقع هدفه تنفيذ مشروع النهضة وبرنامج الرئيس؟

وهل حدث أى شيء من هذا خلال ال9 شهور الماضية، وهى الأشهر التى من المفترض انه ولى فيها أهل الكفاءة والثقة، هذا تبرير لا يقبله ساذج.



• وإلى أى مدى تتفق مع القول بأن هناك من يعيق إدارة الرئيس للبلاد؟

هو حد ماسك إيده؟، وهل المعارضة فعلت ذلك وأعاقت مشروعه، وهل هى من قالت له اكتب صديقى العزيز بيريز، الرئيس مسئول عن مصر منذ أول لحظة جلس فيها على الكرسى، لذا أؤكد أنه من حق شخص مثل باسم يوسف أن يسخر من النظام الحاكم بسبب أخطائه.

وللأسف توصيفى للوضع الحالى اقتبسه من نكتة قالها طفلان، سمعتهما بالمصادفة، هى أننا فى عهد مبارك كنا عاملين زى اللى على المرجيحة، شوية فوق وشوية تحت، أما فى عهد مرسى، بقينا زى اللى راكب على زحليقة نازل لتحت على طول.

كما أنه من المؤسف حين تقرأ صحيفة الحرية والعدالة أو ترى قناة مصر 25، فإنك ستشعر أننا نعيش فى سويسرا، ومن الغريب أن الإخوان يسيطرون الإعلام القومى، أى ما يقرب من 50 صحيفة، وكذلك عدد كبير من قنوات التلفزيون الرسمى، إضافة إلى وجود القنوات إسلامية المتضامنة معهم، ومن ثم لا يليق بهم أن يشتكوا من 5 أو 6 قنوات، الحقيقة أن الإخوان ليس لديهم فكر، هم غرقانين، مثلا محمد بديع لا يستطيع أن يسير فى أى شارع، ولا يستطيع أحد من مكتب الارشاد أن يستقل سيارة مكشوفة للأسف لا يوجد سوى عضلات سياسية بلا فكر.



• دعمت عبدالمنعم أبوالفتوح فهل ترى أنه حقق ما كان ينشده من الخروج من الجماعة؟

لم يصل أبوالفتوح للرئاسة حتى يحقق النموذج الذى يسعى إليه، هو لا يزال يبنى حزبه مصر القوية، وهو حزب غير قائم على تنظيم مثل جماعة الاخوان، ويحتاج سنوات طويلة لنمو الكوادر والتواصل مع الجماهير، وأبو الفتوح ليس فقط من الإخوان المسلمين، لكنه ممن أحيوا دعوة الإخوان، واتفق تماما مع من يلقبه بالمؤسس الثانى للجماعة، فأنا أعرفه جيدا منذ أن وقف أمام السادات، هو يجمع ما بين السماحة والفكر الاسلامى المحترم إلى جانب انه شجاع.



• سبق أن قلت إن الجيش هو الجهة الوحيدة القادرة على وقف الانهيار، فما هو مبرر هذه الرؤية؟

هذه التصريحات كانت فى إطار تصورى عن مستقبل مصر، وأرى أن هناك عدة سيناريوهات لهذا المستقبل، الأول أن يستقيم مرسى ويبحث عن أهل الكفاءة لإصلاح حال البلد، وتقليل حدة التوتر، وإنهاء الانفلات الامنى، وأن يتمتع الناس بالحرية، وهذا أفضل السيناريوهات، لكن الفترة الماضية لم تبرهن على ان شيئا من هذا حدث أو من الممكن حدوثه، أما السيناريو الثانى فهو تدخل الجيش خوفا من الانتقال من الدولة العميقة إلى الدولة الفاشلة، وإذا حدث مثل هذا السيناريو فإنى أطرح ان يتولى الجيش الحكم لعام أو عامين على الأكثر، ثم إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية صحيحة، وتعاد كتابة الدستور، فإذا لم يحدث هذا أو السيناريو الأول ندخل فى فوضى عارمة، واعتقد أن امريكا ستسعى للتدخل بمصر فى وقت تكون قد قاربت فيه على الانتهاء من سوريا.



• لكن البعض قد يرى فى هذا الطرح انقلابا على الشرعية وعودة الحكم العسكري؟

فى كل الحالات هناك اتهامات لى ولغيرى، لكن فى النهاية الله أعلم بالنوايا، ويعلم الجميع أنى ضد الحكم العسكرى تماما، إنما إذا جاءوا لعام أو اثنين، من باب الامر بالمعروف والنهى عن المنكر، وإيقاف فيضان الفشل، فإذا كان الجيش سيأتى من دون إعلان الطوارئ أو تقييد الحريات، ودون أن يسمح بالتدخل الاجنبى، فأهلا به، وهذا الأمر ينطبق على أى فصيل يحقق هذه الأهداف به سواء كانوا من الاشتراكيين أو الشيوعيين أو الليبراليين ففى النهاية ما يهمنى هو مصلحة البلد بغض النظر عمن سيحكم.



• وأليس من جاء بالانتخابات لا يغير إلا بصندوق الانتخاب؟

هذه فرية، ليست فى الديمقراطية، فكم من نظم ديمقراطية رحلت لأن رئيسا ما وقع فى فضيحة، أو كان عاجزا عن تطبيق برنامجه، فالصناديق يتم احترامها لو حقق من فى السلطة ما وعد به، ولو على مراحل، ولكن ماذا لو أتت الصناديق بشخص اتضح أنه عاجز أو مريض، فهل يظل فى السلطة؟، وأنا أرى أن مرسى عجز عن أن يقدم ما يشجع الوطن على احترامه خلال ال10 شهور الماضية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.