سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لعنة «النواب» تضرب الأحزاب.. انتخابات الهيئة العليا ل«الوفد» تنذر بصراعات.. و«البدوي» يخشى مخالفة القانون.. شباب «السادات الديمقراطي» يتهمون رئيس الحزب بدعم «الأهل والعشيرة» والانشقاقات تحاصر «شفيق»
يبدو أن عدوى الصراعات الانتخابية أصابت عددًا من الأحزاب فأصبح مرض الانقسامات وفيروس الخلافات يحاصران غالبية مرشحى البرلمان التي لم يحدد موعد التصويت لها إلى الآن. أحزاب «الوفد» و«السادات الديمقراطي» و«الحركة الوطنية» تعيش حاليًا على صفيح ساخن، تارة بسبب الانتخابات الداخلية، وأخرى بسبب الاستقالات. اقتراب موعد انتخابات الهيئة العليا لحزب الوفد كان كفيلا بإشعال نيران الخلافات، وتحديدًا مع المنافسة على 50 مقعدًا بالهيئة من إجمالى 60 مقعدًا هم أعضاء الهيئة العليا للحزب طبقًا لما نصت عليه لائحة النظام الأساسي، ويبقى 10 أعضاء يتم تعيينهم بواسطة رئيس الحزب. «العليا» تقسم «الوفد» أولى العقبات التي تواجه إجراء انتخابات الهيئة العليا لحزب الوفد، عدم إعلان الدكتور السيد البدوي، رئيس الحزب، عن موعد فتح باب الترشح للانتخابات المقرر إجراؤها نهاية شهر أبريل المقبل لانتهاء مدة الهيئة الحالية، ما يفتح الباب أمام احتمالية تأجيلها، وفقًا للأخبار المتداولة بين أروقة «بيت الأمة» هناك اتجاه لتأجيل الانتخابات لاستكمال استعدادات انتخابات مجلس النواب بعد تأجيلها. «الوفد» يعانى الآن مأزقًا بعد التأجيل بين فكى الانتخابات البرلمانية وانتخاباته الداخلية، بما ينعكس سلبًا بصراعات داخلية تهدد مستقبل مرشحى الحزب للبرلمان المقبل، وفى حال تأجيله لانتخابات الهيئة العليا تصبح قراراتها مطعون على قانونيتها. «أحمد عودة - عضو الهيئة العليا الحالية لحزب الوفد»، والمرشح المرتقب للمنصب لدورة ثانية، قال إن تأجيل انتخابات الهيئة العليا لحزب الوفد يدخل الكيان ككل في أزمة قانونية ويضر بالحزب، خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة. وطالب «عودة»، في تصريح ل«فيتو»، السيد البدوى رئيس حزب الوفد باتخاذ قرار بفتح باب الترشح لانتخابات الهيئة العليا، ودعوة الجمعية العمومية للحزب المسماة «الهيئة الوفدية» حتى لا يُعرض الحزب لمخاطر تؤثر في قراراته من الناحية القانونية. ووفقًا للائحة حزب الوفد فإن «رؤساء اللجان العامة والفرعية بالمحافظات، واللجان النوعية، وأعضاء الهية العليا، ورئيس الحزب» يحق لهم انتخاب أعضاء الهيئة العليا ورئيس الحزب، ويبلغ عددهم داخل حزب الوفد ما يزيد على 3 آلاف عضو، وفى حال تجمعها يصبح قرارها ساريًا على رئيس الحزب نفسه. ومن أبرز المرشحين لانتخابات الهيئة العليا لحزب الوفد «المهددة بالتأجيل» كل من «أحمد عودة، محمد عبد العليم داود، فؤاد بدراوى وزوجته نهلة الألفي، عصام صباحي، ياسر حسان، حسام الخولي، سفير نور، طارق سباق». «السادات».. ثورة الشباب أما حزب السادات الديمقراطي، فيعان من أزمة حادة بعد إعلان 40 من شباب الحزب استنفارهم واستيائهم الشديد تجاه رئيس الحزب عفت السادات والسعى فيما بينهم من أجل إقالته. الأزمة الحالية تعود إلى اختيار رئيس الحزب ابنته «شهد السادات» لتكون ممثلًا لشباب الحزب على المقاعد الأساسية بقائمة «في حب مصر» الانتخابية وعدم اختيار أي من شباب «السادات الديمقراطي» المميزين. أحد القيادات الشابة بحزب السادات الديمقراطى أشار إلى أنهم فوجئوا أثناء الفترة التي كان يتم فيها تشكيل قائمة «في حب مصر» الانتخابية أن عفت السادات اجتمع بهم، موضحًا اختيار نجلته لتمثل الشباب على المقاعد الأساسية بالقائمة، وسكرتيرته الخاصة بشركته، وخطيب نجلته (على مقاعد الاحتياطي)، دون رجوعه إلى لجنة انتخابات الحزب. عقب الاجتماع، الذي جمع بين عفت السادات والشباب وإعلانه اختيار نجلته وسكرتيرته وخطيبها؛ عاد مسئول لجنة الشباب بالحزب إلى مراجعة ما إن كان هؤلاء الأشخاص مدرجين ضمن صفوف الحزب أم لا، وتزايدت حدة الأزمة بعدما توصل إلى عدم وجود الأسماء التي دفع بها «السادات» ليكونوا ممثلين عن الشباب بقائمة «في حب مصر». كل ما سبق اعتبره شباب حزب السادات الديمقراطى تجاوزًا من عفت السادات واختيار ممثلى الحزب للبرلمان بناء على مبدأ «الأهل والعشيرة»، وبهدف الحصول على الوجاهة البرلمانية والحصانة دون النظر إلى أهمية ما يريده البرلمان في المرحلة المقبلة، خصوصًا أن كل من نجلته وسكرتيرته وخطيبها لا يعلمون دور عضو مجلس النواب وطرق عمله تحت قبة البرلمان، والقوانين التي يجب تشريعها، وفقًا لأحد شباب الحزب. وتابع المصدر أن شباب حزب السادات يتجه لاتخاذ إجراء ضد ما فعله رئيسهم لكن مشكلتهم تكمن في أنه ليس للحزب هيئة عليا أو مكتب سياسي أو جمعية عمومية بالمعنى الواضح لتلك التنظيمات من أجل التصويت لسحب الثقة منه، في ظل انفراده تمامًا بالقرارات دون العودة لأحد، فيما يبحث الشباب عن حل يتيح لهم الإطاحة برئيس الحزب من منصبه. ويحضر شباب حزب السادات، خلال تلك الفترة، لعقد مؤتمر صحفى يكشفون فيه كل تلك التفاصيل حتى يعلنوا ذلك أمام الرأى العام، وسيتم عقد المؤتمر بعدما يتم الترتيب له بشكل جيد، وفقًا للمصدر نفسه. خلافات متزايدة ب«الحركة الوطنية» رغم توقعات بأن يصبح حزب «الحركة الوطنية المصرية» واحدًا من أكبر الأحزاب منذ إطلاقه، برئاسة الدكتور إبراهيم درويش الخبير الدستوري، وقبل أن يصبح الفريق أحمد شفيق رئيسًا له، توقع الجميع بأن يتصدر المشهد، لكون شفيق رئيسًا له، وامتلاك الحزب قاعدة عضوية شملت 20 ألف عضو خلال التأسيس فقط، إلا أن هذا لم يحدث وبدأت المشاكل تضرب الحزب من حين لآخر. وقالت مصادر من داخل حزب الحركة الوطنية المصرية إن هناك جبهة داخل الحزب تتكون من «الدكتور صفوت النحاس أمين عام الحزب وهشام الهرم الأمين العام المساعد ومروان يونس واللواء عبد الرءوف محمد عضوى الهيئة العليا، ومحمد أنيس مساعد أمين لجنة الانتخابات، وخالد العوامى أمين الإعلام، وطه حنفى أمين الحزب بالوايلي» تقف خلف هذه الاستقالات. وأوضحت المصادر أن السبب الرئيسى لوصول الحزب إلى حالته الحالية يرجع إلى طريقة إدارة الدكتور صفوت النحاس الحزب وتجاهله الأعضاء، وعدم تواصله معهم، أو الرد على اتصالاتهم الهاتفية، ما دفع عددًا من القيادات للاستقالة، وعلى رأسهم «كريم سالم المتحدث الرسمى باسم الحزب، وماجد دياب أمين الحزب بالشرقية، ومجدى النقيب أمين الحزب ببورسعيد، وطارق أصلا أمين الحزب بدمياط». المصادر ذكرت ل«فيتو» أن الدكتور صفوت النحاس يرفض الاستماع إلى وجهات نظر أعضاء الهيئة العليا للحزب، الذين تقل سنهم عن 50 عامًا، وذلك خلال اجتماعات الهيئة العليا بحجة عدم امتلاكهم خبرة كافية لتشكيل وجهة نظر صائبة بالأمور المختلفة. وأشارت المصادر إلى أن «النحاس» ليس عضوا مؤسسًا بالحزب، فضلًا عن أنه كان ضمن الحملة الرئاسية لعمرو موسى، خلال فترة الانتخابات الرئاسية عام 2012، والذي كان منافسًا للفريق أحمد شفيق رئيس الحزب خلال تلك الانتخابات، موضحة أن أمين عام الحزب ضم محمد أنيس مؤخرًا، وولاه منصب مساعد أمين لجنة الانتخابات رغم أنه كان أحد قيادات حزب الدستور، ومن المقربين للدكتور محمد البرادعى رئيس حزب الدستور السابق ونائب رئيس الجمهورية السابق، وسط رفض عدد من الأعضاء. ومن جانبه قال أمين عام الحزب الدكتور صفوت النحاس، إنه موجود في السعودية لأداء العمرة وبعيد عن أجواء الحزب خلال الفترة الحالية، نافيًا تلك الاتهامات، مؤكدًا أنه لا يدخل في صدام مع أحد وأنه يسعى ليكون الحزب ضمن الأحزاب القوية على الساحة السياسية ويتمنى هذا. وأضاف «النحاس» في تصريحات خاصة ل«فيتو» أنه سيعود من السعودية عقب انتهاء العمرة والتي تستمر لمدة أسبوع. وفى ذات السياق بدأت المشاكل تعرف طريقها إلى حزب «مصر بلدى» الذي يرأسه قدرى أبو حسين خاصة خلال الشهر الأخير قبل أن يتم الإعلان عن تأجيل انتخابات مجلس النواب المقبلة بسبب عدم دستورية قانون تقسيم الدوائر الانتخابية. ووضحت تلك المشاكل خلال وجود الحزب داخل تحالف الجبهة المصرية الانتخابى والتخبط الذي كان يحدث بين قيادات الحزب المختلفة وإعلان كل منهما تصريحات مخالفة لرأى الآخر. وكانت آخر تلك المشكلات هي جلوس الكاتب الصحفى مصطفى بكرى نائب رئيس الحزب مع اللواء سامح سيف اليزل المنسق العام لقائمة «في حب مصر» الانتخابية لبحث إمكانية انضمام «بكرى» للقائمة وانسحابه من الترشح ضمن قائمة الجبهة المصرية بمحافظات الصعيد. "نقلا عن العدد الورقي..."