لم يكن أبداً يمنى نفسه بأكثر من الجلوس فى مكتب رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة أو التقاط صورة تذكارية فيه ولكنه وجد نفسه وجها لوجه مع كرسى الرئيس لهذا ربما يكون هناك تشابه للصورة السابقة والواقع السياسى عندما وصل الرئيس محمد مرسى للرئاسة رغم أن العين لم تكن عليه. فالأمر نفسه يتكرر فى الجبلاية بعد أن نجحت الضغوط الخفية من «الجماعة» لإجبار المهندس هانى أبوريدة وأحمد شوبير على الانسحاب من سباق الانتخابات ولم يعد أمامهما سوى قبول الأمر الواقع وتزكية جمال علام رئيس نادى الاقصر المرشح لرئاسة الاتحاد بعد إجراء عدة اجتماعات ومشاورات خاصة، ورغم أن عدداً من أعضاء قائمة المهندس أبوريدة يرون أنفسهم أكبر من الجلوس على مائدة يرأسها جمال علام، إلا أنهم رفضوا شعار «ما باليد حيلة». وقد كانت هناك فكرة باقناع الجمعية العمومية برفض اختيار مرشح الرئاسة والتصويت لأعضاء مجلس الإدارة فقط، لكن القانونيين أكدوا أن الحل غير قانونى لأنه ستجرى إعادة على مقعد الرئيس فى حالة عدم الحصول على 05٪ من الاصوات فى الجولة الأولى ويعتمد نجاحه لو حصل على صوت واحد فى جولة الإعادة كما أن الجهة الإدارية نفسها أكدت عدم شرعية تصميم ورقة انتخابية منفصلة للاعضاء وأخرى لمنصب الرئيس، ثم تفاجأوا بقرار اعتماد جمال علام مرشحاً للرئاسة بعد أخذ كل التعهدات والشروط عليه بأنه مجرد صورة وأى محاولة للتمرد سيكون مصيره العزل. ولكن لماذا يصر المهندس هانى أبوريدة على قيادة مجموعته فى الجولات الانتخابية رغم انسحابة رسمياً من السباق..؟! الإجابة المنطقية تقول : إن أبوريدة أمامه انتخابات عضوية المكتب التنفيذى للفيفا فى مارس المقبل ويهمه فى المقام الأول الاستمرار فى الاتحاد الدولى ولن يضمن ذلك إلا من خلال اتحاد الكرة المصرى خاصة أنه يدرك تماماً أن هناك أيادى خفية تعبث وراءه وتحاول ابعاده عن المنصب الملكى فى «فيفا» والذى يضمن لصاحبه راتباً سنوياً قدره نصف مليون يورو بالإضافة لعضوية المكتب التنفيذى للكاف ورئاسة لجنة التسويق. فأراد أبوريدة أن يفوت الفرصة على العامرى فاروق وزير الرياضة الذى بدا واضحاً أن هدفه الأول هو التخلص من كل أفراد المجموعة القديمة، من خلال إعلان الانسحاب بعد أن جعله فى مواجهة مباشرة مع الألتراس وتم تصدير أبوريدة على أنه مسئول عن مذبحة بورسعيد وكل شيء سلبى فى الكرة المصرية. وكما نجحت جماعة الإخوان المسلمين فى فرض الدكتور مرسى رئيساً لجمهورية مصر العربية فإن جماعة أبوريدة لديها ثقة تامة فى انجاح جمال علام وفرضه رئيساً للجبلاية والجلوس على الكرسى الذى جلس عليه من قبل المشير عبد الحكيم عامر والنائب محمد أحمد والمهندس حسن عبدون واللواء يوسف الدهشورى حرب والكابتن عبده صالح الوحش والكابتن سمير زاهر. انتخابات الجبلاية المحدد لها الخميس المقبل بقاعة المؤتمرات بمدينة نصر تبدو نتيجتها محسومة مقدماً ومن خلال رؤية منطقية لتطور الأحداث.. فى مقعد الرئاسة فوز جمال علام المدعوم من أبوريدة وشوبير على حساب إيهاب صالح وأسامة خليل اللذين كانا أداة ضد أبوريدة فى هذه الانتخابات أما على مقاعد العضوية فإن النجاح حليف قائمة أبوريدة بالكامل ولن يخرج من السباق عضو واحد رغم وجود أسماء مثل الكابتن جمال الغندور وآخرين.