Ahmedhilmy123@gmail. لا أحب عطلات الأعياد، فأنا أكره التعطل عن العمل، ولقد تحولت الأعياد من ذكرى تنفع المؤمنين لتصبح فترة لتكاسل المتكاسلين، وصورة من صور تنطع المتنطعين، حيث تبدأ العطلة الحقيقية قبل العطلة الرسمية بأسبوعٍ على الأقل، فتزدحم الشوارع وتغلق بالكاد استعداداً للسيد عيد، وتنصب مشانق الإنفاق ليعلق عليها أرباب الأسر، ويعود الدائنون على المدينين يطالبون بأموالهم، فالدنيا عيد والالتزامات لا ترحم، وتعلن وسائل المواصلات حالة الطوارئ، ويشمر المتحرشون بالنساء عن سواعدهم ففرائسهم فى الانتظار، وتزدهر سوق الممنوعات، فالبمب والمفرقعات تصم الآذان وتروع الآمنين، والمخدرات تدمر العقول وتميت المتعاطين، والفسيخ إن كان شماً لنسيم لا يجيء يسمم الآكلين، ولحوم ودهون لخراف مذبوحة تقرب الآجال للناهمين، وكعك وسكاكر تكبكب بطون الجائعين، فلم يسلم مُعَيِّدون من أذى عيد أو موسم، وإذا سألت أحد السادة المعيدين عن معنى ذلك العيد لا يدرى سوى أنه عيد وكفى. والمصريون مدمنون للعطلات، حتى أن مصر تنفرد بإجمالى عطلات حقيقية تقترب من الشهرين من كل عام بما يقترب من خُمس وقت العمل فيها، كما تنفرد بتقليد غريب فإن صادف عيد يوم جمعة فسوف يمنح للسادة المعيدين يوم آخر بديلاً عنه!. وفكرة العطلة تتنافى مع تعاليم الدين والأوامر الصريحة فى القرآن، فلا عطلة فى الإسلام، وهى فكرة يهودية فى الأصل، فهم يتعطلون يوم السبت اقتداء بما يعتقدون من استراحة الخالق بعد أن انتهى من الخلق يوم الجمعة، فاستراح السبت، وفى القرآن أمرٌ صريحٌ بالعمل يوم الجمعة (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله) فلا عطلة فيه، بينما نعود إلى بيوتنا بعد الصلاة ونبتغى من فضل الموائد، والأمر بالعمل فى (وقل اعملوا) مطلق ودائم لا يعطله شيء، ففكرة العطلات فى المناسبات الإسلامية تتنافى مع الدين نفسه، ولولا أن الاقتصاد قد انهار وتوقفت الأعمال ببركة مشروع النهضة الهمام لطالبت حكومة الإخوان أن تبادر لإصدار فرمان لإلغاء الأعياد حتى لا نخالف شرع الله،... عودوا إلى عطلاتكم يرحمكم الله!