كتاب "مصر بلا مدارس" للمؤلفة والباحثة التربوية وفاء رفعت البسيوني بمعهد الدراسات التربوية، جامعة القاهرة –قسم أصول التربية، ويعتبر هذا الكتاب الأول في المكتبة العربية يتناول قضية التعليم المنزلي، والتي دعت ونادت بتطبيقه بمصر في رسالة الماجستير الحاصلة عليها من معهد الدراسات التربوية، جامعة القاهرة واعتبرت الرسالة الأولى في مصر التي تطالب الدولة بسن تشريعات وقوانين لتقنين وتطبيق التعليم المنزلي ضمن التعليم المصرى، وتعرض الطبعة الثانية من الكتاب في معرض القاهرة الدولى في دوره السادسة والأربعين، وصادر عن دار نشر العصرية. يقصد بالتعليم المنزلى هو التعليم الذي يتلقاه الطالب أو الطالبة في المنزل دون الذهاب إلى المدرسة ويقوم بتعليمه والداه أو إحداهما أو شخص آخر مؤهل للقيام بمهام التدريس، ويقتصر على مرحلة ما قبل الجامعى على أن تُؤدى الاختبارات المطلوبة في المدرسة التي تتولى بدورها تنظيم الاختبارات والإشراف عليها وإظهار النتائج النهائية، التي تقرر نجاح الطالب من عدمه. ثم تعرض في الفصل الأول أدبيات عن مفهوم التعليم المنزلى ونشأته وواقعه وأسبابه ومميزاته وقارنت بينه وبين التعليم المدرسى وجاءت المقارنة لحساب التعليم المنزلي واختتمت الفصل بنقد للتعليم المنزلي. ننتقل في هذا الكتاب إلى الفصل الثاني ونجد سرد لخبرات عالمية سبقت العالم العربى منذ نصف قرن أو يزيد كخبرة الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة، ثم تنهى الفصل بخبرات موجزة للتعليم المنزلي كأستراليا واليابان وإسرائيل وكندا وليبيا. أما الفصل الثالث تتعرض فيه المؤلفة إلى مشكلات التعليم المصرى قبل الجامعى بالمؤشرات والإحصاءات والدلائل تختتم الفصل الأخير بتصور مقترح لتطبيق التعليم المنزلي بمصر وأنه لابد من وجود مؤسسة تعليمية منسقة للتعليم المنزلي في مصر وأن تكون تابعة للدولة، وتضيف المؤلفة أن هناك غفلة شديدة من الدولة فيما يحدث في مصر، وأن هناك جماعات استغلت مشروع التعليم المنزلي الذي تنادى به استغلال سياسي لبعد أبنائهم عن سلطة وهيمنة الدولة. وأكدت الباحثة التربوية أن مصر مُهيأة حاليًا لهذا النوع من التعليم، كحل للتخفيف من مشكلة التكدس الرهيب في المدارس وتساعد أبناء المناطق النائية على التعليم، كذلك مناسب لأي ظرف طارئ تحل بالبلد كظهور الأوبئة أو الاحتجاجات الواسعة، وشددت على أن الدولة تأخذ خطوة جدية لتشريع التعليم المنزلي حتى تعرف ما يحدث في منازل الأسر المصرية، خاصة في ظل وجود جماعات تعليم منزلي بمصر بينها لقاءات واتصالات دورية لا نعلم خفاياها وما يدور بينهم وما يعلمونه للجيل القادم الذي نأمل أن يكون قوة الدولة وبناءها السديد.