دارت اشتباكات صباح اليوم الأربعاء بين مقاتلي جبهة النصرة، وحركة حزم قرب بلدة دارة عزة بريف حلب الغربي، بعد هجوم شنته النصرة على نقاط تمركز الحركة في الفوج 111 وسيطرتها على مقره. بالمقابل رد مقاتلو "حزم"، بهجوم معاكس سيطروا فيه على حاجز كفر حلب، الذي كان بيد جبهة النصرة، بموجب اتفاق سابق بين الجانبين، كما حاصرت مقر الفوج 111. وأكد الإعلامي "محمد شقور"، من مدينة دارة عزة لمراسل الأناضول، أن "الاشتباكات بين الجانبين ما تزال في ذروتها، وأن حركة حزم من المستحيل أن تتخلى عن المنطقة، وأن الأهالي في المدينة يطالبون حركة حزم بالبقاء وعدم السماح للنصرة بالسيطرة على المدينة، وفق قوله. وأفاد بيان صادر عن حركة حزم وصل الأناضول نسخة منه أن "جبهة النصرة هاجمت مقرات الحركة وحواجزها في الريف الغربي، متذرعة ببيان يشهد على زيفه وبطلانه من يطلع على ما جرى خلال الشهور الماضية". وأضاف البيان: "نحن في حركة حزم سندافع عن أنفسنا حتى آخر قطرة من دمائنا ضد أي باغ علينا حتى يفيئوا إلى أمر الله، وذلك بعد استئناف كافة الطرق السلمية مع هؤلاء البغاة"، متهمًا أمراء جبهة النصرة "بالغلو وحمل فكر يكفر كل من يخالفهم". ودعا البيان الفصائل الضامنة لاتفاق الهدنة السابق الذي جرى بين الطرفين إلى التدخل وضمان تحييد حلب عن الصراع، نظرًا لخطورة الوضع فيها، مهددًا بسحب فصائل الحركة من كل نقاط الرباط بحلب إذا لم يتم هذا التدخل. من جانبها أصدرت جبهة النصرة بيانًا أوضحت فيه "أنها اتبعت كل الطرق لحقن الدماء مع حركة حزم، ولم تترك دربًا إلا وسلكته لأجل ذلك، إن كان عبر وفود من الأهالي أو من الوجهاء"، مضيفًا: "بعد الاعتداء الأخير من الحركة واعتقالها اثنين من الأخوة كانا عائدين للاستراحة في بيوتهما بعد رباط طويل، وصلت الجبهة لطريق مسدود مع الحركة"، على حد تعبير البيان. ويتخوف الناشطون في ريف حلب من تكرار سنياريو ريف إدلب فيها، حيث قامت جبهة النصرة بالهجوم على مقرات جبهة ثوار سوريا - أحد كبرى فصائل الجيش الحر-، وطرد عناصرها، ليصبح معظم الريف الإدلبي تحت سيطرتها. وكان اتفاق بين جبهة النصرة وفصائل المعارضة تم التوصل إليه، يقضي بعدم الاقتتال بينهم في حلب وريفها، وانسحبت بموجبه حركة حزم وفصائل الجيش الحر الأخرى من ريف إدلب، تاركةً المدن والبلدات التي كانت تسيطر عليها بيد النصرة.