فليصمت للأبد moataz [email protected] « لقد خرج الجيش من الثكنات.. وكان كل ضابط من ضباط الجيش يريد أن يكون قويا فأصبح لكل منهم شلة، وكانت هذه الشلة غالبا من المنافقين الذين لم يلعبوا يوما دورا فى الثورة .. وانتشر الضباط فى كل المصالح والوزارات المدنية، فوقعت الكارثة التى لا نزال نعانى منها إلى الآن فى مصر ».. (كنت رئيسا لمصر – محمد نجيب). ... إنها أزمة وكارثة مصر الحقيقية، والتى تدفع بسببها ثمنا باهظا إلى الآن.. العسكر خرجوا من معسكراتهم فى 1952 ولم يعودوا إليها أبدا.. والسؤال الأكثر حضورا الآن: هل نمتلك رفاهية عدم إكمال الثورة؟ إن الوصول لرد أمثل لهذا التساؤل يستلزم الوصول إلى إجابات مبدئية على أسئلة قد تبدو مزعجة ولكن لا مفر منها.. أسئلة من عينة هل تحتمل البلاد اضطرابات الحكم العسكرى الممدين لسنوات أخرى قادمة؟ وما هى نتائج بقاء الجنرالات على رأس المئات من الكراسى المفصلية – انسوا كرسى الرئاسة – بدءا من المحافظين والوزراء ورؤساء الهيئات القومية والمجالس المتخصصة ورئاسة الأحياء.. وليس انتهاءً برئاسة النوادى والاتحادات الرياضية والأوليمبية؟؟ وما مدى تقييمك لثمار أدائهم الكارثى فى إدارة شئون الدولة وتفاصيلها الصغيرة والكبيرة ونتائج أفكارهم بعد أكثر من ستة عقود من التوغل شرقا وغربا فى دهاليز الحكومة المصرية؟؟ دعونا من هذا وذاك.. ما هى الكلفة الاقتصادية لأكثر من 150 يوما آخرين تقف فيها بلاد منهكة أساسا على جمر النار الاقتصادى والسياسى، وهى مطالبة بالدعاء كل ليلة أن لا تحدث شرارة تعصف بالبلاد عصفا، ولا يهم حينها كثيرا من وجهة نظرى أن تكون هذه الشرارة عن جهل أو عن عمد وقصد؟ ولماذا لا يتم التصارح والحوار حتى الآن حول نسبة تحكم الجيش فى الحياة الاقتصادية المصرية بعد أن بلغت ما يربو عن 40% وهى نقطة رئيسية فى مستقبل دولة تغير جلدها وتعدل مسارها، وتريد أن تبدأ عهدا جديدا يعلم مواطنوها وبدقة ما هى القواعد التى يتم على أساسها توزيع ميزانية بلاد يقول البعض ويقسم بأغلظ الأيمان أنها المفروض بلدهم؟؟؟ وهل تحتمل البلاد تغير العقيدة القتالية للجندى المصرى – أشرف وأشجع أبناء الأرض - لتتحول من الفتك بالأعداء إلى غل وسحل وضرب وقتل باتجاه أبناء الوطن؟؟ إذا توصلنا إلى الإجابات الصحيحة لكل هذه الأسئلة أو معظمها على أسوأ تقدير.. فسنعلم حينها.. أن ما يحدث الآن من مطالبات ومظاهرات واعتصامات ليس أبدا من باب الترف ولا السفسطة ولا شيء من اللهو المذموم لشباب «ضايع ومش متربى وعايز يحرق البلد».. بل سنوقن – إذا كنا أصحاب بصيرة - بأن زوال حكم العسكر هو الجسر الذى سيحملنا إلى أرض العالم الثانى والأول.. وأن أى أحلام بمستقبل سعيد تتنافى تماما ونهائيا مع أن نُحكم كالعبيد.. وأننا لم نقم بالثورة لكى نخلع مبارك، ولكننا خلعنا مبارك لنقوم بالثورة الحقيقية على حكم فقد كل أركان شرعيته بعد أن مرّ على انقلاب يوليو العسكرى 59 خريفا – للمصادفة العسكر حددوا ميعادا للرئيس المدنى يأتى فى الذكرى الستين تماما. إن غاية العشق والوله للجيش الذى نمتلكه أن نقول له «قد آن أوان الرحيل».. وإنه لا خير فينا إذا لم نقلها لعسكرنا وشعبنا.. بل وننادى بأن يرددها الجميع الآن.. أو فليصمتوا إلى الأبد.