moataz [email protected] اعلم انك قد تقرأ هذه الكلمات قبل لحظات من ذهابك إلى الصندوق، لتدلى بصوتك فى الانتخابات الرئاسية كواحد من الجيل الذى سيحفر اسمه بحروف من نور فى اضابير التاريخ، بعد ان فتح الباب الذى أغلق بسلاسل من نار لأكثر من سبعة آلاف سنة مرت على أجدادك دون ان ينالوا هذا الشرف العظيم ... وهذا يعنى ان وسائل المساعدة التلقائية والتى تعودنا كمصريين على استخدامها تمتنع فى هذا المشهد ... فالآن يا عزيزى لا توجد خبرات سابقة تتوارثها الاجيال .. ولا يوجد جيل يمتلك جرأة ( يقولك اختار ده ولا متخترشى ) فتستطيع ان ترد عليه بلا تردد وهو كنت حضرتك ( شفت ده فين يعنى ) !!.. ولا توجد للأسف جينات انتخابية يورثها الاجداد للاحفاد ... فالفرعون او السلطان او الوالى او الخليفة وصولا للرئيس ... ابدا لم يكن للشعب دور فى توليهم السلطة يوما من الايام ... كان الناس يفاجئون بهؤلاء فوق رؤوسهم.. دون ان يعتنى احد بأن يستشيرهم ... فما بالك ان يكون لهم حق الاختيار؟! أنت الآن حر طليق تمارس سلطة لم تألفها ولم تتخيل غالبا انك سوف تشارك فيها ... وهذا يعنى انك ستمارس فضيلة الاختيار المرهقة !! والتى تتطلب لتؤديها كما ينبغى ان تقارن وتحلل وتستمع الى مشاريع وخطط قد لا تفهم بعضها احيانا .. وغالبا لم ولن تعرف كيف ومن اين سينفذها الواعدون بها ؟؟ ويزداد الأمر صعوبة بكون الاختيار هو لرجل الدولة الاول .. وهو امر يختلف كثيرا عن اختيارك لعضو فى البرلمان والذى إن لم تحسن اختياره فهناك اعضاء آخرون فى المجلس يستطيعون ان يصلحوا ما افسدته الترشيحات الخاطئة .. اما كرسى الرئيس فهذا يعنى اذا اسأت الاختيار ان تطاردك نتائج فعلتك الشنعاء كل صباح فى صور واشكال عدة تتقاطع مع حياتك ... ويزداد هذا العامل او يتناقص طرديا مع التباشير التى وصلت اليك بعد اختيارك البرلمانى والذى يعتبر انبوب الاختبار الديمقراطى الاول والذى مررنا يه جميعا ... لم تنته عوامل الصعوبة بعد .. فالخوف من التفتيت هو هاجس الايام و اللحظات الاخيره .. خاصة اذا كانت القوى السياسية المختلفة قد فشلت فشلا ذريعا فى توحيد صفوف كل منها خلف مرشح واحد ...فزادت الناس حيرة فوق حيرتهم ... فاذا كنت مؤيدا للتيار الاسلامى مثلا سيصبح التساؤل الذى يرافقك اينما ذهبت : هل اعطى مرسى لادعم مشروع النهضة .. ام أصوت لأبو الفتوح لأقويه امام مرشحى الفلول ؟؟ أأذهب للإخوان وقد يخسرون واخسر .. ام اكون ( فتوحيا ) فافاجأ ان مرسى كان يحتاج فقط لبعض الدعم لنعبر جميعا بالخير للمصر ؟؟؟ ( لاحظ اننى لم اختر ابوالفتوح وصباحى كمثال لأن الحيرة هنا تتعاظم !! ) . إنه القدر اذا .. اختارنا دونا عن ملايين سبقتنا وملايين ستأتى بعدنا .. لنشهد لحظة التغيير.. وندفع ثمنها كاملا.. ونكتوى بنار ألاعيبها .. ونتحمل بصبر نتائج اختياراتنا .. وفى الغد يأتى اهم اختبارتنا .. فلا تثريب عليكم ان جعلتم اصواتكم للمستقبل .. بدون ان ننظر الى الخلف وكأننا قد عقمنا ...لا تعاندوا القدر الذى كتب علينا ان نشهد الجديد بينما بعضنا يصر ان يعيدنا الى الماضى بحبل من حديد .. استفت قلبك هذه نصيحتى بعد ان جردنا من كل وسائل المساعدة الشريفة ... استفت قلبك اما انا فقد استفتيت ..