يستبعد رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ضياء رشوان وجود خلايا لتنظيم «القاعدة» الإرهابي فى مصر، مقللاً من أهمية الاجتهادات المتدفقة التي تؤكد عكس ذلك، كما يرفض رشوان الربط بين تسجيلات زعيم التنظيم الدكتور أيمن الظواهري وبين حادث مدينة نصر الأخير. غير أن رشوان قال في حواره مع «فيتو»: إن الأوضاع السيئة في مصر هي التي تدفع الشباب المصري إلي اعتناق الأفكار المتطرفة، لافتا إلي أن أكثر تلك المناطق التي ينتشر فيها الشباب هي مناطق حدودية ومتاخمة لإسرائيل.. فإلي نص الحوار.. هل يمكن اعتبار ما حدث بمدينة نصر امتدادا لأحداث سيناء؟ - لم تتوفر معلومات عن ارتباط عملية مدينة نصر بأحداث سيناء، وعملية مدينة نصر حتى الآن مجهولة المعالم، فلم يتكشف لنا الكثير عنها ونرفض التسرع فى الحكم عليها. هناك معلومات عن تورط الشيخ محمد جمال الكاشف «ابو احمد» العقل المدبر لتفجيرات سفارة امريكا فى بنغازى فى خلية مدينة نصر، وكذا عادل شحتو القيادى الجهادي المفرج عنه بعد الثورة بعفو رئاسى.. فما مدى صحة ذلك؟ - القبض على الأشخاص، واتهامهم من الشرطة ليس دليلا على ضلوعهم، والفيصل –مبدئيا- ان توجه نيابة امن لدولة العليا الاتهام لهم، وليس ادارة البحث الجنائى، اما بالنسبة لما قيل عنه فى ان تقارير مخابراتية امريكية تؤكد ضلوع- «ابو احمد» فى العملية فيجب أولا ان نتحقق من صحة هذه المعلومة من خلال السى اى ايه . وما حقيقة وجود خلايا نائمة للقاعدة فى مصر؟ - القاعدة عموما بدأت نشاطها فى التسعينيات خارج مصر، وتحديدا فى افغانستان، وكان واضحا من البداية ان هناك دورا مصريا لبعض مجموعات الجهاد، وكان ابرز كوادر هذه المرحلة الدكتور ايمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة الآن، ومن تحليل خطابات الظواهرى جميعها بلا استثناء يتبين أنه لا قاعدة فى مصر.. والظواهرى ظل حتى رحيل مبارك يحرض المصريين، ويحرض القوات المسلحة، ويحرض البدو فى سيناء على التمرد ضد النظام، ومن البديهى ان «القاعدة» وقتها لم يكن لديها تنظيم داخل مصر، اى انه ليس لديه آلية سوى التحريض، وهى الاداة التى لم يستخدمها الظواهرى فى دول كثيرة، مثل الجزائر، والعراق ،واليمن، وباكستان لان القاعدة فى هذه الدول لها اذرع، ومنذ احداث البر الغربى عام 1997 حتى عملية تفجير كنيسة القديسين فى الاسكندرية قبل رحيل مبارك لم نشهد عمليات إرهابية نجم عنها خسائر كبيرة، إلا عمليات طفيفة جدا، مثل عمليات الحسين، وعبد المنعم رياض، وحصيلة هذه العمليات كان ثلاثة قتلى فقط . لكن بعض التقارير تؤكد وجود خلايا للقاعدة فى مصر؟ لو كان ذلك صحيحا لحدث فى مصر ما حدث فى السعودية، واليمن، والجزائر،فنحن لم نشهد سوى ثلاثة عمليات كبرى فى 2004 و2005 و 2006 فى طابا ودهب وشرم، وهذه العمليات لم يثبت للقاعدة صلة بها، لسبب بسيط ان ايمن الظواهرى كان يتحدث اسبوعيا عن مصر ولم يذكر من قريب او بعيد وحتى هذه اللحظة كلمة واحدة عن هذه التفجيرات، علما بان حصيلة هذه العمليات وصل الى 130 قتيلا بينهم 15 اسرائيليا. ولماذا لم يتحدث الظواهرى عن هذه العمليات؟ - الارجح ان الظواهرى علم ان هناك اطرافا مشبوهة شاركت فى تنفيذ هذه العمليات، وهى اسرائيل، ولذلك خشى الظواهرى ان يشيد بهذه العمليات ،او يحييها ثم يكتشف فيما بعد بأن منفذيها اسرائيل ثم يقال ان القاعدة تعمل لحساب اسرائيل او تتورط معها. هل يوجد تجنيد ذاتى للقاعدة فى مصر؟ -بالطبع..وذلك نتيجة الوضع الامنى السيئ ..فهناك شباب مصرى مقتنع بافكار القاعدة، لكن هؤلاء الشباب لم يستطيعوا تنفيذها على ارض الواقع، لأسباب كثيرة منها الضغط الامنى، ومراجعات الجماعة الاسلامية التى ساهمت كثيرا فى ايقاف العنف. ماهى خريطة التجنيد الذاتى فى مصر تحديدا؟ -التجنيد الذاتى يتعلق ببعض المناطق المتطرفة جغرافيا، والقريبة من اسرائيل فى سيناء، ومن الوارد ان تظهر افكار للقاعدة فىالقرى. ماهو شكل التنظيمات الموجودة فى سيناء؟ التنظيمات الموجودة فى سيناء هى الاكثر تطرفا , فالقاعدة تنظيم جهادى سلفى وليس تكفيريا ،والتكفيرى تنظيم يكفر الاعيان على وجه العموم ،وخصوصا الضباط والمحامون والقضاة والجيش , ويتم تكفيرهم على سبيل التخصيص، وهذا ليس من سلوك القاعدة ،ومن الوارد ان يقوم تنظيم القاعدة بتكفير احد الحكام وليس الجميع. ومتى ظهر التكفير فى الجماعات الاسلامية؟ - ظهر التكفير أول مرة فى العراق مع مصعب الزرقاوى، واستمر فيه، ومن الواضح ان المجموعات الموجودة فى سيناء تأثرت بقاعدة العراق، وليس بقاعدة افغانستان، ولم تكن هناك آثار واضحة على الجماعات السلفية الجهادية المصرية القديمة، وبالتالى كان واضحا تأثر المجموعات الجهادية فى سيناء بقاعدة العراق. تنظيم «أنصار الجهاد فى سيناء» هل يمكن اعتباره أحد ألوية القاعدة؟ -انصار الجهاد فى سيناء أعلنوا من قبل رغبتهم فى الانضمام لتنظيم القاعدة، واصدروا بيانا لمبايعة ايمن الظواهرى، ولكن الاخير لم يرد وربما رد فى الخفاء بقبول البيعة. هل يسعى تنظيم «أنصار الجهاد « إلى إقامة إمارة اسلامية فى سيناء؟ - سيحاول إقامة إمارة إسلامية ولكن ذلك ليس من السهل بل فى غاية الصعوبة. هل العداء الشديد للقاعدة تجاه الإخوان المسلمين، ينذر بمواجهة قادمة بين الطرفين؟ -التنظيمات الجهادية التكفيرية فى سيناء اعلن بعضها عداؤه لحكم الاخوان فى مصر, لكننا نتحدث هنا عن حالة سلفية كبيرة جزء منها سلفى جهادى سابق، وجزء آخر انخرط فى احزاب، وهؤلاء امرهم مختلف فى الصدام مع الاخوان ، فصدام السلفية الجهادية مع الاخوان والسلفيين امر مستبعد، ومن الممكن ان يكون هناك صدام سياسى فقط. قلت السلفية والسلفية «الجهادية» فما الفرق ؟ -السلفية الجهادية فصيل يرى ان فريضة الجهاد هى الاولى بالتطبيق، وان الجهاد يستلزم العمل العنيف سواء ضد عدو قريب وهو الحاكم، او عدو بعيد وهو القوى الأجنبية، وتمارس السلفية الجهادية العنف بمسمى الجهاد، ولها تنظيمات معظمها سرية ولها قيادة ومجلس شورى ومكتب سياسى وهى أكثر تنظيما.