أوهموا عمرو بن سعد بأن «أسماء» ماتت ودسوا في قبرها كبشا ولما اكتشف الحقيقة مات!! الحب هو المرآة الصادقة التي لاتكذب ولا تخدع ولا تعرف إخفاء الحقيقة العاطفةُ التلقائيةُ المتّقدة، والشعرُ والليلُ والأنغامُ والسهدُ والألمُ والشوقُ والترقّبُ والانتظارُ والحطامُ والرمادُ والغبارُ والبكاءُ والندمُ وخَيبةُ الأمل، دوّاماتٌ من المشاعرِ المتقاطعةِ تتبارى في فضاءِ القلبِ والروحِ والخيالِ، وتجعلُ المحبَّ مثلَ ريشةٍ تتنازعُها رياحٌ عاتيةٌ في ليلةٍ شاتيةٍ مظلمة، ويظلُّ النهارُ بعيدًا عن أعينِ الذين خانهم الأملُ، ولا يستطيعونَ رؤيةَ الشمس حتى وهى تتوسّطُ السماءَ في منتصفِ نهارٍ ربيعيّ. وأينما يكون الحبُّ تجدِ الشعر، المرآة الصادقة التي لا تكذبُ ولا تخدعُ ولا تعرفُ إخفاءَ الحقيقة، وعلى مدارِ التاريخِ الشعرى المكتوب، لم يكفّ الشعراءُ عن تركِ مشاعرهم على جانبى نهر الزمن أشجارًا كثيرة الثمار والظلال، وتحت ظلالها تتابع الأجيالُ لتستمتعَ بالظلالِ وبالثمارِ أو لتزرعَ أشجارًا جديدة. كان الشاعرُ العربيُّ القديمُ مشغولا بقبيلتِهِ بالدرجةِ الأولى، يباهى بمفاخرِها، ويسخرُ من أعدائها، ويُذْكى روحَ البطولةِ في نفوسِ شبابها ورجالها، غير أنّ ذلكَ لم يمنعه من التغنّى بحبيبتِهِ ورشقِ اسمها مصباحا على نواصى ليالى العاشقين، ولم يكن عنترة بن شدّاد كاذبا عندما خاطبَ عبلة قائلا: ولقد ذكرتُكِ والرّماحُ نواهلٌ منّى وبِيضُ الهندِ تقطُرُ من دَمِي فَوَدِدتُ تقبيلَ السيوفِ لأنّها لمعت كبارقِ ثغرِكِ المُتَبَسِّمِ وأشهرُ ما في تاريخنا الشعريّ ما تناقلَهُ الرواةُ عن الشعراءِ العُذريين، أولئكَ الشعراءُ الذين نذرَ كلٌّ منهم حياتَهُ وقلبَهُ وشعرَهُ لحبيبةٍ واحدةٍ، وكان معظم هؤلاء الشعراء العشاق أو المتيمين أو المجانين ينتمى إلى قبيلة عُذرة، ولذلك انحازت التسمية إليهم، وأُلحِقَ بهم في الوصف أولئك الذين لا ينتمون إلى تلك القبيلة، وكانت قبيلة «عُذرة» -ومسكنها في وادى القُرى بين الشام والمدينة- مُشتهرةً بالجمال والعشق حتى قيل لأعرابى من العذريين: «ما بال قلوبكم كأنها قلوب طير تنماث - أي تذوب - كما ينماث الملح في الماء؟ ألا تجلدون؟ قال: إنا لننظر إلى محاجر أعين لا تنظرون إليها. وقيل لآخر: مَنْ أنت؟ فقال من قوم إذا أحبوا ماتوا، فقالت جارية سمعته: عُذريٌّ ورب الكعبة !! العلاقة العاطفية بين عاشق متيم (وشاعر) ومعشوقته من تلك القبيلة (أي ابنة عم بشكل ما)، غير أنه إذا ما تجاسر وذكر اسمها في شعره، فقد وضع المستحيل في طريق زواجهما، فقد كانت التقاليد العربية الصارمة تحتّم عدم زواجهما، وأن يدخل في العلاقة طرف آخر (زوج، من القبيلة أو غيرها )، حتى يكون شاهدا على عفتها وأنها (لم تفقد شرفها) كما يظن البعض من متابعى الأمسيات الشعرية لعاشقها الشاعر الفشار، ولذلك مات كلّ هؤلاء الشعراء كمدًا بسبب تشبيبهم أو تغزّلهم بحبيباتهم، فلم ينالوا منهنَّ وطرًا، وحيل بينهم وبين الزواج، ولم ينج من ذلك سوى قليلين أشهرهم قيس بن ذريح (قيس لبنى وليس قيس ليلى)، غير أنه وإن نجا من قيد التقاليد فلم ينجُ من ظلم أمّه التي أعتبرها أمًّا عاقّة، أو أسوأ أم عرفتها على الإطلاق (سنعود). بدأ العُذريون من العصر الجاهلي، لكنهم تلألأوا وازدهرت قصصهم وآلامهم وأشعارهم في القرن الهجرى الأول (صدر الإسلام)، وأشهر شعراء الحب العفيف وقتلاه في العصر الجاهلى هو المرقّش الأكبر (عوف بن سعد بن مالك، ويُقال عمرو بن سعد) عاشق أسماء الذي تصلح قصته مع أسماء لتكون فيلما عظيما، إذ انتهت بزواجها رجلا غيره، وفى تمثيلية غريبة يكتشف أنهم خدعوه بقبر وهمى ليقولوا له: إنها ماتت، وفى إحدى زياراته للقبر وجد الصبية يلعبون حوله واكتشف بالصدفة أن المدفون بالقبر ليس سوى خروف (كبش خداع)، فثار المرقش وحاول تتبع سيرتها والطريق إليها، غير أنه يقع بالطريق، ويتم توصيله إليها ليموت على صدرها وهو يبكي: سَرى ليلا خيالٌ من سُلَيمى فأرّقنى وأصحابى هُجودُ فبتُّ أديرُ أمرى كلَّ حالٍ وأرْقُبُ أهْلَهَا وهُمُ بعيدُ عَلَى أنْ قَدْ سَمَا طَرْفى لِنَارٍ يُشَبُّ لها بذِى الأرْطَى وَقُودُ حَوَالَيْها مَهًا جُمُّ التَّرَاقي وأَرْآمٌ وغِزلانٌ رُقُودُ نَوَاعِمُ لا تُعالِجُ بُؤْسَ عَيْشٍ أوَانِسُ لا تُرَاحُ وَلا تَرُودُ يَرُحْنَ مَعًا بِطَاءَ المَشْيِ بُدًّا عليهنَّ المَجَاسِدُ والبُرُودُ سَكَنَّ ببلْدَةٍ وسَكَنْتُ أخرى وقُطِّعَتِ المَوَاثِقُ والعُهُودُ فَما بَالى أَفِى ويُخَان عهدي وما بالى أُصَادُ ولا أَصِيدُ ويزدحم الشعرُ العربى بعشرات الأسماء في الجاهلية وصدر الإسلام، كلهم برعوا في سباق الشعر الوجداني، سواء كانوا من أتباع مدرسة الغزل الحسّى الصريح، أو من أبناء العّذريين أهل الغزل العفيف، كان الجاهليون المنسيون لا يقلون حبّا ومشاعر ولا إبداعا وشعرًا عن شعراء المعلقات، كلهم أحبوا وذابوا، وعندما جاء الإسلام أدخل المعانى الرقيقة في كتاب الشعر، وخفت حدة الكلمات والأوصاف الفاحشة، وإن كان عمر بن أبى ربيعة يأتى على رأس شعراء الغزل الصريح (الحسّى)، فإن سجل شعراء الغزل العفيف أو الشعراء العذريين سيظل مضيئا بعدة أسماء يأتى في مقدمتها مجنون ليلى (قيس بن الملوّح )، وجميل بُثينة (جميل بن عبد الله بن مَعْمَر بن الحارث)، وقيس لبنى (قيس بن ذريح)، وكُثَيِّر عزة (كُثَيِّر بن عبد الرحمن الخُزاعى). مجنون ليلى حفلت قصته بكثير من الخلط، ولذلك أرانى لا أصدقها أو لا تمتعنى بينما تأتى قصة جميل مع بثينة كأبدع ما ورثنا في تاريخ الحب (وإن كان بها كثير من الغبار والحشو الفارغ)، وقصتهما معا تأتى في مقدمة ما صدقه عميد الأدب العربى طه حسين واحتفى بها في «حديث الأربعاء «، كذلك أصدر عنها الكبير عباس العقاد كُتيبا بديعا، وهى القصة الوحيدة التي أفردت لها كتابا خالصا (جميل بثينة إمام المحبين والمجانين، ط1 1999م) وبكيت أثناء عملى به كثيرا فربما كنت أكتب جانبا من قصتى !! جميل بثينة... ذلك الرجل الذي ارتبط أولا بحب أختها الكبرى أم الجسير، وحينما رأى بثينة في أحد الأعياد، حوّل المؤشر إليها، وظل على حبه لها عشرين عاما متصلة، إذ زوجوها نكاية في جميل رجلا أعور دميما قصيرا، وهى الفتاة الطويلة الجميلة التي حازت كل المواصفات القياسية لملكة الجمال (وكانت تحمل نسبة لا بأس بها من الغباء والاندفاع والرعونة)، ظل جميل على وفائه لها ينام أمام بيتها فيشكونه للسلطات المعنية فيُهدَر دمه، فيهرب إلى اليمن، ثم يعود بعد فترة ليواصل السهر أمام منزلها فيُهدَر دمه، فيهربُ إلى الشام، وهكذا، حتى نزف عمره بين اليمن والشام والسهر فوق شجرة أمام بيتها يتلصص ويتسمّع، وعندما نخره اليأس لم يجد ملاذا سوى مصر فحمل ما خف من أمتعته وذهب ليودعها فلم تعرفه لنحول جسمه وضموره، جاءت بالأقط (اللبن المجفف) وأعدت له ما يكفى ليروى عطشه، ثم تعانقا وودعته للمرة الأخيرة، وفى الطريق إلى مصر شيّد داليته الخالدة، وبعد وصوله إلى مصر بعدة أيام فاضت روحه وتم دفنه بمصر، ومن أعمق ما قال في تلك البديعة الرائعة: إذا قُلتُ ما بى يا بُثَينةُ قاتلي من الحُبِّ، قالت: ثابتٌ ويزيدُ وإنْ قلتُ: رُدِّى بعضَ عقلى أعِشْ بهِ تولَّت وقالت: ذاكَ منكَ بعيدُ فلا أنا مردودٌ بما جئتُ طالبًا ولا حُبُّها فيما يبيدُ يبيدُ أمّا كُثيّر عزة فيكفينا منه تائيتُهُ الشاهقة التي مطلعها: خليليَّ هذا ربْعُ عزّةَ فاعقِلا قلوصَيكُما ثمَّ ابكيا حيثُ حلَّتِ عندما يلخّصُ مأساتَهُ (ومآسى الملايين من قبلِهِ ومن بعدِه) إذ يرسم الصورة القاتمة، أو كومة الرماد التي خرج بها في نهاية المطاف: وإنّى وتَهْيامى بعزّةَ بعدما تخلَّيتُ مما بيننا وتخلَّتِ لكالمُرتَجى ظلَّ الغمامةِ كلّما تهيَّأ منها للمقيلِ اضمحلَّتِ كأنّى وإيّاها سحابةُ مُمْحِلٍ رجاها، فلما جاوزتْهُ استهلَّتِ فإنْ سألَ الواشون: فيمَ هجرتْها ؟ فقلْ: نفْسُ حُرٍّ سُلِّيَتْ... فتَسلَّتِ !! لكن المأساة المروعة تكمن في قصة حبّ قيس بن ذريح وحبيبته لبنى، فإذا كان سابقوه ولاحقوه لم يظفر أحدهم بزواج معشوقته، فإنّ ابن ذريح قد نال من لبنى وطرا، فقد كان قيس رضيع الحسين بن على، وتربيا معا، لكنّ قيسًا عشق فتاة من خارج القبيلة، وهذا ما دفع أباه إلى أن يرفض زواجهما، ثم رفضت أمه، فلم يجد أمامه سوى صديقه الحسين بن على سبط النبى صلى الله عليه وسلّم، وذهبا معا إلى والد لبنى الذي أكرمهما، ولكن عندما أخبره الحسين بأنهما جاءا ليخطبوا لبني،اعتذر الرجل بلباقة طالبا أن يأتى أبوه ليطلب ذلك، أي ليخطبها، فعادا ليطلبا ذلك، ولكن أم قيس (أسوأ أم في التاريخ، كما أصفها دائما) عارضت بشدة، لكنّ أبا قيس لم يرفض طلبا لسبط الرسول، فقام معهما وخطبها وتم الزواج، فظلت الأم تتحين الفرص لإفساد سعادة ولدها الوحيد، وساعدتها المواقف الدرامية بأن لبنى لم تكن تلد (وربما كان العيب من قيس)، ومرض قيس مرضا شديدا وطالت معاناته، فراحت أمه لأبيه لتقول: قد يموت ولدك الوحيد ولا نجد من يرث مالك واسمك، فلماذا لا نزوجه زوجة أخرى ولودا ؟ فلم يكذّب ذريح خبرًا، وأقسم على ولده أن يطلّق لبنى، فرفض، وطالت المناوشات لتنتهى بأن يترك قيس منزل أبيه ويخرج إلى العراء، وكلما خلا قيس إلى لبنى بكت واستعطفته: لا تطع أباك، فتهلك وتهلكني! غير أنّه اضطر بعد كفاح سنوات إلى تطليقها تنفيذا لرغبة أمه الحرباء وأبيه المستبد، ففقد عقله، وقيل إن معظم شعره كتبه قاله في ثلاثة أيام فقط آخرها يوم رحيلها، إذا راح يمرغ خده مكان خُف البعير الذي حملها إلى قومها، وكلّما لامه أحد من قومه، يرد: وما أحببتُ أرضكمُ ولكن أقُبِّلُ إثْرَ مَنْ وطئَ الترابا لقد لاقيتُ من كَلَفى بلبنى بلاءً ما أسيغُ بهِ الشرابا إذا نادي المنادى باسم لُبنى عييتُ فما أطيقُ له جوابا ولم يكن مجانين العشق وحدهم أهل القول الفصل في مضمار شعر الحب، فهناكَ أشهر شاعر ساخر في التاريخ العربى كله وهو جرير بن عطية الذي ترك تراثا بديعا في الحب وفى رثاء زوجته، وقصيدة رثائه وحدها تعادل عمرًا من الحبّ تلك التي مطلعها: لولا الحياءُ لعادنى استعبارُ ولَزُرتُ قبرَكِ والحبيبُ يُزارُ صلّى الملائكةُ الكرامُ جميعُهم والطيّبونَ عليكِ والأبرارُ فارقْتِني، ولقد عَرتنى كَبرةٌ وذوو التمائمِ من بنيكِ صِغارُ وفى نونيته الطويلة كتبَ بيتًا في الخيانة أعتبرهُ أبدعَ ما قيلَ فيها: قدْ خُنتِ مَن لم يكنْ يخشى خيانتَكم ما كُنتِ أوّلَ موثوقٍ بهِ خانا !! أما بشّار بن بُرد، الهجّاء الكفيف الذي لم يسلم أحدٌ من لسانه، فقد علمنا أن الإنسان من الممكن أن يعشق بأذنيه، ففى قصيدته الرائعة التي مطلعها: أمِنْ تجنّى حبيبٍ راحَ غضبانا أصبحتَ في سَكَراتِ الموتِ سكرانا ؟ يقولُ: يا قومُ أذنى لبعضِ الحيِّ عاشقةٌ والأذنُ تعشقُ قبلَ العينِ أحيانا ولو قفزنا إلى القرن العشرين سنجد الاحتراق كله في شعر إبراهيم ناجي، وفى غنائيات أحمد رامي، كما نجد الحب المتوهج واللغة الحية النابضة في شعر نزار قباني، وهناك مقطع في قصيدة «الخريف» لإبراهيم ناجي، يعادل عشرين ديوانا من شعر الحب عندما يقولُ لها: هذهِ الدنيا هجيرٌ كلُّها أينَ في الرمضاءِ ظلٌّ من ظلالِكْ ؟ ربما تزخرُ بالحسنِ وما في الدُّمَى مهما غلت سرُّ جمالِكْ ربّما تزخرُ بالنورِ وكم من ضياءٍ وهو من غيرِكِ حالِكْ لو جرى في خاطرى أقصى المنى لتمنَّيْتُ خيالا من خيالِكْ وإن كان أبو تمام قد قال: نقّلْ فؤادَكَ حيثُ شئتَ من الهوى ما الحُبُّ إلا للحبيبِ الأوَّلِ فإنّ كثيرين قبله وبعده عاشوا القضية، ومنهم الشاعرة الجاهلية أم الضحاك المحاربية التي قالت: سَألتُ المحبّين الّذين تحمّلوا تَباريحَ هَذا الحبّ في سالف الدهرِ فَقُلتُ لَهم ما يُذهب الحبّ بعدما تَبوّأ ما بينَ الجَوانحِ والصدرِ فَقالوا شفاءُ الحبّ حبٌّ يُزيلهُ لآخرَ أو نأيٌ طويلٌ على الهجرِ أَو اليأسُ حتّى تذهلَ النفسُ بَعدما رَجت طَمعًا واليأس عونٌ على الصبرِ وهذا المعنى نجده في أغنية «دوّبنى دوب» لفايزة أحمد (كلمات صلاح أبو سالم وألحان عبد العظيم محمد)، عندما تغني: سألت ناس في الحبّ دابوا مين اللى يقدر على نار عذابو قالوا لى نار، تطفِّى نار شو ف لك حبايب غير اللى دابوا وفى الأغانى العربية آلاف الصور والتعبيرات، ولو نظرنا إلى ديوان أم كُلثوم المسموع وحدها لوجدناها قد قالت كلّ شيء ولم تترك مقالا لقائل، فعندها الضعف والخضوع: عزة جمالك فين من غير ذليل يهواك ؟ وعندها العكس: مين اللى قال عزّك في ذل خضوعى ؟ وعندها القوة والقسوة والانتقام بالترك والتعالي: الندم بعدى حيفضل جوّه قلبك يئلمك أكتر ما اعيش العمر اعاتبك وعندها الحب يتوالد كل ثانية: انت خليتنى أعيش الحب ويّاك ألف حب كذلك تتفق مع أهل الحب العُذرى والحبيب الواحد والحب الواحد: سنين ومرت.. زى الثواني... في حبك انت وإن كنت أقدر.. أحب تاني.. أحبّك انتَ وإن كانت سيدة الغناء العربى تعيش في قلوبنا جميعا برغم مرور أربعة عقود على رحيلها، فإنها ستبقى ما بقيت القلوب تنبض بالحبّ، غير أننى أستأذن زميلنا أبا تمام لأقول له: في زمن الإنترنت لم يعد الحب للحبيب الأوّلِ فقط، بل قل: الأول بعد الألف، فنحن نعيش عصر المشاعر ال«تيك اواى»، والتي تتغير مع كل لمسة للماوس، ولأن حبّنا اليوم حُبٌّ غير ناضج ومشاعرنا متقلبة عشوائية، فشعرنا ليس سوى صورة مهترئة لكل هذه المُهترئات !!