أنظروا إلى حالنا وتعجبوا، ثم ازدادوا عجبا، ثم امتعضوا من تلك الوهدة التي سقطنا فيها !! فنحن أمة الوحدة والاتحاد وعدم التفرق .. نحن أمة إذا اشتكى منها عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .. نحن أمة ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) ومع ذلك اختلفنا وافترقنا وتفرقنا، واشتكت نصف الأمة من الجهل والمرض والفقر والاستبداد والغزو الأمريكي والاحتلال الصهيوني، ومع ذلك لم يتداع نصف جسد الأمة للنصف الآخر، وكأنه مخدر أو مغيب أو وقع تحت تشويه للمشاعر، نحن أمة العلم .. أمة ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) أمة (طلب العلم فريضة ) أمة ( وقل ربي زدني علما ) أمة ( من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله ) .. ومع ذلك تركنا العلم والتعلم والعلوم للغرب، يرتع في مضماره كيف شاء، واكتفينا بالمشاهدة والتصفيق الحاد لإنجازات الغرب واختراعاته ، ثم اكتفينا من بعد ذلك باستدبار الماضي، والبكاء على أطلاله دون أن نهتم ببناء الحاضر !! نحن أمة ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ) ومع ذلك لم نتقن إلا الخلافات والمشاحنات!! ولا أظن أن المسئولية تقع على أحد بعينه فالكل مسئول والكل ملوم حتى النخاع .. كلنا وقعنا في الخطيئة تلك الخطيئة التي نرفضها ... ويح أمتنا !! ويح ضعفنا .. ويح هواننا على أمم العالم.. ويا عجبي من تناقضنا ..!! نرفض الخطيئة ونمارسها !! نلعن الفرقة والجهل ونستغرق فيهما .. ومنذ مئات السنين وإلى الآن لم نحفظ مقام رسولنا الكريم صلوات الله عليه ولم نحافظ على إسلامنا ولم نرفع من قدر قرآننا فسقطت أمتنا ، غاية ما فعلناه أن تمسكنا بالقشور واهتممنا بالفرعيات وحرصنا على تعليق آيات القرآن الكريم على حوائط الصالونات، وتلاوة آياته على المقابر والأموات ورفع الشعارات باسمه في الانتخابات , أما دعوة القرآن لنا بأن نستنهض هممنا ونستنفر عزائمنا ونأخذ بكافة الأسباب الممكنة لكي نكون أمة جديرة بحمل هذه الرسالة والتشرف بالانتساب لأعظم خلق الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فإن هذا الأمر غاب عن حياتنا، وغبنا عنه بل وتصرفنا في كل مناحي حياتنا بغير مبتغاه ، فإذا كان من المفترض وفقاً لديننا أن نكون أمة العلم والعلماء إلا أننا أصبحنا للأسف الشديد أمة الجهل والجهلاء ، وإذا كان من المفترض أن نكون أمة العدل والعادلين إلا أننا أصبحنا أمة الظلم والظالمين ، فإذا كنا قد هُنا على أنفسنا فهل نتعجب من هواننا على الناس . ثروت الخرباوي