الصفقة المشبوهة يقودهاالنائب العام وتباركها جماعة مرسى قذاف الدم ولد فى مصر وتخرج فى الكلية الحربية وشارك فى حرب أكتوبر المجلس العسكرى دعاه للإقامة والإخوان يدرسون تسليمه بحفنة دولارات هل درسنا كيفية احتواء الغضب المستعر فى ليبيا ؟ أليست ليبيا شأنا مصريا ؟ لماذا لم يتحرك مسئول من الخارجية، او المخابرات المصرية، لخلق دور حيوى وإنساني فى نصفنا الثانى داخل طرابلس؟ ألا تخجلون من أن تصبحوا تجار رقيق؟ وهل ترون أن الليبيين في بلدهم الثاني مصر رقيق يباع ويشترى ؟ يقولون إن المفلس يبحث في دفاتره القديمة، والنظام المصري بقيادة «جماعة الهوان» بحثت فى دفاترها بعد أن أفلست سياسيًا، ودفعت القوي السياسية للتناحر والتقاتل على الأبواب، فلم تجد إلا 850 الف ليبى، اختارت الجماعة أن ترفع المزاد لبيع هؤلاء، وكأنهم مجموعات من الخراف، أعلنت الجماعة المزاد، مزاد العار، فجاء إلى بلادنا من قفزوا على السلطة فى ليبيا، ليساوموا ويتساوموا علي شراء هذا القطيع، تصرفوا وكأنهم أصحاب ملك، وتصرفنا تحت شعار «إن خربت ليبيا خدلك منها لاجئ». وصل المزاد إلي مليارين من الدولارات، وبضعة وظائف لعمال في أعمال متدنية، مثل السباكة، والنجارة، والعمالة المؤقتة، وبدأت قيادات من النظام فى إبرام الصفقة، ليخرج علينا النائب العام والمسمي شعبيا ب«النائب الخاص» ليقول على الملأ دون أن تأخذه شهامة أو نخوة أو رجولة «إننا سنبذل قصاري جهدنا لتذليل العقبات القانونية لتسليم الليبيين»، والمعني فى تصريح «النائب الخاص» أنه سيعمل كل مافى وسعه لتطويع القانون، لتحقيق الهدف الذى اتفقوا عليه بليل . لا يعلم النائب الخاص، وزمرته، ورفاقه، بداية من محمد مرسى، ونهاية بمحمد بديع، أن مصر كانت دوما ملاذا آمنا لكل خائف، ولايدركون أن مصر كانت ساحة أمان للهاربين من ملك ليبيا، وكانت ساحة أمان للهاربين من نظام القذافى نفسه، وكانت وستظل مرفأ أمان لكل من استجار بها. بل لا يدرك النائب العام أيضا أن مصر لاتأكل من الزقوم، ولن تأكل دماء الليبيين، ولن تعيش أبدا على الخيانة، وتسليم من استجار بها، عندما دخلت جيوش اربعين دولة لأرضهم ، ولايعلم النائب «الخاص» أن شباب الثوار فى ليبيا، الذين بدأوا ثورتها انتفضوا.. عندما وجدوا جيوش العالم تجيش لسحق قواتهم المسلحة، وهدم كل ماهو فوق الأرض ، نعم ثار الشباب ضد نظام القذافى، ولكنهم ثاروا أيضا عندما وجدوا ثعالب الخيانة تأتي ممتطية دبابات الناتو . لايعلم «النائب» الخاص أن من يعتلون المنصات فى ليبيا اليوم ، ليسوا أصحاب الثورة الحقيقيين، بالضبط مثلما هو الحال فى تونس، وفى مصر، صحيح أن القابعين على السلطة هناك ليسوا إخوانا، فالإخوان لايصل تعدادهم فى ليبيا لأكثر من عشرة آلاف ليبي، حيث تقف الطبيعة القبلية والتركيبة الاجتماعية ضد سيادة نموذج الإسلام السياسى كما حدث فى مصر وتونس . أيضا يجهل النائب العام، ومعه مرسى، وثالثهما محمد بديع، أن بعض القادة الجدد في ليبيا، عندما ذهبوا إلى الجزائر، والتقوا الرئيس الوطني عبد العزيز بوتفليقة لقنهم درسا قاسيا .. قال بوتفليقة لمحدثيه: « عليكم أن تشكرونا.. لأننا لم نقاتل القوات الأجنبية التي استقدمتموها على أرضكم، ومن بينهم الفرنسيون.. أما ملف تسليم الليبيين فليست الجزائر من تسلم مواطنا استجار بها» وعليه أغلقوا الملف بعد أن قدموا الشكر للجزائر !! أيضا يتعامل النظام المصرى بجهل شديد مع القوة التي يمتلكها الآن850 ألف مواطن ليبى، أى أكثر من 600 ألف صوت انتخابى، قادرون وحدهم على تحديد النظام المقبل فى ليبيا، ولأن الإخوان المسلمين تربوا على البيع ، بيع الاستقلال لأمريكا بعد الثورة بالخضوع، والخنوع لواشنطن ، مرورا ببيع القضية الفلسطينية، بقول كبيرهم:« وفيها إيه لما الفلسطينيين يقيموا في سينا» وبيع استقلالنا الاقتصادي بالصلاة فى محراب البنك الدولى، وصندوق النقد الدولى، وانتهاء ببيع قيمة تاريخية، حرصت مصر فى أضعف لحظاتها التاريخية على إعلائها وهى قيمة «من دخل مصر فهو آمن ». وقبل أن يقول لى «النائب الخاص» إن المطلوبين مجرمون.. نقول لسيادته إن كانت له سيادة إن المجرم الحقيقي فى ليبيا هو من يعتقل 22 ألف مواطن من بينهم 4 آلاف امرأة، وإن المجرم الحقيقى من يطارد الشعب الليبي، ليجعله أكبر أمة مهجرة ومطاردة، ففى مصر 850 ألفا، ومن المقرر تسليم 1800 منهم، وفى تونس 400 ألف، وفى الجزائر 200 ألف، وفى لندن، وباريس، وبرلين، وعدة عواصم أخرى مئات الآلاف يعيشون حياة اللجوء الذليلة. هل يجرؤ مسئول ليبي أن يطالب فرنسا على سبيل المثال بإعادة لاجئ واحد ؟ الإجابة بالطبع لا، لأن فرنسا دولة تحترم حقوق الإنسان، وتعرف أن من يحكمون فى ليبيا هم طبقة السفهاء .. ألا تدرك يامن جاء إلى موقعه بالعار أن الثورة يشعلها النبلاء، ويمتطيها السفهاء ؟ بالضبط مثلما يحدث في بلادك، وأنت أكثرنا علما بذلك . وللنائب العام الذى لا يعرف كعادة الجماعة التي أتت به «مبيعرفوش» أحكي قصة واحد من هؤلاء المطلوبين ، أحمد قذاف الدم، فقد ولد فى مصر، وتخرج فى الكلية الحربية المصرية، وشارك مع قوات ليبية فى حرب أكتوبر، وظل لسنوات طويلة منسقا للعلاقات المصرية الليبية . وأحمد قذاف الدم طالما ناضل من أجل مصر والمصريين، وقد رأيناه أيام صدور أحكام بالإعدام على مصريين، ارتكبوا جرائم قتل في طرابلس، كيف يسعى لجمع ملايين الدولارات لدفع الدية، ورأيناه كيف يدفع صناع القرار هناك لتوقيع اتفاقيات التعاون المشترك مع مصر، ورأيناه يعيش فى الفيوم، والبحيرة، ومطروح، والمنيا بين أخواله ، لم نعامله يومها إلا على أنه مصري ليبي يؤمن بعروبة بلاده، قبل أن يمتطيها ليبيون لا يعرفون العربية ولا العرب . أحمد قذاف الدم هو حلال العٌقد فى المسألة المصرية الليبية، وهو أول مسئول ليبي يستقيل استجابة لثوار ليبيا النبلاء، وهو الذى كان متوجها إلى لندن، فدعاه بشكل رسمى المجلس العسكرى للبقاء فى بلده الثانى مصر، عرفانا بما فعل من أجل المصالح الليبية المصرية .. هل جزاؤه اليوم أن نسلمه لعصابة تحكم هناك ؟ لماذا لاننتظر إجراء انتخابات حرة نزيهة هناك، ثم ندرس الموضوع بشكله القانونى دون إغفال الشق الإنسانى ؟ وأخيرا هل يملك «النائب الخاص» الشجاعة، ليعلن على الرأي العام فى مصر تفاصيل الفضيحة التي تساق إليها مصر، طعنا في كرامتها، وشرفها، وأمانتها، وتعهداتها الدولية، والتزاماتها الإنسانية ؟ هل يملك القدرة على الاعتراف أن مصر فى عهد الإخوان توشك أن تتحول لأكبر تاجر رقيق في العالم، بل تاجر موت، وخراب، ودمار ؟ وهل فكر فيما يمكن أن يحدث لأبنائنا هناك في حال تنفيذ مخطط الإخوان الدنيء؟