داخل المساجد، في سرادقات العزاء، بين حلقات العلم ينتشرون.. تعليقاتهم لا تتوقف، أصواتهم الجهورة تفرض نفسها على المشهد، هؤلاء هم الملازمون لقراء القرآن الكريم وكبار الشيوخ، أو كما يطلق عليهم «الدراويش»،لا يتوقفون عن الصياح والتهليل، ليبدو الأمر في النهاية أقرب للمشهد الكوميدي. منذ ثمانينات القرن الماضي، ارتبطت طرائف سرادقات العزاء في أذهان المصريين بمشهد الفنان يحيي الفخراني داخل سرادق العزاء بفيلم «الكيف» لكن على مدى السنوات الماضية، سجلت الكاميرات مواقف تجمع بين الكوميديا والمأساة، فداخل سرادق العزاء لا تمتلك إلا الصمت والخشوع و،أحيانًا لن تتمكن من قتل الضحكة. الأمر وصل بالبعض إلى التعامل مع قارئ القرآن، كمشاهد لا تُرى سوى مع المطربين أو الراقصات، فبينما يتلو القارئ آيات الله البينات تنهمر عليه الأموال من المستمعين، وآخر يتفوه بألفاظ «خارجة» عند استماعه لآيات قرآنية.