خلافا للمعتاد فى القنوات الفضائية بعرض آيات القرآن الكريم مكتوبة على الشاشة، أثناء التلاوة، أعلن أستاذ جامعة سعودى تدشين قناة فضائية جديدة منتصف العام القادم، تعرض القرآن بطريقة الفيديو كليب، مما اعتبره عدد من العلماء المصريين بدعة تؤدى بالمستمع إلى الخروج من دائرة الخشوع والإنصات، وتفتح الباب أمام العديد من البدع مثل استخدام الموسيقى كخلفية للتلاوة والتى سبق أن رفضها العلماء. وتتلخص طريقة الفيديو كليب التى أعلنها الدكتور على بن حمزة العمرى رئيس جامعة مكةالمكرمة المفتوحة، بحسب تصريحات نقلتها جريدة الوطن السعودية، فى تصوير القارئ وهو داخل المسجد وخلفه المصلون، بوضع 3 كاميرات أو أكثر داخل المسجد، بالإضافة إلى استخدام كاميرا (الكرين) المتطورة «التى تساعد على إظهار المسجد بطريقة فنية». ويبدأ تصوير الكليب بمجرد دخول المصلين للمسجد وتقترب عدسة الكاميرا بحيث يتنوع التصوير ما بين المصلين والإمام «ليعيش المشاهدون أجواء جمالية فنية تقرب الناس أكثر من المسجد وتحببهم فى الصلاة بهذه الطريقة» كما يقول العمرى، فضلا عن أن تصوير الأمثلة القرآنية سيكون بالطريقة ذاتها «الفيديو كليب» ليقترب المعنى القرآنى للمشاهد، بالإضافة إلى بعض الشرح الذى يوضح الإعجاز القرآنى». ويقول العمرى صاحب القناة التى سيتم افتتاحها منتصف العام القادم إن مقطع الفيديو سيكون لمدة 10 دقائق فقط للقارئ الواحد فى مسجد واحد، ثم تنتقل القراءة إلى قارئ ثان فى مسجد مختلف، وهكذا، وبعد نصف ساعة من التلاوة المتتابعة يأتى فاصل متجدد يتنوع بين تفسير الآيات أو إيضاح أمثلة قرآنية، بالإضافة إلى بعض الحكم القرآنية والحديث عن التفسير الموضوعى فى القرآن. وأوضح العمرى أن القناة ستعتمد على القراء أصحاب الأصوات الحسنة، مؤكدا أن هناك العشرات من أصحاب الأصوات الحسنة سيشاركون حتى لا يصاب المشاهد بملل، وأوضح أن «سبب إنشاء القناة يعود إلى أن طريقة عرض التلاوات القرآنية فى القنوات القرآنية الموجودة المتخصصة لم تف بالغرض المطلوب وهو التأثير فى حياة الناس وسلوكياتهم». ومن جهته رفض الدكتور عبدالفتاح الشيخ رئيس لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية التعليق وإبداء الرأى الشرعى فى القناة الجديدة وعرض القرآن الكريم بالشكل الجديد، وقال: «إن الحكم على الشىء فرع من تصوره ولذلك من الصعب الحكم الآن». فى حين تحفظ الدكتور محمد المختار المهدى عضو مجمع البحوث الاسلامية على هذه الطريقة وقال إن الأولى هو عدم شغل المصلى سواء بالتصوير أو غيره، كما أن نقل هذه المشاهد تتسبب فى مشكلات عديدة من أهمها نقل واقع المصلين الذين يصدر عن البعض منهم أخطاء قد يعتبرها المشاهد العادى من الإسلام، وقال إن الإنصات والخشوع للمشاهد سوف يتأثر كثيرا بانطلاق الكاميرا من مسجد لآخر حتى لو كانت المدة 10 دقائق فقط. واتفق الدكتور سيد السيلى عميد أكاديمية الشريعة بأمريكا مع الرأى السابق، وقال «إن هذه تعد بدعة ونحن نسير وفق الاتباع وليس الابتداع»، وأشار إلى أن الفيديو كليب بالطريقة المذكورة يفقد المتلقى 3 أشياء مهمة هى الانصات والخشوع والتدبر، وأضاف: «إذا تلاعبنا بالقرآن بطرق جديدة سنرى من ينادى مرة أخرى بإضافة الموسيقى التصويرية للقرآن، كما سبق أن حدث وتصدى له العلماء بقوة، وربما تجد الدعاوى الجديدة صدى جيدا لها فيما بعد».