ما بين عمرو موسى وأحمد شفيق يقع معظم الأقباط فى حيرة وهم يختارون لمن يصوتون فى أول انتخابات تشهدها مصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، فالمسيحيون فى مصر -أو بالأحرى معظمهم- يميلون للمذكورين دون سواهما من المرشحين، بينما تتناثر حظوظ الباقين وبنسب ضئيلة مقارنة بالموجات القبطية المؤيدة لكل من شفيق وموسى، ويبدو الأمر وكأننا فى حاجة إلى قرعة هيكيلة من نوع خاص لاختيار الرئيس الأقرب لأصوات الأقباط. «سوف ننتخب أحمد شفيق لقدرته على التصدى للإخوان لأنهم يقصون الأقباط»، بهذا يقول رأفت صليب -رئيس أقباط المهجر بالولاياتالمتحدةالأمريكية- وتتضامن معه منظمتى «التضامن القبطي» و«منتدى الشرق الأوسط» فى تأييدهما لشفيق، صليب مبرراً: شفيق ليس إعادة انتاج لمبارك، فالفريق يتمتع بقوة شخصيته ولديه رغبة حقيقية فى الاصلاح. مايكل منير -رئيس منظمة «أقباط الولاياتالمتحدة»- يؤيد عمرو موسى، النشطاء أعلنوا أن تأييد مايكل لموسى غير مؤثر، لاعتبار الصداقة القائمة بينهما، ومايكل أراد الرد على «شريف دوس» -رئيس الهيئة العامة للأقباط- الذى أعلن تأييده لعبدالمنعم أبوالفتوح، ونشر «مايكل» على أحد المواقع القبطية «فضيحة.. شريف دوس يؤيد أبو الفتوح»، وقد استبعدت جميع المنظمات القبطية بكندا واستراليا تأييد أى مرشح إسلامي، واعتبروا التصويت لأى «إسلامي» خيانة لمصر، على حد تعبير «مدحت عويضة» - الناشط القبطى - مضيفاً ل «فيتو»: من المستحيل أن نسقط فى فخ «الإخوان» مرة ثانية، فقيام حزب على أساس دينى يمنعه القانون والدستور، هم يدعون أنهم يساندون الأقباط ويدعمون المواطنة، وهذا غير حقيقي. كميل صديق -وكيل المجلس الملى بالإسكندرية- يؤكد استحالة تأييد الأقباط للعوا، كميل موضحاً: العوا أدلى بحديث إلى قناة الجزيرة منذ عام ونصف العام، اتهم فيه الأقباط والكنيسة بحيازة أسلحة وطالب بتفتيش الكنائس، بعدها بأيام وقعت مذبحة القديسين التى راح ضحيتها 42 قبطياً، وكان حديثه تحريضياً، لذا لن ينتخب الأقباط العوا أو محمد مرسى. الأنباء باخوميوس -القائم بأعمال البابا- مؤكداً ل «فيتو»: نحن نقف على مسافة واحدة من جميع مرشحى الرئاسة، ولن نؤيد أى مرشح، فالانتخابات إرادة، ولكل قبطى رؤية فيمن يختار، واستطلاعات الرأى لا تمت للكنيسة بأى صلة من قريب أو بعيد، ونحن نصلى لخير مصر وأن يأتى رئيس حكيم وقوى لجميع المصريين. على ذات الدرب يسير الأنبا «أغاثون» -اسقف مغاغة والعدوة- مؤكداً أن الكنيسة لا تتدخل على الاطلاق فى دعم أى مرشح، والاختيار حر للأقباط. وفى شأن ذى صلة، فالأقباط بالصعيد يتندرون من محاولة الإخوان مغازلتهم، إذ قاموا بتقديم التهنئة للاقباط وهم يحتفلون بأعيادهم فى الكنائس والمنازل، لكن معظم الأقباط «الصعايدة» يفاضلون بين موسى وشفيق. الناشط والحقوقى القبطى «جرجس بشري» يرى أن أصوات الحركات القبطية الثورية لا تمثل سوى 01٪ من أصوات الكتلة القبطية فى الانتخابات الرئاسية، مشبهاً إياهم ب «الكتلة الصامتة» التى فضلت عدم انتخاب أى مرشح محسوب على التيار الإسلامي، مضيفاً: كما أن معظم أصوات الأقباط سوف تتجه نحو عمرو موسى ثم أحمد شفيق. مختلفاً معه يقول: مجدى صابر -عضو المكتب السياسى لاتحاد شباب ماسبيرو- إن الاتحاد سوف يدعم حمدين صباحى وخالد على وأبو العز الحريرى باعتبارهم مرشحى الميدان، وإذا لم يتم التوافق على أحدهم فسوف يدعم اتحاد شباب ماسبيرو «حمدين صباحي»، منسق التيار العلمانى بالكنيسة «كمال زاخر» يرى أنه لا وجود لما يسمى «الكتلة التصويتية للأقباط»، موضحاً أن التجربة السياسية خلال الانتخابات التشريعية اثبتت أن إعلان الأقباط عن مرشح لهم سوف يضر المرشح أكثر مما يفيده، وتحولت الانتخابات إلى حرب دعائية بين الكفار والمؤمنين، لذا لن يكون للمفكرين البارزين من الأقباط موقفاً صريحاً أو معلناً حول دعم مرشح رئاسى حتى لا يستخدمه الآخرون ضده، كما أن الحركات القبطية ترى أن وجود أكثر من مرشح محسوب على التيار الإسلامى يقلل من فرصة لعب الخطاب الدينى دوراً فى حسم الشارع، والشعب أصبح أكثر وعياً ونضجاً لاختيار من يدعمه، زاخر أعلن دعمه لعمرو موسي، مبرراً أنه لديه القدرة والإرادة على مواجهة التيارات الإسلامية وإعادة بناء الدولة. «لم يصل المفكرون ورموز الأقباط إلى قرار نهائى حتى الآن»، بهذا يقطع المفكر القبطى جمال أسعد، موضحاً أن أى حركة شبابية قبطية لا تمثل الأقباط، فالأقباط الحقيقيون داخل كنائسهم، أما فى الشارع فهم مصريون، مطالبهم تتمثل فى إقامة دولة مدنية ديمقراطية وتفعيل مبدأ المواطنة واحترام حقوق الإنسان، مضيفاً: ستكون أصوات الأقباط لعمرو موسى وأحمد شفيق وحمدين صباحي.