عجبي علي هؤلاء الذين يصرون علي أن يلدغوا من ذات الجحر مرتين وثلاث بل وعشر مرات!. إنهم نفر من النخبة، أو هكذا يحلو لهم أن يصفوا أنفسهم.. وعادوا الآن للحديث مجددا مثلما فعلوا سابقا.. عن مد اليد مرة أخري لمن سبق أن خدعوهم بدعوي حماية الثورة!. هؤلاء يطالبون الآن بنسيان ما فعله الإخوان من قبل علي مدار عام كامل.. ويتحدثون عن ضرورة الاصطفاف معهم في مواجهة رموز النظام السابق وأيضا المجلس العسكري.. ويقول هؤلاء بجرأة غريبة إن الإخوان غسلوا كل ذنوبهم بالقانون الذي سارعوا بإصداره لقطع الطريق علي عمر سليمان وأحمد شفيق للترشح في انتخابات الرئاسة! أي المطلوب منا أن ننسي ما فعله الإخوان في الانتخابات البرلمانية حينما تلاعبوا بالجميع واستخدموا المال والدين من أجل السيطرة علي السلطة التشريعية مع السلفيين.. ومطلوب أيضا أن ننسي استئثارهم بعملية إعداد الدستور ورفضهم كل محاولات التوافق، بل وهجومهم علي حكم القضاء الذي أوقف مؤقتا تدبيرهم هذا.. ومطلوب أيضا أن ننسي كيف لحس الإخوان وعدهم وقرروا السعي للسيطرة علي الرئاسة. باختصار مطلوب منا أن نظل مخدوعين إلي الأبد حتي يسيطر الإخوان ومعهم السلفيون علي كل شىء في هذا البلد، ويفرضون إرادتهم وحكمهم ودستورهم علينا.. كل ذلك بدعوي حماية الثورة، بينما نحن نمنحهم بذلك الفرصة لافتراس الثورة والتهام الوطن!. ونسي هؤلاء خداع الإخوان علي مدار عام كامل وهم يتجاهلون ما يحدث حولهم الآن من إصرار محموم للإخوان للوصول إلي القصر الرئاسي، والسيطرة عليه من خلال الدفع بمرشح أصلي وآخر احتياطي في انتخابات الرئاسة، وذلك بعد أن أعلنوا رفضهم كل المرشحين بلا استثناء بمن فيهم من يتحمس له هؤلاء النخبويون؟!. وكيف نتجاهل أيضا ذلك الإرهاب الفج والمثير للاستفزاز الذي يمارسه أنصار المرشح السلفي حازم صلاح أبو اسماعيل ضد لجنة الانتخابات الرئاسية لمنعها من اتخاذ قرار بشطبه إذا ثبت لها أن والدته تحمل الجنسية الأمريكية، وهو الأمر الذي دفع اللجنة لوقف أعمالها وإخلاء مقرها؟! وكيف نتجاهل كذلك دعوات العنف التي اطلقها الإخوان إذا ما جاءت الانتخابات الرئاسية برئيس لا يروق لهم.. وبالطبع ذلك سيطبق علي كل المرشحين باستثناء مرشحهم بالطبع؟! فهل يريد هؤلاء النخبويون التحالف مع من يتربص بهم ويتحين الفرصة تلو الأخري للقضاء عليهم، بل وعلي كل من يخالفه الرأي والتفكير وحتي الانتماء التنظيمي أيضا؟!. إن هؤلاء لا يعانون فقط من السذاجة السياسية المفرطة، ولكنهم بالقطع لديهم ميول انتحارية.. لأن التحالف مع الإخوان والسلفيين هو نوع من الانتحار السياسي.. وأخشي أن يكون أكثر فداحة من الانتحار السياسي. الإخوان ومعهم السلفيون أيها الغافلون يريدون الاستئثار بكل شىء والسيطرة علي المجتمع كله وليست السلطات الأساسية فيه فقط.. إنهم لا يهمهم سوي تحقيق مصالحهم الضيقة جدا، ولن يقبلوا بأن ينازعهم أو يشاركهم أحد.. وسوف يعاملون غيرهم أسوأ معاملة وبدعوي حماية الثورة أيضا.. أفيقوا أيها السادة من غفلتكم وتخلوا عن سذاجتكم السياسية!