كشر المبرمجون عن أنيابهم بابتكار برامج تقلم أظافر «القراصنة» وحماية الملكية الفكرية لأصحاب النصوص الحقيقيين. هذه النوعية من البرامج تمثل طوق النجاة للمستخدمين في الكشف عن الانتحال والتزوير العلمي، خصوصًا أنها تنتج تقريرًا يوضح نسبة التطابق التام أو الجزئى للإنتاج العلمى المقدم للجهة الناشرة، كما تساهم في حماية حقوق الملكية للمؤلفين وللناشرين عند وجود أي اعتداء على حقوقهم الفكرية. وتستخدمها الهيئات العلمية الناشرة في العالم العربى للتأكد والتحقق من الأبحاث العلمية المقدمة لها، تعزيزًا لمبدًا المساءلة الأخلاقية، وميثاق الشرف في الإنتاج العلمي، بما يضمن حماية سمعة الجهات الناشرة، والتأكد من نزاهة المؤلفات المقدمة لها. كاشف السرقة الأدبية أو «Checker Plagiarism» واحد من أشهر برامج كشف السرقات العلمية والأدبية ويستخدمه الطلاب والمعلمون والباحثون الأكاديميون، وأصحاب المواقع الإلكترونية بهدف حماية نصوصهم المكتوبة، والتأكد من أنها ليست مسروقة أو منقولة من نصوص أصلية أخرى دون الإشارة للمصدر. ويعمل البرنامج عبر تحميل المستخدمين ملف عليه والانتظار لدقائق حتى ينهى البحث على قاعدة بياناته، ثم يصدر تقريرًا نهائيًا عن وجود مادة مطابقة للملف أم لا بعد فحص المادة المدخلة عليه بعناية، وتظليل الفقرات أو الجمل المقتبسة من نصوص أخرى باللون الأحمر، وتحديد المصدر الأصلى للمحتوى المنقولة منه إذا كان منسوخًا من الإنترنت. يكمن سر اشتهار ودقة هذا البرنامج في اعتماده على فهرس بحث محرك البحث العملاق «جوجل» لإيجاد نتائج متطابقة للملف المرفوع عليه، وينتج لمستخدمه تقريرًا فوريًا سريعًا يفيد بوجود أي مثيل محتمل للانتحال. ويسمح «كاشف السرقة الأدبية» للمستخدمين بإضافة المستندات، التي يرغبون التحقق منها في قائمة انتظار، وتجديد مستوى التدقيق أثناء عملية البحث سواء كان سريعًا أو أساسيًا أو متقدمًا أو مخصصًا ليبدأ البرنامج في عمله على أن يتمكنوا من عرض تقارير النتائج مباشرة على المتصفح الخاص بهم عندما ينهى البرنامج عمله. ويساعد البرنامج، حسب ما جاء بموقعه الإلكتروني، كبار الكتاب وأصحاب المواقع الإلكترونية على وجه الخصوص في التدقيق من مضامينهم قبل نشرها للتأكد من أنها فريدة من نوعها، كما يساعدهم على كشف محاولات مستخدمى الإنترنت الآخرين في سرقة محتوياتهم، والاقتباس منها دون الإشارة للمصدر الأصلي. «Viper» برنامج آخر يعد من أشهر برامج كشف السرقات العلمية والأدبية، وهو مدقق مجانى متوفر لمستخدمى الحاسب الآلى والإنترنت، ويتيح للمستخدمين مراجعة مقالاتهم وأعمالهم الأكاديمية في ضوء ملايين من الصفحات والصحف والكتب الإلكترونية والدوريات المتوافرة على الإنترنت، والتي كتبها طلاب آخرون من خلال خطوة واحدة سهلة. شركة «أول آنسرس ليمتد» البريطانية هي مصممة البرنامج المختص بكشف السرقات الأدبية، وتقدم خدمات تعليمية، وأسست البرنامج في البداية بهدف استخدامه بين فريق العمل بالشركة لكنها قررت بعد ذلك فتحه للطلاب والباحثين، وعندما لاقت قبولًا هائلًا منهم أعادت تصميمه ليتناسب مع الطلب المتزايد عليه. يفحص «فيبر» تلقائيًا 14 مليار صفحة على الإنترنت بها نحو مليونى بحث طلابي، وآلاف الإصدارات المعروفة بما في ذلك ناشرو الكتب الدراسية، وقواعد بيانات الدوريات، والكتب الإلكترونية والصحف والمجلات بعد التسجيل فيه بإنشاء حساب مجاني، وإضافة الملف المراد فحصه فيبحث في قاعدة معلوماته، ويخرج نتائجه ذات الصلة بالموضوع. ويدعم Viper العديد من أنواع الملفات بما فيها تطبيقات «أوفيس» و«باور بوينت» و«بى دى إف»، وبمجرد رفع الملف على البرنامج وفحصه لقاعدة بياناته يخرج لمستخدمه كل النتائج المتطابقة مع ملفه، ويقارنها بالأعمال الأخرى، كما يوفر مصدرًا حقيقيًا للمحتوى المتطابق لاستخدامه كمرجع بدلا من اقتباس نصوص دون معرفة مصدرها الأصلي. وضمان لسرية المحتوىات، وبما أن هدف البرنامج الحقيقى هو حفظ حقوق الملكية الفكرية والأدبية، فإذا تطابق الملف المرفوع عليه تماما مع ملف لشخص آخر فإنه - لدواعى السرية- لا يعرض هذا الملف المتطابق لكنه يظهر للمستخدم النسبة المئوية للتطابق بين الملفين. وفى السياق ذاته فإن البرنامج يحتفظ بنسخة من أي ملف يُرفع عليه في قاعدة بياناته بهدف استخدامه في عمليات مقارنة مستقبلية لمستخدمين آخرين، على ألا يُعرض الملف على أي شخص يضع ملفًا مشابهًا لملف مستخدم آخر لكنه يرى فقط نسبة التطابق سالفة الذكر. يتمتع البرنامج بنسبة استخدام مرتفعة حول العالم إلا أن أبرز مستخدميه يتمركزون في الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وماليزيا والهند وباكستان وكندا وهولندا وإيرلندا وجمهورية الدومينيكيان وسنغافورة والبرازيل وسريلانكا والإمارات وهونج كونج وإسبانيا وإندونيسيا وأستراليا وألمانيا وفرنسا والسعودية. «Viper» و«Checker Plagiarism» ليسا البرنامجين الوحيدين المتخصصين في كشف السرقات الأدبية والعلمية لكنهما الأبرز في العالم، وتتعدد المجالات التي يسمح للمستخدمين فحص ملفاتها عبر تحميلها عليهما كمجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية والعلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال العلوم الطبية، والعلوم الطبية المساندة، والصيدلة، والعلوم الصحية والعلوم الطبيعية والحياتية والعلوم الهندسية وتكنولوجيا المعلومات. وتختلف دقة البرامج الكاشفة للسرقات الأدبية من واحد لآخر حسب تطوير قاعدة بيانته وتحديثه لها ولذلك يلجأ الكثيرون لفحص النصوص المشكوك بها بأكثر من برنامج في محاولة للتأكد من عدم وجود ما يطابقها.