moataz [email protected] بدون مقدمات طويلة .. إليكم أبرز ملاحظاتى المتواضعة على اول انتخابات رئاسية فى تاريخ بلادى الحديث والقدبم : اولا : مازال هناك قطاع لا يستهان له من الشعب متمسكا بالدولة المركزية المحافظة التى تربى عليها وورث مقوماتها جيلا بعد جيل ...وهو ما يجعله مقاوما للتغيير بل ويشعر احيانا ان الثورة غررت به وتريد ان تغير النظام الذى جبل عليه ... ثانيا : اتفهم تماما أسباب خوف المصريين المسيحيين من المتغيرات السريعة والمقلقة لهم من تحول الدولة المدنية الى دولة دينية .. واتفهم ايضا انه كلما استبد الخوف بالانسان فإنه يلجأ للماضى الذى عرفه وخبره .. ولذا كان متوقعا التصويت لموسى او شفيق .. وكان التصويت فى استراليا تحديدا كاسحا لموسى والذى تفوق على اقرب منافسيه بأربعة أضعاف وهو ما جعلنى اتخيل أن الأصوات المسيحية ستذهب الى موسى فإذا بها تهجم على شفيق وترفعه الى السماء .. والسؤال الذى لم اجد له اجابة تقنعنى .. لماذا شفيق وليس موسى ولو حتى مناصفة ؟؟ ثالثا : ابو الفتوح دفع ثمنا غاليا لتأرجح الخطاب ومحاولة امساك العصا من المنتصف فلم يستحوذ على غالبية من اى فصيل فالأصوات كانت للواضحين ايا كان توجههم ( مرسى مشروع الاخوان وشفيق الأمن وصباحى الثورة). رابعا : السلفيون تخلوا عن ابو الفتوح ... وتستطيع ايضا ان تقول بثقة انهم لم يشاركوا بكثافة حقيقية .. وواضح ان خروج ابو اسماعيل قد اصاب قطاعا عريضا منهم باحباط كبير .. ولم يلزم الكبار اتيبعهم بشىء .. فاختلفت الحسابات تماما . خامسا : ماكينة الحزب الوطنى ومحلياته يحفظون تماما لعبة الانتخابات واداروا الماكينة بكفاءة فى الصعيد وقرى الدلتا والشرقية ومنطقة الجناين فى السويس ... وهم بذلك يرسمون خريطة واضحة لأذرع الحزب القديم التى مازالت تعمل بعد ان كانت كامنة. سادسا : الاسكندرية وبورسعيد حالة فريدة ونادرة للرغبة العارمة فى التغيير الحقيقى .. ويبقيان ومن خلفهما مدن القناة .. بلاد عسيرة على الانقياد والتلجيم .. سابعا : تبقى كفرالشيخ مثالا مدهشا لمعنى الوفاء الذى جعلها تعطى ابنها حمدين بكل هذا الاخلاص والذى لم يتكرر مع المرشحين الآخرين فى دوائرهم ... ويظل المشهد ايضا عنوانا واضحا لمن يريد ان يتعلم ان الارض تنحاز تماما للابن البار .. ثامنا : مع كل احترامى لكل من حاول ان يفسر قنبلة صباحى التصويتية .. فلم يتطرق احدهم الى ان الذين اختاروه ... كانوا فى الغالب يصوتون لمصر الوسطية .. المدنية بمرجعية اسلامية .. مصر التى يكون الفقير فيها محط عناية حكومته ... كان النسر خيارا مريحا لمن ارهقوا فى البحث عن مرشح حقيقى وواضح وغير متلون .. كان الجميع يخسر مع كل يوم جزءا من رصيده وحمدين يكسب ... الصدق اذا هو ابرز ما جعل صباحى زعيما شبه رسمى ... يستطيع ان يتحدث بثقة باسم الثورة .. تاسعا : البلد تموج بكل انواع الحراك السياسى واعلى منحنيات الاحتياج لاصوات ابنائها ليتضح طريقها .. ومع هذا ظل قرابة نصف اهلها عازفين عن المشاركه معلنين بصوت واضح .. افعلوا بها ما شئتم فسنكتفى بالمشاهدة !! عاشرا : نسبة التصويت لمرسى اصابت الاخوان بالرعب لأنها كانت الدليل الملموس على تراجع الشعبية بشدة بعد ان كانوا ينكرون ذلك وبشدة ايضا .. ويبقى فى النهاية اننى اكتب قبل النتيجة النهائية لجولة الاعادة .. الا ان الامور اذا سارت كما اوضحت المؤشرات ... فان البلاد امام خيارها الاصعب والاكثر خطرا .. وتلك قصة اخرى .