أعد الدكتور عادل عبد الغفار، عميد كلية الإعلام بجامعة بني سويف، أستاذ الإعلام والرأي العام بجامعة القاهرة، دراسة علمية حديثة استهدفت تقييم المعالجة الإعلامية لقضايا ذوي الإعاقة، واستخلاص رؤية مستقبلية لترشيد دور الإعلام المصرى في تناول قضايا ذوى الإعاقة. وأوضحت الدراسة أن قضايا ذوي الإعاقة تفرض نفسها بقوة في المجتمع المصرى بالنظر إلى نسبتهم الملحوظة من ناحية، إضافة إلى شيوع الأنماط الثقافية السلبية تجاه ذوي الإعاقة من ناحية أخرى، بما يخلق تحديات عديدة إزاء جهود دمجهم في المجتمع بصفة عامة، كما تتعدد أنماط الإساءة لذوي الإعاقة على مستوى الأسرة والمدرسة والمجتمع بما يؤثر سلبيًا على توافقهم الشخصي والاجتماعي. وخلصت الدراسة التحليلية التي شملت عينة من برامج التليفزيون والمضامين الدرامية المقدمة بالقنوات العامة والخاصة إلى ضعف تسليط الأضواء إعلاميًا على قضايا ذوى الإعاقة وهو الأمر الذي يزيد من إهمالهم وإساءة معاملتهم، كما تقدم العديد من المضامين التليفزيونية والأفلام السينمائية صورة نمطية لذوي الإعاقة يغلب عليها النمط السلبي، حيث يقدم ذو الإعاقة كشخص مثير للشفقة، مثير للفضول، مثير للضحك، عبء على الآخرين، كسول، مختلف عن غيره من بنى جنسه، غير قادر على المشاركة في الحياة اليومية. كما تصدر بعض المضامين الإعلامية الإيذاء للأشخاص ذوى الإعاقة عبر العديد من القصص الإخبارية والبرامج التليفزيونية، إضافة إلى ضعف جدية وسائل الإعلام في خلق ثقافة مجتمعية عصرية تساند حقوق ذوي الإعاقة وتتفهم احتياجاتهم، وتدعم دمجهم التعليمي والثقافي والمجتمعي. ويأتى ذلك خلافا لما نصت عليه اتفاقية الأممالمتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة 2006 في مادتها الثامنة والخاصة باتخاذ تدابير فورية لإذكاء الوعي المجتمعي بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، ومواجهة الصور النمطية السلبية والمتحيزة لهؤلاء الأشخاص، وتنظيم حملات إعلامية للتوعية بحقوقهم وتعزيز احترامهم في المجتمع، ونشر الصور الإيجابية لهم وتشجيع كفاءتهم وقدراتهم، وتنظيم برامج التدريب للتوعية بحقوق هؤلاء الأشخاص وقضاياهم.