لأسباب مختلفة كان لدى البعض عدة تخوفات من عدم إمكانية إقامة الدورة السادسة والأربعين من معرض القاهرة الدولى للكتاب، يدور أغلبها حول الظروف الأمنية غير المستقرة بفعل العمليات الإرهابية، لكن الجميع تسلح بالإرادة لتنظيمه، فهو أفضل رسالة أمان للخارج، وكان الجمهور عند حسن الحظ، حتى أن الإحصاءات تؤكد زيادة نسبة الإقبال بنسبة 27% عن العام الماضي. تفتيش مستفز بالطبع لا أحد يقبل بغير أن تبذل الأجهزة الأمنية أقصى جهدها لتأمين المعرض وجمهوره، لكن الإجراءات الاحترازية زادت عن الحد، بشكل يثير الاستفزاز، فقد تسببت عمليات تفتيش الزائرين في الانتظار ما يربو على الساعة أمام البوابات، ما اضطر الجمهور للتدافع على البوابات في محاولة للدخول، بل والأسوأ من ذلك منع البعض من الدخول من البوابة المطلة على شارع صلاح سالم، ليجدوا أنفسهم مضطرين إلى المشى لمسافات طويلة قبل الوصول للبوابة المقابلة، أما عن حقائب الفتيات والسيدات فحدث ولا حرج عن التفتيش. صالات المظاليم من أول وهلة أدرك الجمهور أن اهتمام مسئولى معرض الكتاب انصب على المبنى الرئيسى فقط، فقد بدت صالات دور النشر في أسوأ حالاتها، حتى أن بعض أصحاب دور النشر ترحموا على أيام الرئيس المخلوع حسنى مبارك، بعدما شاهدوا الأوراق والقمامة منتشرة في الطرقات، وغياب اللوحات الاسترشادية لفترة كبيرة، مع صغر المساحات المخصصة لكل دار نشر، ناهيك عن سوء الإنارة، كل هذا رغم ارتفاع قيمة الإيجارات. تطبيقات جديدة خارج نطاق الخدمة «بلد شعارات»، هذا ما أكده إعلان الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة العامة للكتاب، عن العديد من التطبيقات الجديدة والجيدة للغاية، مثل «عم أمين» و»كتابك هديتك»، فالأول بمثابة لوحة استرشادية لزوار المعرض لتعريفهم بأماكن دور النشر والكتب الراغبين في شرائها، والثانى عنوان لحملة لتعميق فكرة هدايا الكتب، من أجل نشر ثقافة القراءة، لكن أحدا من الزوار لم يسمع عن هذه التطبيقات. أزمة كتب القرضاوي حرية تداول الكتاب من القضايا الرئيسة التي كانت تؤرق رواد المعرض في الأعوام السابقة، حاول حلها عادل المصري، نائب رئيس اتحاد الناشرين، حين صرح بأنه لم يتم منع أي كتب هذا العام، لكنها أطلت برأسها من جديد مع أزمة كتب الإخوانيين يوسف القرضاوى وسيد قطب، وخرج الدكتور أحمد مجاهد، مصرحا بأن دار الشروق سحبت كتب الإثنين التي عرضتها بالجناح الخاص بها، فور استهجان بيعها بالمعرض باعتبار أن كتابا متطرفا واحدا قد يصنع أكثر من ألف إرهابي، وهو ما سلط الضوء دون قصد على كتب القرضاوى بعد الضجة الكبيرة التي احدثتها.