مقاطع فيديو، وصفحات فيس بوك ربطت لما فيها من خروج عن السياق العام بين الناشط الثوري والالحاد والرغبة في تقنين الشذوذ، كان أكثرها خطورة تلك الجدلية التي وصفها البعض بالعبثية الفكرية لصاحبها الناشط السياسي أحمد بدوي والتي كشف عنها في كتاب له بعنوان «خواطر نبي مصري معاصر» وما فيه من أشواط سبعة للإيمان تبدأ بالتطرف وتنتهي بالالحاد. «فيتو» التقت مع أحمد بدوي وسألته عن مدي حقيقة جدلية الربط بين الناشط السياسي والالحاد فقال: الموضوع مرتبط بفكرة حقوق الإنسان ،وما يرتبط بها من حرية العقيدة ، والناشط السياسي يري أنه يجب أن يتكلم عنها بشكل محايد، أو بشكل صادم للناس حتي يتقبلوا الأمر. وبدلا من الاعتراف ولو بجزء من الخطأ، حمل بدوي مسئولية إظهار النشطاء علي أنهم ملحدون للذين قاموا بوضع الفيديو لأنهم لا يؤمنون بالتنوع، ويرون الناس إما مسلمين أو كفار ،موضحا أن علاء عبدالفتاح اتهم بدعم الشذوذ الجنسي، في حين كان هدفه دعم حق المثليين في الحياة كحق من حقوق الإنسان. وبمواجهته بأن المثليين أو عمل اللواط مخالف للأديان قال: إذا قلنا إن المثلية حرام، وسوف نمنعها، فإننا بذلك نخالف الطبيعة البشرية فمصر بها نسبة من المثليين جنسيا بالطبيعة، وليس لهم إرادة في ذلك كاشفا عن منطق خاص به في هذه المسألة مبني علي أساس أنهم حتي ولو فعلوا خطأ لا يجوز معاقبتهم، لأنهم لا يضرون المجتمع، وأنهم مستضعفون ويجب أن تشملهم حقوق الإنسان شأنهم شأن الأقليات، معربا عن رفضه الشديد لمنطق الشيخ حازم أبواسماعيل المرشح المحتمل لرئاسة والرامي لفرض الحجاب علي المجتمع. وسألناه عن سر تفضيل الناشط لأن يكون « لا ديني» بدلا من تمسكه بالدين فوجئنا بأن السبب ليس رفضا للدين وإنما للسياسات القائمة حيث قال: الدين في مصر يستخدم كأداة للقمع، والناشط يحاول الخروج من هذا الاطار، ولكنه يصطدم مع البيئة ، مشيرا إلي أن اضطهاد الكنيسة لمسيحيين كان سببا في تحولهم للالحاد، موضحا أن الناشط السياسي يخرج من دينه ، لأنه يراه يستخدم كأداة للقمع. بدوي كان صريحا معنا لأبعد الحدود حيث قال: النشطاء متنوعون منهم من يعتنق دينا معينا ومنهم «لادينيين» بهائيون وملحدون ومنهم مسلمون ولكن الإعلام يركز فقط علي النشطاء اللادينيين، في حين أن المجتمع المصري به كل التنوعات. وفي كلام بدا صادقاً لنا عاديا له أكد أنه ليس مع فكرة تخويفهم بأنهم ضد الدين، وأنه هو نفسه غير متدين وأن الدين به أمور أخري ليس مقتنعا بها. وعن مغزي كتابته في صفحته علي الفيس بوك أمام خانة الديانة «لا إله إلا الحق، لا إله إلا العدل، لا حق ولا عدل بدون حرية» قال: أعرف أنها مقولة صادمة للناس، وأنا مؤمن بأن الحق والعدل من أسماء الله الحسني، ولكنهما لا يتحققان علي الأرض بدون حرية، وانعدام الحرية معناه الكبت والظلم بين الناس. وفي ذات السياق أشار إلي أن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال « إن القرآن حمال أوجه» ويمكن لأحد أن يفهم أنه يدعو إلي الكبت وأن من يخالفه يعاقب، وأسامة بن لادن وتصرفاته خير دليل علي ذلك. وأكد عبارة صادمة كتبها بدوي علي الفيس بوك هي قوله: «إن الله علماني تماما» محاولا شرحها لنا بمنطق يغلب عليه طابع المنطق، وهو أن الله لا يفرق بين المسلم وغير المسلم في الرزق.وعن رفضه لقدسية النصوص وزعمه محاولة العلماء تفسيرها بمعني مغاير، أبدي تمسكا شديدا برأيه قائلا: النصوص المقدسة لا يصح استخدامها، كحد باتر، إما القبول بها، أو قتل من رفضها، فالآية تقول: «ولا يعلم تأويله إلا الله» وليس هناك شيء في الدين يجمع عليه الفقهاء ، وكل آيات القرآن والاحاديث النبوية تفسر في كل عصر، بشكل مختلف. بدوي زاد علي ذلك وكأنه يرتدي عمامة الفقيه بقوله: لا يصح أن نأخذ نصا معينا ونقول لابد من الالتزام به فالقرآن مقدس عند المسلمين، ولا يمكن فرضه أو استخدامه للنقاش مع غير المسلمين، ولذلك لا يصح أن نحتج بالنصوص المقدسة، ونصوص القرآن ليست حداً فاصلاً في السياسة، لأن السياسة تشمل المسلمين والملحدين والمثليين وغيرهم. وعن الاشواط السبعة في كتابه «خواطر نبي مصري معاصر» وسر تسميته بهذا الاسم أكد بدوي أنه اختار هذا العنوان لخلق حالة صدام داخل المجتمع قاصدا بذلك حدوث صدمة للناس تدفعهم للتفكير العقلاني مؤكدا أن الكتاب ليس به شيء يدل علي ادعاء النبوة أو بأن أفكاره وتنبؤاته في شخصية الحكيم خرفان «وحي الهي» مشيرا إلي ان سر التسمية يرجع إلي أن كل الانبياء تعرضوا لاضطهاد من مجتمعاتهم لأن آراءهم كانت صادمة!!. هل أنت ملحد؟ سؤال مباشر وجهناه له فأجاب: خطأ لأنني مقتنع أن الله موجود لكني علماني وأنا أفصل بين الله والدين فالله ليس هو الدين كاشفا عن اعتقاد خاص به وهو أن الله لا يعاقب الإنسان على تفكيره!. بدوي أكد أيضا أنه اتهم بالالحاد ولكنه ليس ملحدا وأثر عدم الدفاع عن نفسه، لأن الله يعرف الحقائق ومن المستحيل حسب رأيه تحديد عدد الملحدين في مصر برقم معين 001 ألف أو غيره، لأن الكثير من الملحدين في مصر يرفضون ذكر ذلك، فضلا عن وجود مؤمنين يدعون الالحاد طمعا في اللجوء السياسي. وعما إذا كانت هناك جهات خارجية تدعم الالحاد في مصر، نفي ذلك بشدة وقال: إن الأفكار ليس لها بلد وكل الملحدين الذين يعرفهم مصريون ، بعضهم يعيش في صعيد مصر والسعودية وليس لديهم شيء منظم كجهة تدعم الالحاد.