قال الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، إنه لا مانع شرعًا من اصطحاب الأطفال إلى المسجد، بل إن ذلك من الأمور المستحبة لتعويدهم على الصلاة، وتنشئتهم على حب هذه الأجواء الإيمانية التي يجتمع المسلمون فيها لعبادة الله تعالى. وطالب بأن يكون ذلك مكونًا من مكونات شخصيتهم، مع الحرص على تعليمهم الأدب، ونهيهم عن التشويش على المصلين أو العبث في المسجد، بشرط أن يكون ذلك برفق ورحمة، وأن يُتَعامَل مع الطفل بمنتهى الحلم وسعة الصدر من غير تخويف أو ترهيب له. وأضاف مفتى الجمهورية في معرض رده عل سؤال حول حكم اصطحاب الأطفال إلى المساجد، أن ردود الأفعال العنيفة التي قد يلقاها الطفل من بعض المصلين ربما تُوَلِّد عنده صدمةً أو خوفًا ورعبًا من هذا المكان، والأصل أن يتربَّى الطفل على حبِّ هذا المكان ويتعلق قلبه ببيت الله تعالى، كما جاء في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله، «ورجل قلبه معلق بالمساجد»، وأن هذا المسجد مليء بالرحمات والنفحات والبركات. وأوضح أن العلماء استدلوا على جواز إحضار الأطفال إلى المساجد بأحاديث منها، ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي قتادة الأنصاري -رضي الله عنه- «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حاملٌ أُمَامَةَ بنتَ زينبَ بِنْتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم»، قال الحافظ ابن حجر: «واستُدِلَّ به على جواز إدخال الصبيان في المساجد»، وقوله تعالى "إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ" وأشار إلى أنه من هذين الحديثين وغيرهما أخذ العلماءُ بجواز إحضار الأطفال للمسجد، واستثنوا منهم من كان لا ينتهي عن العبث إذا نُهِيَ عنه، ومع ذلك فلا يكون نصحه إلا بالرفق والرحمة.