الشقة ب 004 ألف لجيران الزعيم وفاتن حمامة وعمرو دياب العجمى بطبيعتها منطقة هادئة تكسوها أشجار البنفسج والريحان والتين والاشجار العتيقة، وكان أشهر ما يميزها عن باقى أحياء الإسكندرية، تلك الڤيلات التى بناها فنانون كعادل إمام وفاتن حمامة وعمر الشريف وعمرو دياب، وجميعهم كانوا من سكان شارع «الحنفية»، كما كانت منطقة الهانوفيل المجاورة للبيطاش، وهما جناحا العجمى تضم النخبة من رجال الأعمال وصفوة المجتمع ولكن لاتوجد فيللات كثيرة بسبب الثلاثى و«المقاولون والكواحيل والعرب»، والذين اتحدوا جميعا من أجل إخفاء معالم العجمى القديمة، وقطعوا اشجار التين والبنفسج والفل والياسمين، ليبنوا أبراجًا على انقاض الفيللات، التى إما باعها أصحابها أو لقيام عدد من العائلات المعروفة بالعجمى بوضع اياديهم عليها فى ظل غياب أصحابها الأمر الذى جعل من العجمى منطقة لا يحبها أهالى الاسكندرية للضوضاء المنتشرة فى شوارعها ولوجود الأبراج الشاهقة التى أفسدت المشهد الجمالى للمنطقة بأكملها كمنطقة هادئة. عم كامل - الذى كان يعمل سائقًا لسيدة أعمال سكندرية معروفة- يقول: إن العجمى اختفت فلم يعد بها أى مشهد جمالى والأبراج التى تم بناؤها أصبحت تشكل خطرا على المنطقة لأنها حولتها من منطقة صفوة إلى منطقة عشوائية، كل ساكنيها إما من القبارى أو المتراس أو الورديان الذين تركوا مناطقهم ليسكنوا العجمى، وبعا لم يحافظوا على الجمال الذى كان بها، أما قصة الكواحيل والعرب فالمعروف عن العجمى أن بها عددًا من ابناء القبائل البدوية، ومن المتخصصين فى هدم الفيللات وبناء أبراج سكنية بدلا منها، وتبدأ القصة من منطقة الهانوفيل التى يوجد بها مقاول متخصص فى ضرب الأوراق بالطريقة «الأمريكانى» كما يطلقون عليها،وهى طريقة البحث عن وريث لأى فيللا لا يوجد لها صاحب ويتم تسجيل الأوراق عن طريق محام بورقة مبايعة يتم تسجيلها فى الشهر العقارى ويستكملون الخطوات من أجل هدم الفيللا التى يحددونها، ويقام بدلا منها برج سكنى ضخم. الأمر لم يتوقف عند ذلك فالعجمى لم تعد مزاراً لأحد، ويهرب الفنانون أصحاب الفيللات من زيارتها، وأخبرنا شخص مقيم بشارع الحنفية أن عادل إمام وعمرو دياب وعمر الشريف لم يزوروا فيللاتهم منذ سنوات، الأمر الذى دفع أحد المتخصصين فى سرقة الأراضى للسطو على أرض مجاورة لهم ووضع يده عليها فى غياب أى جهة، واستطاع بعد فترة أن يبنى برجاً بدون ترخيص، لتصل سعر الشقة فيه إلى 004 ألف جنيه، مع أن اسعار الشقق فى تلك المنطقة لا تتجاوز المائة ألف فقط، لكن هذا الشخص كان يقول لمن يشترى منه أنه سيسكن بجوار عادل إمام وعمرو دياب، وهو ما يجعله يوافق على الفور، ليفاجئ بأنه تم خداعه وسكن فى منطقة تنتشر فيها الكلاب الضالة، وتعانى انهيارًا فى شبكة الصرف الصحى، كما أن الفنانين لم يزوروا المنطقة لأنه ببساطة اختفت الرائحة التى كانوا يحبونها ويأتون من أجلها وحلت محلها روائح الأسمنت والزلط والطوب الأحمر وصوت عمال البناء وهم يعملون كل يوم فى سباق مع الزمن لإخفاء زمن قديم لا يحبه بدو العجمى أو مقاولوها الأمر الذى يحتم هدم الأبراج المخالفة به، خاصة أنه الحى الوحيد فى الاسكندرية الذى لم يشهد أى إزالة لأى عقار مخالف بسبب ترسانة الأسلحة التى يملكها البدو هناك.