حتى الموتى فى «أبو النوام» يعانون, فأهالي القرية الواقعة بكفر الدوار, يبدأون رحلة العذاب منذ الميلاد حتى الوفاة, فلا هم ينعمون بخدمات محافظة الإسكندرية ولا هم من المحظوظين ليرفلوا فى خيرات محافظتهم الرسمية.. البحيرة! منازلهم المتواضعة بنوها على الحدود بين المحافظتين فكلما ذهبوا لمسئول يشكون له سوء وضعف الخدمات بالقرية يقول لهم (انتم مش تبعنا ),وهو ما تسبب فى حرمان الأهالي من ابسط متطلبات الحياة الآدمية التى ربما لا تكون كريمة. الغريب أن أقرب وحدة صحية للقرية تقع علي بعد سبعة كيلومترات وهي وحدة «سيف النصر» التابعة لمجلس قرية الحاجر علماً بأن نسبة العمل بها لا تتعدي 25%, وحين تضطرهم الظروف إليها تأتيهم أوامر رسمية بالانصراف إلي وحدة «أبيس 6» التابعة للإسكندرية والمعطلة عن العمل منذ خمس سنوات خلت,وهو ما يشكل عليهم عبئا نفسيا خاصة أنهم يفشلون فى تسجيل مواليدهم بدفاتر الصحة أو استخراج شهادات وفاة لموتاهم! والقرية بشكل عام معزولة عن مركز كفر الدوار بسبب وجودها على آخر نقطة حدود للبحيرة مع الإسكندرية بالإضافة إلى عدم وجود وسائل مواصلات أو خدمات صرف صحي أو تعليم .. باختصار سكان القرية تعتبرهم الدولة كائنات فضائية غير معترف بهم ولا يتمتعون بالجنسية المصرية.