أدان مرصد فتاوى التكفير التابع لدار الإفتاء المصرية، العمل الإرهابي الذي ارتكبه تنظيم منشقي القاعدة "داعش"، بتفجير كنيسة السيدة العذراء في تل نصري بمدينة الحسكة السورية، صبيحة عيد الفصح. وأكد أن هذا العمل الإجرامي يتنافى مع التعاليم السماوية والقيم الإنسانية، ويهدف إلى بث الفرقة ونشر الفوضى، والإسلام والمسلمين منه براء. وأكد المرصد، في بيان اليوم الإثنين، أن ما يفعله تنظيم داعش الإرهابي من تفجير للكنائس وترويع وقتل المسيحيين لا يجيزه الإسلام، بل حذر منه أيضا لما يحدثه ذلك من إثارة الفتنة، كما أن الأديان السماوية جميعها عملت على صيانة الأركان الضرورية للحياة البشرية، وهي الدين والنفس والعقل والنسل والمال، وأن من قتل نفسًا ظلمًا وعدوانا فكأنما قتل الناس جميعًا. وبيّن مرصد الفتاوى التكفيرية، أن موقف الإسلام من أتباع الديانات السماوية هو ما نص عليه رب العزة في قوله تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}. وقال: "الإسلام يأمرنا أن نؤمن بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وجميع الأنبياء والمرسلين لا نفرق بين أحد منهم"، ويقول تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ}. وأوضح البيان، أن الإسلام بريء من كل ما ينسب إليه من مثل هذه الأعمال التخريبية مهما حاول أصحابها الانتساب إليه والممارسة باسمه، من مثل هذه المجموعة التي تبنت هذه التفجيرات. وأكد مرصد الفتاوى التكفيرية، أن فتاوى جمهور العلماء قديما وحديثا تؤكد جميعها على حرمة الاعتداء على الكنائس، سواء بالتفجير أو الهدم، وأنه أمر لا يجيزه الإسلام أبدًا، ويحذر منه لأن في هدم الكنائس والعدوان على أصحابها إحداث زرع الفتنة وشق الصف وإشعال بذور الطائفية. وأضاف أن المسيحيين مواطنون من أهل الوطن السوري مثل المسلمين، لهم ما للمسلمين من حقوق وعليهم ما على المسلمين من واجبات، ولا يجوز بأي حال من الأحوال الاعتداء عليهم أو التعرض لهم.