بود صاف ومحبة صادقة يتغلب المسلمون والمسيحيون على دعاة الفرقة، فالمحبة هى الأساس، وبها يعيش الجميع تحت سماء هذا الوطن، يقتسمون خبزه ويشربون من نيله، وقد جاء الأنبياء لهداية البشر برسائل المحبة والتسامح والصدق.. هذه المعانى السامية والقيم الأصيلة يؤكدها القس أندريه زكى - نائب رئيس الطائفة الإنجيلية - فى هذا الحوار: كيف ترى العلاقة التاريخية بين أبناء مصر؟ - هى علاقة محبة بين المسلمين والمسيحيين، علاقة تاريخية تجمعنا فى هذا الوطن، ولن يستطيع أحد التفرقة بيننا، برغم محاولات من قوى خارجية وداخلية تعمل على نشر روح الفرقة والفتنة بين الأشقاء، فالمسلمون والمسيحيون يقتسمون خبزه ويشربون من نيله، وجميع الأديان السماوية تكمل بعضها، فمبادئ الإسلام والمسيحية واحدة، وجاء يسوع ومحمد برسالة من الرب قوامها حب الآخر والتسامح والوفاء والصدق والاخلاص، وهى مسلمات فى كلتا الديانتين، كما كفل عمرو بن العاص - حينما فتح مصر -الحرية للأقباط، دون المساس بأى منهم. عاداتنا وتقاليدنا واحدة، ما ذكرياتك عنها؟ - المسلمون والمسيحيون شعب واحد، يجمعنا حب الله والوطن، وعادات وتقاليد هذا الشعب راسخة، كاحترام الكبير والعطف على الصغير ومساعدة كبار السن، وسوف تظل العلاقة بين المسلمين والأقباط بخير، وأتذكر جارتى المسلمة «أم محمد» التى كانت تهدينا أشهى المأكولات التى كنا نسعد بها كثيراً، وكنت مع أصدقائى المسلمين نتبادل الزيارات فى منازلنا، كنا نلعب سوياً، لا يفرق بيننا سوى ذهابهم إلى المسجد يوم الجمعة وذهابنا إلى الكنيسة يوم الأحد. كيف ترى المادة الثانية من الدستور؟ - نحن كأقباط أعلنا تمسكنا بمبادئ الشريعة الإسلامية كمصدر رئيسى للتشريع، ولكننى أرفض كلمة «أحكام الشريعة» لأنهما كلمة فضفاضة وتسمح بالتأويل لاختلاف المذاهب، وشعب مصر مسلمين ومسيحيين يريدون الأمان والحياة الكريمة. هل تخشى الدولة الدينية؟ - نعم وبشدة، لا أريد لوطنى أن يتحول لفاتيكان أخري، فالدين مكانه المسجد والكنيسة وليس فى إدارة شئون البلاد والعباد، وأخشى كثيراً من التفرقة بين الناس على أساس ديانتهم، وأدعو جميع القوى الوطنية لتأسيس دولة مدنية، تحترم الحقوق والحريات وتتعامل مع المواطنين دون تفرقة، التعامل بالعدل الذى هو أساس الملك.