استصافت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولى للكتاب في دورته السادسة والأربعين ندوة بعنوان "بين الأصولية والتجديد"، وذلك استكمالًا لسلسة ندوات تجديد الخطاب الديني، والتي تنظمها القاعة الرئيسية يوميًا بالمعرض. وشارك في الندوة، كل من الدكتور رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشاري بحزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي، والخبير التربوي الدكتور كمال مغيث، والمفكر الإسلامي الدكتور محمد الشحات. وبدأ رفعت السعيد، كلمته متسائلًا عن أسباب عدم تحقيق المفكرين والمناضلين المصريين ما حققه الفرنسيون من تقدم وتتطور، مؤكدًا أن هناك من حاولوا المزج بين الفكر الديني والوعي المجتمعي معتمدين على الكتب والصحف في مخاطبة الجماهير رغم أن عددا كبيرا من المواطنين أميون. ومن جانبه اتهم المفكر الإسلامي الدكتور محمد الشحات الجندي، عددا من علماء وفقهاء الإسلام في العصر الحالي، بأنهم يلتزمون بالنص الصريح رافضين فكرة الاجتهاد والرأى، وحجتهم في ذلك أنهم لو سمحوا بفتح باب الرأى والاجتهاد فمن الممكن التلاعب بالنص القرآنى ليصدروا بذلك دينا بعيدًا عن النص لأجيال متعاقبة. وقال الجندي إن هناك من يتشدد بالنص الديني، رغم عدم مواكبته للعصر، مطالبًا بالتوصل لحل حتى لا يكون هناك تعارض بين العقل والنص، فالتشدد والوقوف على رأي واحد لا يمكن تقبلهما في الإسلام، ولا يمكن أن يحقق تقدما في الوقت الحالي. وأكد السعيد أن برنامج المجلس الاستشاري بحزب التجمع الوطني الانتخابي عام 2012، كان يحمل شعار الثورة في 2013 ألا وهو " عيش وحرية وعدالة اجتماعية" مؤكدًا أن مطالب ثورتي يناير ويوليو لم تحقق بعد. وأشار الدكتور إمام يحيى، أستاذ الجراحة بجامعة الإسماعلية، ومؤلف كتاب " الكتابة بالمشرط"، إلى أننا بحاجة لثورة دينية، اعتمادًا على الاجتهاد كأحد شروطه الأساسية. وأوضح يحيى أن رد فعل المسلمين تجاه الرسوم المسيئة للرسول والتي انتشرت في فرنسا، لم يكن ردا إسلاميا حقيقيا، لأننا لم نلتزم بسماحة الإسلام وقول الله عزو جل " وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما"، مطالبا بوجود كتاب في المناهج التعليمية عن العام الذي حكمه الإخوان، حتى لا يكون هناك مجال لنسيان ما فعله الإخوان بالوطن.