يشهد الجميع بدور الألتراس في الثورة المصرية خاصة في الأيام الأولى لها ومواجهتها لقمع قوات الأمن للثوار بالإضافة لمساهمتها الفاعلة في صد البلطجية عن ميدان التحرير في موقعة الجمل ودفعت الألتراس في مصر الثمن غاليا بسقوط عدد من الشهداء أثناء أحداث الثورة وما تبعها من تطورات حتى أن الكثيرين يرون أن من استشهدوا في بورسعيد دفعوا ثمن مشاركة الألتراس في الثورة. ومع دخول مصر مرحلة جديدة وبدء إجراءات وضع دستور جديد للبلاد بتحديد لجنة ال100 التي ستقوم بوضع «دستور الثورة» خلال الفترة المقبلة طالبت فئات عديدة بضرورة تمثيلهم في تلك اللجنة أو على الأقل استشارتهم في بنوده ورغم أن الألتراس يرفع دائما شعار أنه غير مسيس إلا أن أعضاء الروابط طالبوا بضرورة وجود دور لهم في تلك الخطوة خاصة وأنهم شاركوا بقوة في الثورة ودفع زملاؤهم دماءهم ثمنا لذلك. في البداية قال أحمد علاء أحد المتحدثين الرسميين لرابطة «يلو دراجونز» إن وضع الدستور الجديد سينقل البلاد للاستقرار مشيرا إلى أن الشعب المصري يجب أن يضع دستوره بكل فئاته وألا يقتصر ذلك على شخصيات بعينها. وأضاف أن اختيار لجنة المائة لا يعني أنهم فقط من سيضعون الدستور موضحا أنهم ممثلون للشعب ونواب عنه لكن الكلمة الأخيرة ستكون للشعب لافتا إلى أن أحدا لن يجبر الشعب الذي ثار على الظلم على دستور لا يتوافق معه. وقال أحمد علاء: «الألتراس عموما غير مسيس لكننا نسعى للمشاركة في وضع الدستور فمن أطلقوا الثورة هم الشباب ويجب أن يكونوا حاضرين في اللجنة وفي وضع البنود الجديدة للدستور». وأضاف أنه يتمنى وجود عدد من الشخصيات في تلك اللجنة كمحمد البرادعي الذي وصف خروجه من سباق الرئاسة بالخسارة الكبيرة مرجعا ذلك لدقة أفكاره وتناسبها مع وضع مصر لافتا إلى أن هناك شخصيات أخرى يجب أن تكون في اللجنة كمحمد أبو السعود الذي قال عنه إنه شخصية شهيرة في الإسماعيلية وأيضا منى البرادعي ومنى المكاوي. وعن وجود شخصيات رياضية في اللجنة قال: «لا أعتقد أن هناك من يصلح في الوسط الرياضي لتلك المهمة فهم بعيدون تماما عن الدستور وبنوده وقد يصلح فقط نادر السيد الذي ظهر دوره في الثورة ولم يتخاذل كآخرين من الوسط الرياضي». وعن أهم بنود الدستور الجديد التي يطالب بوضعها أوضح أن ما يبحث عنه وزملاؤه أيضا هي الحرية مضيفا أن واضعيه يجب أن يعلموا أن الأوضاع تغيرت والجميع يطمحون للحرية التي ستساعد مصر على النهوض دون تمييز ولا عرقيات ولا أديان. وعن نظام الحكم في مصر في الفترة المقبلة قال إنه لا يفضل النظام الرئاسي ولا البرلماني مضيفا أنه مؤمن بأفكار الأناركية نافيا كل ما يتم نشره عن هذا المبدأ موضحا أن الأناركية تعمل على تقسيم المجتمع لخلايا تعمل في مناطقها للتقدم بالوطن ضاربا بما حدث في فرنسا عقب ثورتها المثل مشددا على أن سبب تقدم الدولة الأوروبية يرجع إلى الأناركية. وقال عادل شكوكو عضو رابطة ألتراس منتخباوى: إننا كألتراس نريد دستورا به لوائح ومواد دستورية تنظم مسيرة الرياضة فى مصر مستقبلا وتتيح تلك البنود وضع قوانين رادعة للأندية والجماهير فى حالة الخروج عن النص وحالات العنف والتعصب أو التحريض لعدم تكرار ما حدث في بورسعيد في المستقبل». وأضاف شكوكو أن الدستور يجب أن ينظم الإعلام والحريات به لافتا إلى أن سبب العديد من الأحداث المؤسفة في مصر هو الإعلام خاصة الفضائي مشددا على ضرورة أن تكون هناك بنود تتيح وضع ضوابط لمحاسبة مثيري الفتنة والمحرضين على الفساد والشغب في كل المجالات وليس في الرياضة فقط. وأشار إلى أن أي دستور يتم وضعه يجب أن يحفظ الحريات وحقوق المواطنة لكل أفراد الشعب دون تمييز بينهم ويكفل أيضا حقوق الأقليات واستقلال القضاء ومنحه الحرية الكاملة في العمل بعيدا عن سلطة الدولة. وأضاف شكوكو أنه يفضل أن يكون نظام الحكم فى مصر برلمانيا على غرار تركيا مؤكدا أنه لا خوف من سيطرة الإخوان على الحكم في حال إقرار هذا النظام في السنوات المقبلة فهم أصحاب خبرة سياسية لا بأس بها. من جانبه، رفض أحمد شبرا من مؤسسي رابطة مشجعي الزمالك «ألتراس وايت نايتس» الحديث في الشأن السياسي موضحا أن ألتراس زملكاوي يعبرون عن آرائهم في صناديق الانتخابات التي يذهبون إليها بكثافة في الانتخابات لافتا إلى أن الرابطة تتيح لأعضائها التعامل بشكل فردي في الأمور السياسية مرجعا ذلك لكون الرابطة مختصة بالشأن الرياضي. وأكد أنهم سينتظرون حتى الانتهاء من الدستور الجديد وطرحه للاستفتاء عليه حتى يبدوا رأيهم فيه لافتا إلى أن وجود أي بنود تعيق الحرية التي خرج من أجلها المصريون سيدفعهم للتصويت ضد. وقال محمد فياض عضو رابطة مشجعي المصري البورسعيدي «جرين ايجليلز» إن ما يشغلهم حاليا في بورسعيد هو رفع الظلم عن زملائهم المحبوسين منذ لقاء الأهلي معتبرا عدم اتخاذ الجرين ايجلز أي خطوة أو إصدار أي بيانات حول الدستور الجديد يأتي في إطار الحداد الذي أعلنته الرابطة حتى خروج المحبوسين.