كذب أحمر

زمان كان يوجد نوعان من الكذب.. كذب أسود وكذب أبيض ما نراه الآن هو كذب أحمر وهو نوع جديد انتشر فى عصر الإخوان وقد سميته كذبا أحمر لأن هذا الكذب دائما ما تكون النتيجة المباشرة له هو نزيف الدم الأحمر فى جميع محافظات مصر وأيضا يسمى بكذب أحمر لأن المسئول الذى يكذب كلما فتح حنكه لا يملك حمرة الخجل حين يُكشف كذبه فهو لا يملك من الأحمر إلا عندما يتحدث.
1- وزير المالية حين اقتبس بحث الدكتور النجار ولم يعترف ولم يعتذر معتبرا أن اقتباسه هو اقتباس أحمر وحين أعلن فى مؤتمر صحفى أن لا صحة لتأجير آثار مصر لسداد عجز الموازنة اكتشفنا فى نفس اليوم أنه كان يكذب فهل هذا كذب أبيض .. ولا بالصلاة على النبى أحمر؟!
2- ووزير الداخلية حين يعلن أن الشرطة غير متورطة فى العنف ويتحدى الجميع بأن لا تعذيب للمواطن فى الأقسام أو فى المعتقلات الجديدة ( طبعا لأن التعذيب والسحل بيبقى فى الشارع وبعده يتم تشييع جنازات يومية بلا أدنى إحساس بمسئولية نزيف دم المصريين الطاهر ) فهذا أيضا كذب أحمر على السكين يا باشا.
3- ووزير التموين "اللى قال إيه نشيط " يصرح بأن مشكلة السولار مشكلة مفتعلة متجاهلا ما نراه بأعيننا من ذل ومهانة وأحيانا خناقات تنتهى بدم أحمر فهذا أيضا كذب أحمر ومنيل.
4- فضيلة المرشد يصرح بأن النهضة قادمة .. قادمة لا محالة دى بقى كذبة كحلى مش حمرا وعلى فكرة يا سيادة المرشد الريس ماسمعش كلامك لما قولتله القصاص القصاص ولحد الآن ماخدناش قصاص شهداء 25 يناير 2011 وكمان شهداء 2014 إن شاء الله.. ولا الريس كان فاكر كلامك ليه زى كلامك لينا.. أحمر يا ورد.
لا أريد أن أذكر أمثلة ربما تكون بالمئات من الكذب الأحمر لكن سأذكركم أن فى اليابان بلد الكفر التى لا تعرف شيئا عن الشريعة الإسلامية إذا كذب المسئول وانكشف فلا يجد أمامه إلا خيارين .. أن يستقيل أو ينال شرف الانتحار لكن فى عصر الإخوان أصبح الكذب يمارس بشكل يومى وهو أيضا استفزازى لأنه يفتقد للحبكة وأنا أشبهه باليرقة حيث لا تعيش إلا ساعات زمان كان الكذب يعيش بالسنين أما الآن فالكذب الأحمر الجديد مدة صلاحيته ساعة ونصف الساعة وبعدها نرى الدم فى الشوارع .... حمرا يا مصر.
وفى النهاية وأنا فى كامل إحباطى من تكرار كلامى بلا جدوى ألخص حوار الرئيس مع مستشاره الإعلامى السابق عمرو الليثى لحكاية قصيرة ممكن تعتبرها حكاية حمرا وهى:
واحد سأل واحد صاحبه الساعة كام دلوقتى؟ رد عليه بتلقائية مصطنعة انت فى قلبى من جوه قام الثالث خد العجلة وجرى.
ده بقى اللى طلعت بيه من الحوار الأحمر.