أعلن رئيس البرلمان الأوربى "مارتن شولتز" عن تأييده لاتفاق التجارة الحرة مع الولاياتالمتحدة، ليهدئ بذلك المخاوف من احتمال أن يعرقل البرلمان -الذى يتزايد نفوذه فى الاتحاد الأوربى- التوصل إلى اتفاق فى المحادثات التى من المقرر أن تبدأ فى يونيو القادم. وقال شولتز ل"رويترز"، اليوم الخميس، إن أوربا والولاياتالمتحدة يمكنهما إنشاء سوق حرة تجمع 800 مليون نسمة ومواجهة القوة المتنامية للصين من خلال اتفاق ثنائى للتجارة. وتسعى بروكسلوواشنطن لإطلاق مفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق يشمل نصف الناتج الاقتصادى العالمى، لكنهما يحتاجان إلى أن يصدق البرلمان الأوربى على أى اتفاقيات تجارية حتى تصبح قانونا. وهناك مخاوف من أن تشكل مشاكل حساسة مثل حماية الزراعة والبيانات عائقا أمام المفاوضات، لكن شولتز -الرئيس الاشتراكى للبرلمان الأوربى- أعرب عن تفاؤله بشأن آفاق التوصل لاتفاق. وقال شولتز: "لدينا فرصة هائلة لإنشاء سوق مشتركة تضم 800 مليون شخص، البرلمان -من حيث المبدأ- مؤيد بشكل كبير لاتفاقية للتجارة الحرة مع الولاياتالمتحدة". وسيلقى هذا التأييد المبكر من البرلمان الأوربى ترحيبا فى واشنطن التى تخشى الدخول فى عملية تفاوض لا نهاية لها مع الاتحاد الأوربى ودوله الأعضاء السبع والعشرين والتى لها مصالح ومطالب مختلفة. ويبدو أن الآمال فى تدفق أنشطة أعمال جديدة بمليارات اليورو عبر الأطلسى فى وقت تعانى فيه أوربا ركودا اقتصاديا ستتغلب على الخلافات التقليدية بشأن مزايا فتح الأسواق أمام المنافسة الدولية. ووفقا لتقديرات أولية فإن اتفاق التجارة المزمع يمكن أن يضيف 0.5% و0.4% سنويا إلى اقتصاد الاتحاد الأوربى والولاياتالمتحدة على الترتيب بحلول 2027 فى وقت تشهد فيه منطقة اليورو ركودا، بينما تتوقع الولاياتالمتحدة نموا متواضعا. وتشكل أوربا والولاياتالمتحدة ثلث التجارة العالمية، وربما يتيح الاتفاق لهما تحديد قواعد التجارة الدولية قبل أن تفعل الصين ذلك، وبصفة خاصة فى مجالات مثل الخدمات وسياسة المنافسة. وأيد الرئيس الأمريكى باراك أوباما الشهر الماضى إطلاق المحادثات، كما ساند زعماء الاتحاد الأوربى أيضا الخطة على أمل أن اتفاقا مع واشنطن سيساعد أوربا على الخروج من أزمة ديونها.