لم يكن الصحفي الألماني "يورجن تودن هوفر" على يقين من أنه سيخرج سالمًا مرة أخرى من أماكن تواجد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، حيث آثر الحصول على تصريح من زعيم داعش للموافقة على تلك الزيارة الصحفية، أو بالأحرى المغامرة الصحفية، وما إن خرج عائدًا لوطنه، بعد أن أعد تقريره، حتى تلقفته شاشات وسائل الإعلام. وأعدت الفضائيات تقريرًا مصورًا عن التنظيم الأشد خطورة وجدلا في العالم، وبالفيديو روى الصحفي الألماني عن رحلته داخل أماكن تواجد تنظيم داعش، حيث زار الرقة ودير الزور في سوريا والموصل في العراق، كما زار المسجد الذي قال فيه زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي خطبته الوحيدة. التقرير المصور ل"جهاد بوست" وال"CNN عربية" يقول إن يورجن زار المدينة المسيحية التي عاشت الرعب وطرد منها 230 ألف مسيحي منها، وفر الشيعيون من المدينة، ويضيف يورجن عن داعش "إنهم 1% فقط من العالم الإسلامي، لكنهم يملكون قوة تدميرية مماثلة لتسونامي نووي، إنه أمر لا يصدق وغير معقول، مازلت مندهشًا وغير قادر على التصديق". وأورد الفيديو سؤال الصحفي الألماني لمقاتلي "داعش" عن الطريقة التي سيطروا بها على المدينة في أربعة أيام بثلاثمائة مقاتل فقط، فرد عليه أحد أنصار التنظيم "إن كل ما فعلوه هو مهاجمة الخطوط الأمامية للجيش العراقي، وكان قوام فرقتهم 20 ألف مقاتل في عملية انتحارية ففر الباقون، لأنهم يقاتلون من أجل المال". ويروي يورجن في الفيديو أن هناك نحو 50 شابا ينضمون لصفوف التنظيم كل يوم، وأن هناك شبابا من خريجي الشهادات العليا رفضوا الالتحاق بأعمال تدر عليهم دخلًا أكبر، وأن بعضهم جاء من نيو جيرسي، والتقى يورجن أحد الألمان الذي أبلغه أنهم يتوعدون الشيعة بالقتل عن بكرة أبيهم. أما عن سبي الفتيات والقتل، فقد أكد له أنصار داعش أن هناك استرقاقا وعبودية في أوساط المسيحيين واليهود، مستشهدين بنساء تم إجبارهن على الدعارة، ليؤكد أنصار "داعش" ليورجن أنهم مستمرون في استرقاق المسيحيات وقطع الرؤوس، وأن من اعتنق الإسلام يتم تحريره. وأكد يورجن أن داعش أخطر بكثير مما يعتقده العالم، وأن التنظيم يستعد لشن أكبر حملة تطهير في تاريخ العالم.