أكد الدكتور صفوت البياضى -رئيس الطائفة الإنجيلية- أنه لن يستطيع أى تنظيم سياسى فى مصر أو خارجها بث الفرقة بين أبناء الشعب الواحد، فالنسيج الوطنى لن يستطيع أحد تفريقه، فالمسلمون والأقباط إخوة تظلهم سماء هذا الوطن، ويشربون من نيله، ويعيشون على أرضه، موضحا ان المسيح ومحمد نزلا برسالة من الرب، تحمل مبادئ التسامح وحب الآخر والوفاء والإخلاص والصدق. وقال البياضي في حواره مع « فيتو» إن الدستور الجديد يؤسس لدولة الطائفية، ويعامل المسيحيين كمواطنين من الدرجة الثانية، وهو ما لا أريده لوطني أن يتحول لفاتيكان أو إيران، مؤكدا أن المسلمين هم أول من سيدافع عن الأقباط إذا تعرضوا لخطر. وإلى نص الحوار : كيف ترى العلاقة والقواسم المشتركة بين المسلمين والمسيحيين؟ المسلمون والمسيحيون شركاء فى هذا الوطن، فكل منهم يمتلك نصفه، ولا يمكن أن ينسلخ أيا منهم عن الآخر، برغم محاولات القوى الخارجية والتنظيمات السياسية نشر روح الفرقة والفتنة بين المسلمين والمسيحيين. فالدين الإسلامى والديانة المسيحية يشتركان في نفس المبادئ، فيسوع ومحمد نزلا برسالة من الرب، تحمل التسامح وحب الآخر والوفاء والإخلاص والصدق، وهي نفس المسلمات فى كلا الديانتين لا يختلف أحد عليهما، كما أن عمرو بن العاص حينما فتح مصر، لم يتعرض لأى من المسيحيين بأذى، وكفل الحرية للاقباط دون مساس. ماهي العادات والتقاليد المشتركة بين المسلمين والمسيحيين ؟ نحن شعب واحد، يجمعنا حب الله والوطن، وإن اختلف كل منا فى معتقداته، فاحترام الكبير والعطف على الصغير ومساعدة كبار السن مبادئ عامة في كلا الديانتين، يأتمر بها الكل مسلم ومسيحى والعلاقة بين المسلمين والأقباط ستظل بخير، وحين يحدث موقف مفاجئ لشخص نقول له امسك الخشب أى الصليب وهذا يؤكد على أواصر العلاقة الطيبة. أتذكر جيدا أصدقائى فى الحى المسلمين، كنا نلعب سويا ولا يفرق بيننا سوى انى أذهب للكنيسة يوم الأحد، وأصدقائى أحمد ومحمد ومحمود وعمرو يذهبون لأداء فروض العبادة كل يوم فى المسجد، وتعلمنا آنذاك أننا أخوة وأحباء نتبادل الهدايا فى الأعياد والمناسبات، وكنت أصوم معهم فى رمضان، وأهدانى صديقى «احمد» مصحفا ذات يوم وأهديته إنجيلا. فمصر وشعبها ستظل أفضل شعوب العالم، والمسلمون والمسيحيون سيظلون فى وئام وعلينا ألا ننساق وراء تصريحات بعض المتشددين الذين يريدون حرق البلاد بنيران الفتنة. هل تخشى الدولة الدينية؟ نعم وبشدة، فلا أريد لوطنى الذى أعشقه ولا أرغب بديلا عنه ان يتحول لفاتيكان أو إيران آخر، جراء الدستور الذى يؤسس لدولة الطائفية،، ويعامل المسيحيين كمواطنين من الدرجة الثانية، فالدين مكانه الكنائس والمساجد، وليس إدارة شئون البلاد والعباد، وأخاف التفريق بين الناس على أساس ديانتهم وليس علي اساس انتمائهم للوطن. بين الحين والآخر يشن أقباط المهجر هجوما شديدا على مصر بل إن بعضهم دعا بدولة مستقة للأقباط في مصر.. كيف ترى مثل هذه التصريحات؟ أدين الكثير من التصريحات، ولكنى ألتمس لهم العذر نظرا للصورة المشوهة التى تنقلها بعض وسائل الإعلام العربية والأجنبية عن وضع الأقباط فى مصر، والكثير منها خاطئ، فالأقباط آمنون فى بيوتهم وأماكن عملهم، وليس ما يعرفونه عن مصر حقيقى، فنحن أصحاب وشركاء فى هذا الوطن، والمسلمون يتعاملون بهذا الأساس، ويجب على أقباط المهجر ألا يصدقوا تضخيم الأحداث التى يبثها الإعلام الغربى، فالأقباط كانوا ومازالوا فى أمان والظواهر الفردية من تهجير لبعض الأقباط أو المشاجرات لا يمكن أن تحكم على وضع الأقباط فى مصر، ولدى يقين أن المسلمين أول من سيدافع عن الأقباط إذا تعرضوا لخطر. هناك اتهامات للكنيسة انها قامت بالحشد للتصويت ب« لا» على الدستور؟ الكنيسة لم تحشد المواطنين للتصويت ب«لا» على الدستور، وتركنا الحرية للأقباط ليأخذ كل شخص القرار بنفسه، واخطر ما سيواجه مصر فى الفترة المقبلة من هذا الدستور هو الدولة الدينية التى ستعصف بحقوق وحريات كل المصريين.