اندلعت الاشتباكات مجددا في سوريا بين "حركة حزم" التابعة لجماعة "الإخوان المسلمين" والممولة من قطر، و"جبهة النصرة" فرع تنظيم "القاعدة" في سوريا، بعد قرابة الشهرين على اشتباكات دارت بينهما في ريف أدلب، وكان ريف حلب الغربي هو المسرح الجديد لاشتباكات الحركتين هذه المرة. وكانت "جبهة النصرة" شنت هجومًا عنيفا على مقار "حزم" في بلدة الشيخ سليمان (غرب حلب)، لينتهي الهجوم بإعلان "النصرة" سيطرتها على القرية، بعد انسحاب "حزم" نحو معسكراتها في "الفوج 46" قرب الأتارب، وتقوم إثرها باستقدام تعزيزات بغية استعادة البلدة، حسبما أفاد مصدر ميداني لتليفزيون الخبر. ودارت معارك عنيفة أسفرت عن سقوط أكثر من 40 قتيلًا من الطرفين، امتدت فيها الاشتباكات حتى شمال إدلب، حيث قامت "النصرة" بالسيطرة على مقار "حزم" في سرمدا ونصبت حاجزًا بين بلدتي سرمدا والاتارب، في وقت سيطرت فيه "حزم" على بلدة كفر حلب. وأشار مراقبون إلى أن "هدف هجوم النصرة على الأرجح هو إنهاء وجود حزم في كامل الريف الغربي"، فيما اعتبر آخرون أن "الهدف الأساسي لجبهة النصرة هو القضاء على وجود حركة حزم في حلب والاستيلاء على صواريخ كونكورس وتاو التي تمتلكها". واستبقت "جبهة النصرة" هجومها على مواقع سيطرة "حزم" بإصدار بيانٍ قالت فيه إن "حركة حزم" كانت البادئة بالاعتداء، واتهمتها باعتقال اثنين من عناصرها. وردّت "حركة حزم" ببيانٍ أكدت فيه أنها "ستدافع عن مقاتليها حتى آخر قطرة من الدماء ضد الباغين بعد استنفاد كل الطرق السلمية لحل الخلاف..."، مؤكدةً أن "الفكر الذي يحمله قادة النصرة من غلو وتكفير لكل من يخالفهم الرأي يمنع أمراءهم من المثول أمام أي محكمة شرعية". وذكّرت "حركة حزم" في بيانها ب"الهدنة التي اتفق فيها الطرفان سابقًا على تحييد مدينة حلب عن الصراع"، وطالبت "جميع الفصائل الضامنة للاتفاق بتحمل مسؤولياتها"، ملوحة ب"سحب مقاتليها من كل نقاط الرباط على جبهات حلب للحفاظ على أرواحهم من غدر أي باغ".