[email protected] شيء لا يستوعبه عقل.. أن نستورد نفايات الأسماك من كل بقاع الدنيا: الصين- روسيا-فيتنام-السعودية -أوكرانيا. المغرب الشقيق لديه أربعة آلاف كيلو متر شواطىء وهى أولى دول العالم فى تصدير الأسماك.أما مصر فلديها أيضا أربعة آلاف كيلومتر شواطىء على البحرين الأحمر والمتوسط، و نهر النيل الذي يشق طولها بأكثر من ألف كيلو متر، وعشرات آلاف الكيلو مترات من الترع، وتسع بحيرات، ومع ذلك نستورد الأسماك.. وفى أحيان كثيرة يأتينا فاسدا.. أين المشكلة؟ وأين الخلل؟ الجميع يجمع أنها مشكلة إدارة، النظام السابق كان يؤمن بأن الاستيراد هو الحل، وأن شراء الغذاء أفضل من تربيته، بل إن هيئة الثروة السمكية التابعة لوزارة الزراعة تركت مافيا الأراضي ينهبون البحيرات، كما حدث في بحيرة المنزلة (والتي يجري تطهيرها الآن) بعد أن كانت 750 ألف فدان أصبحت فقط 75 ألف أي 10% فقط من مساحتها الأصلية. بالإضافة إلى بحيرة البردويل التي تعتبر أكبر وأنظف بحيرة صناعية في العالم، حيث إنها بعيدة عن مصادر الصرف الصحي والصناعي، لو في دولة أخرى لأُنشئ بجوارها منطقة صناعية لتعبئة وتصنيع الأسماك. التلوث بالصرف الصحي الذي مازال يصب في النيل والصناعي أيضا (على الأقل 120 مصنعا يصرفون في النيل) قضى على الأسماك، لدرجة انه أيضا قضى على البلهارسيا. حكومات مصر لم تهتم بإنشاء أسطول صيد محترم وعلى أعلى مستوى يساهم فى زيادة إنتاجنا من الثروة السمكية مما يحقق لنا الاكتفاء الذاتي ونصدر أيضا. الصيادون كانت لهم مطالب كثيرة، لعل من أهمها: إنشاء صندوق لدعمهم، ولا أحد يستجيب. لم نهتم بزراعة شواطئنا بالأسماك، بل إننا نسمع يوميا عن احتجاز الصيادين لمصريين فى ليبيا، والسعودية، واليمن والصومال، وغيرها من الدول، وهم يبحثون عن مصدر رزقهم فى المياه الإقليمية لهذه الدول، رغم ما منحه المولى تبارك وتعالى لنا من شواطىء من الممكن أن تكفى العالم كله بالأسماك. كلما تولى محافظ جديد لمطروح تحدث عن الثروة السمكية بأنها ستكون من أولوياته لأن مطروح وحدها تمتلك 450 كيلو متر شواطىء على البحرالمتوسط... ويذهب محافظ ويأتي آخر ونسمع الكلام نفسه ولا نرى أفعالا. يجب الاهتمام بالثروة السمكية وزراعة شواطئنا بالأسماك مع العلم أن الأسماك تتكاثر بسرعة كبيرة.ز ستظل مشكلتنا المزمنة.. في غياب الرؤية والإدارة.. مصر وهبها الله نعماً كثيرة، لكن طريقة اختيار القيادات كلها مجاملات ومكافآت بعيدا عن الكفاءة. هذا كان قبل الثورة ومازال مستمراً بعد الثورة، إدارة مصر تحتاج إلى عقول لديها رؤية وإرادة وطموح.. من مكةالمكرمة نتوجه إلى المولى تبارك وتعالى أن يهدي شعب مصر ويعمل من أجل أن يحقق الاكتفاء الذاتي من الغذاء حتى لا يحتاج إلى المعونة والتسول من كل دول العالم.