أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو، أن السلطات التركية يلزمها أولا معلومات مخباراتية لمنع دخول مسافرين مشتبه بهم، لافتا إلى أن تركيا رحلت من قبل ما بين 1500 وألفي أجنبي؛ لأن أسماءهم مدرجة في القائمة السوداء التي قدمتها وكالات مخابرات أجنبية. وأضاف أن حياة بومدين، رفيقة أحد محتجزي الرهائن الذي قتلته الشرطة الجمعة في باريس، المطلوبة في فرنسا، دخلت سوريا في الثامن من يناير عبر تركيا. وأضاف "أوغلو"، في مؤتمر صحفي في برلين مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الإثنين، أن بومدين "عبرت إلى سوريا في الثامن من يناير الجاري". وكان مصدر أمني تركي، أفاد بأن رفيقة أحمدي كوليبالي، أحد الإسلاميين المسلحين الثلاثة الذي قتل الجمعة إثر عملية احتجاز رهائن دامية في متجر أغذية يهودي في ضاحية باريس، وصلت إلى تركيا في الثاني من يناير، وتوجهت بعدها إلى سوريا على الأرجح. وأكد أوغلو "لقد وصلت إلى تركيا في الثاني من يناير قادمة من مدريد، وهناك صور لها في المطار"، وأضاف "بعد ذلك، أقامت مع شخص آخر في أحد فنادق حي كاديكوي (ضفة إسطنبول الآسيوية)، ثم انتقلت إلى سوريا في الثامن من يناير وبياناتها الهاتفية تثبت ذلك". وأوضح المصدر الأمني التركي السبت، ردا على أسئلة، أن المرأة كانت تحمل تذكرة ذهاب وإياب من مدريد إلى باريس، وتأكيدا على ما قاله المصدر، كتبت صحيفة "يني شفق" القريبة من الحكومة الإثنين: أن حياة بومدين توجهت فيما بعد إلى مدينة شانلي أورفه (جنوب شرق) قرب الحدود السورية. وتابعت الصحيفة: إنها دخلت إلى سوريا من معبر أكجاكالي، إحدى نقاط العبور الاعتيادية للأجانب الراغبين بالانضمام إلى تنظيمات متطرفة مثل تنظيم "الدولة الإسلامية". وبحسب الصحيفة، فإن أجهزة الاستخبارات التركية تعرفت إلى الرجل الذي أقام معها في تركيا، على أنه مهدي صبري بلحسين، وهو مواطن فرنسي عمره 23 عاما. وبومدين مطلوبة لدى الشرطة الفرنسية لتحديد دورها المحتمل في الهجوم الذي شنه كوليبالي في مونروج بجنوبباريس؛ حيث قتل شرطية بالرصاص، ولمعرفة ما إذا قدمت أي مساعدة خلال عملية احتجاز الرهائن الذين قتل أربعة منهم في المتجر اليهودي في فرنسا عند أطراف باريس الجمعة. وتشير معلومات السلطات التركية، إلى أن بومدين البالغة من العمر 26 عاما، لم تكن موجودة في فرنسا عند تنفيذ كوليبالي العمليتين. وردد الوزير التركي الأحد، أن بلاده "تقاسمت هذه المعلومات مع فرنسا قبل أن تطلب منا ذلك حتى"، مضيفا: "قلنا لهم إن "الشخص الذي تبحثون عنه هنا، أقامت هنا ودخلت سوريا بطريقة غير شرعية"، وأخذت الأجهزة الفرنسية مرارا في الآونة الأخيرة، على الاستخبارات التركية عدم تعاونها في مكافحة الشبكات الجهادية التي سمحت لآلاف المقاتلين الأوربيين بالالتحاق بسوريا عبر الأراضي التركية. وتواجه تركيا اتهامات عدد من حلفائها بغض الطرف منذ فترة طويلة، عن بعض المتطرفين الأكثر راديكالية بل حتى بدعمهم، وفي طليعتهم عناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية" الذين يحاربون نظام الرئيس السوري بشار الأسد عدو أنقرة اللدود. وينفي النظام التركي هذه الاتهامات، وأكد مؤخرا تشديد المراقبة على الحدود لرصد الراغبين في الانضمام إلى التنظيمات الإسلامية المتطرفة القادمين من الخارج. هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل