تستخدم الأدوية المنشطة للدماغ لعلاج اضطرابات وأمراض مرتبطة بالجهاز العصبي، كما تستخدم أيضا من قبل العديد من الأشخاص كمنشط ذهني لزيادة التركيز، لكن ما يجهله الكثيرون، أن هذه العقاقير قد تحول حياة مستهلكها إلى كابوس! تتنوع أسباب اللجوء للحبوب المنشطة للدماغ؛ حيث يلجأ إليها البعض من أجل زيادة التركيز وخفض ساعات النوم قبيل اجتياز الامتحانات أو لمسايرة ضغوطات العمل والحياة اليومية، فيما يتناولها البعض الآخر من أجل سهرة طويلة أو بدافع الفضول. ويعتمد عمل هذه الأقراص عن طريق التدخل في التوازن الكيميائي، إذ تقوي النشاط بين الخلايا العصبية التي تقود عملية التحفيز، وذلك عن طريق زيادة إنتاج الناقلات العصبية. وتشتهر أقراص الريتالين على سبيل المثال، في أوساط الباحثين بكونها تزيد القدرة على التركيز، وتم تطوير المادة الفعالة في هذه الأقراص بالأساس لزيادة تركيز الأطفال الذين يعانون من مشكلة النشاط المفرط، ويمكن أيضا استخدام العقاقير الطبية المضادة لخرف الشيخوخة ومضادات الاكتئاب وبعض علاجات اضطراب النوم، كوسيلة لزيادة التركيز وتحسين أداء الدماغ. بيد أن الأطباء يحذرون من الآثار الجانبية لهذه الأدوية، وفي هذا السياق يحذر الدكتور عمر كمال الدين - أخصائي الأمراض العصبية - في حوار مع DW، من الآثار الجانبية لهذه الأدوية، لاسيما أنها تستخدم لأهداف غير التي رخصت لها، مشيرا إلى تأثير هذه الأدوية على القلب والنشاط الدماغي والسلوكي بشكل عام. ويشكل تعاطي هذه الأدوية خطورة كبيرة؛ حيث يمكنها أن تسبب الإدمان، فبعد أسابيع قليلة لا يستطيع الشخص الذي يتعاطى هذه الأقراص القيام بنشاطه اليومي دون أخذ هذه الأدوية، ليدخل بذلك مرحلة الإدمان، كما ينقلب "الحل السحري" لمشاكل التركيز في المراحل الأولى من تناول هذه الأقراص، كابوسا لاسيما مع بداية ظهور الأعراض الجانبية لها، عند وقف تعاطيها كاضطرابات النوم وتقلب المزاج وخلل التركيز. ولا يمكن الحصول على هذه الأقراص غالبا إلا بوصفة طبية، إلا أنه يسهل في غالب الأحيان الحصول عليها من السوق السوداء، الأمر الذي يزيد من صعوبة مراقبة تعاطيها. هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل