الإخوان تنفى صلتها بالجماعة.. وشعيب يرد: رسالة الإسلام السياسى «اضربوا الخصوم ولن نهتم» على غرار عبارة "قولى لجوزك لو مرجعش عن اللى فى دماغه هنحط السيخ المحمى فى صرصور ودنه" فى فيلم "عفريت مراتى"، أرسلت جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، عدة رسائل إلى الصحفية إسلام عزام، بمؤسسة الأهرام، تطالبها بأن يكف زوجها الكاتب الصحفى سعيد شعيب عن هجومه على الإسلاميين، والتنازل عن الدعوى القضائية التى رفعها ضد مرشد الإخوان السابق مهدى عاكف، وإلا سيتعرض للويل والثبور وعظائم الأمور. تلك التهديدات أثارت استنكار غالبية المصريين، وعلى رأسهم النشطاء والحقوقيين والمهتمين بحرية الرأى والتعبير، خاصة أن رسائل التهديد هذه لم تكن الأولى، ولن تكون الأخيرة، فى ظل وصول تيار الإسلام السياسى للحكم، مؤكدين أن هناك عصابات تستخدم الدين للتلاعب بالعقول، وأنهم يهددون الحريات الشخصية للأفراد ولابد من مكافحتهم. الناشط الحقوقى نجاد البرعي- رئيس جماعة تنمية الديمقراطية- قال: إن تهديد الكتاب والصحفيين بهذه اللهجة الحادة التى تعرض لها شعيب وزوجته، تؤكد أن هذه الجماعة ما هى إلا عصابة، تستلهم الاسم، وتتخفى وراء ستار الدين، وهذا هو الخطر الأكبر أن تستخدم مثل هذه الجماعة الدين لتهديد الناس وابتزازهم، ويهددون حرياتهم الشخصية، وطريقتهم فى التعبير. البرعى أضاف: إن مجرد التهديد يعد جريمة كبرى تهدد حرية الصحفيين وحرية الرأى، شعيب وزوجته ليسا وحدهما من تلقى مثل هذه التهديدات، وإنما تعرض لها أيضا الكاتب الصحفى عادل حمودة، والدكتور عبدالحليم قنديل ومجدى الجلاد. مطالبا كل من تعرض لمثل هذه التهديدات أن يسرع فى الإبلاغ فى جميع الأجهزة الأمنية والرقابية عن أى رسائل تصله، حتى تتمكن الأجهزة الأمنية من ملاحقة مثل هذه العناصر المتطرفة والتأكد من هويتها. وأوضح مدير الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية، الدكتور مجدى عبدالحميد، أنه بعد ثورة يناير وسيطرة الإخوان المسلمين على السلطة، ظهر ما يسمى بالسلفية الجهادية والتى باتت تشعر بأن المناخ الحالى فى مصر وانتشار الفوضى مناسب لها كى تمارس دورها، كما كان فى الثمانينيات والتسعينيات. وأضاف عبدالحميد أن الأوضاع السياسية والأمنية تؤكد أن مصر أصبحت بيئة خصبة لتزايد نشاط هؤلاء الجهاديين الذين يكفرون المعارضين لهم فى الرأى، كما أن الأمن يعانى من حالة من حالات الشلل التام. مطالبا بألا يقتصر التصدى لمثل هذه الجماعات على الأمن وحده، ولا بد من إحياء مشروع قومى يستوعب طاقات الشباب، ويشعرهم بالأمل والآمال، حتى تتمكن الدولة من إبعاد هؤلاء الشباب عن الانضمام إلى مثل هذه الجماعات المتطرفة، حيث إن هذه الجماعات تستغل سوء الأوضاع فى مصر وتعمل على جلب هؤلاء الشباب للانضمام إليها، وترسيخ أفكارها المتطرفة. وبدوره استنكر وكيل نقابة الصحفيين حاتم زكريا هذه التهديدات، موضحا أن النقابة ستدعم صحفييها وتدافع عنهم ضد هذه المهاترات وأنهم سيلجأون إلى النائب العام لتقديم بلاغ بما حدث، وسيتم التصعيد، لأن هناك فرق بين شخص يهاجم أيديولوجية الإسلاميين وشخص يهاجم الدين الإسلامى، شارحا: فنحن دولة ذات أغلبية إسلامية، وسعيد شعيب شخص مسلم، ولا يستطيع أن يتهمه بمهاجمة أو العمل ضد الإسلام. وأكد زكريا أن جماعة "الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر" لابد أن تعى أننا مجتمع وسطى مؤمن بحرية الرأى والتعبير سواء كان ذلك بالحوار أو بالقوة، متوقعا أن تستنكر جماعة الإخوان المسلمين الموجودة فى صدارة الحكم هذه الأمور، مشيرا إلى أنه حتى لو كانت هذه الجماعة تبحث عن السلطة، لكن لا يجب أن تكون بهذه الطرق. ومن جانبه نفى القيادى ب"الإخوان المسلمين" الدكتور سعد خليفة أن تكون "الجماعة" لها أى صلة بما يطلقون على أنفسهم جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وأن ما يتردد عن أن الإخوان يعملون على تكميم الأفواه وتهديد الصحفيين يعد باطلا، كما أن الدين يلزم جميع أعضاء الجماعة بالالتزام بالحريات. وطلب خليفة من شعيب أن يبلغ جميع الأجهزة الأمنية عن هذه التهديدات، التى تتعارض مع مبادئ الحرية الفكرية والشخصية، وننادى بها فى الدستور المقبل. ونفى المتحدث الإعلامى باسم حزب "النور" محمد نور وجود هذه الجماعة، معتبرا أن ما يثار حولها هو محاولة لتشويه التيار الإسلامى، سواء من المدعى أو من يرسلها، وطالب "نور" من يدعى باستلام هذه الرسائل بأن يتوجه للداخلية بشكواه. فيما قال سعيد شعيب إنه لا يعلم ما إذا كانت جماعة الأمر بالمعروف ستكتفى بإرسال رسائل تهديد أم لا، لأنه لا يعلم حقيقة الجماعة والأشخاص الذين يحركونها، خاصة أن أصابع الاتهام أشارت إليهم فى أحداث سابقة مثلما حدث بالشرقية والسويس. وأوضح شعيب أن العنف ضد الصحفيين لن يتوقف، لأن هناك تراخيا شديدا من جانب حكومة الإخوان، التى لم تتخذ الإجراءات الرادعة ضد مثل هؤلاء، مضيفا أن هذا التراخى يرسل رسالة للمتطرفين الذين استخدموا العنف اللفظى والجسدى، مثلما حدث فى جمعة "كشف الحساب" ولم يتم محاسبة كل من وزير الداخلية، ورئيس الوزراء، ورئيس الجمهورية بسبب أحداث تلك الجمعة، لأنهم مسئولون عن حماية المتظاهرين، مشيرا إلى أن رموز نظام الرئيس "مبارك" يحاكمون بتهمة عدم حماية المتظاهرين. وقال شعيب: إن رسالة الإخوان سلبية.. وكأنهم يقولون "اضربوا الخصوم ونحن لن نهتم"، مشددا على أن المناخ العام يساعد على التطرف العنيف. وعن موقف نقابة الصحفيين معه أوضح "شعيب" أن قانون النقابة يجبر النقيب وأعضاء مجلسه على التضامن معه فى أى حدث يتعرض له بسبب عمله.