رئيس حزب التجمع د. رفعت السعيد يشن هجوماً عنيفاً علي جماعة الإخوان، بإدلة وبراهين، إذ قضي خمسة عشر عاماً في دراسة التيارات الإسلامية، كاشفاً خطة الإخوان المسلمين للسيطرة علي السلطات الثلاث، التشريعية بمجلسيها الشعب والشوري، والقضائية والتنفيذية وتشكيل شباب الجماعة ميليشيات كبديل لوزارة الداخلية، تقوم بدور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولم يسلم المجلس العسكري من هجوم السعيد.. فإلي نص الحوار: كيف تقرأ المشهد الآن؟ - البارزان علي الساحة الآن المجلس العسكري والإخوان، كلاهما لا يفصح عن نواياه الحقيقية، وقد تحالف الأصدقاء العسكري والإخوان، وأفرزا ما نحن فيه الآن من فوضي، وبعد حصول الإخوان علي أغلبية البرلمان فهم يسعون لتنفيذ مخططهم في السيطرة علي السلطات الثلاث، ولديهم رغبة في الاطاحة بالجنزوري ليشكلوا حكومة ائتلافية، وقد بدأوا بتوزيع اللجان النوعية بمجلس الشعب علي أنفسهم، ثم يقولون بتشكيل لجنة تأسيسية لوضع الدستور هم أغلبيتها، لجنة شبه إخوانية، ثم يسعون للسيطرة علي السلطة القضائية، فيرفعون اصواتهم بكلمة «القضاء الناجز» واستعجال المحاكمات ، والقصاص ، وهذا تدخل سافر في أعمال القضاء، هذه «قلة أدب» فلا يوجد قاضي يسمح له بأن يقول له أحد «استعجل» فهو قاض وليس سباكاً وغني عن البيان استيلاء الإخوان علي السلطة التشريعية، واللافت أن الإخوان يقولون بأنهم عاكفون علي وضع قانون للسلطة القضائية، بزعم رفع العبء عن كاهل القضاء، فسوف يأتون في كل حي بشيخ من الإخوان، بلحية وجلبات ليأتي إليه المتنازعون ليقول لهم كلمة الشرع، وهو لا يعلم شيئاً عن الشرع، فالشرع لم يدخل في التفاصيل. هم يريدون الهيمنة علي وزارة الداخلية، بدأوه بشن هجوم شديد عليها، وشباب الإخوان سوف يشكلون لجاناً شعبية ومليشيات مسلحة لتكون بديلاً للداخلية، مستغلين حالة الانفلاب الأمني الحالية، تقوم هذه المليشيات بدور جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لن يتركوا فتاة غير محجبة في الشارع، وسوف يثيرون الذعر بين المواطنين، وما حدث في جامعة عين شمس خير دليل، فقد قام طلاب الإخوان بطرد نيللي كريم وفريق مسلسل «ذات» فملابس البنات كانت قصيرة، وكانت هذه هي «الموضة» في فترة السبعينيات التي يصورها المسلسل، الإخوان بلا عقل، فمن أين نأتي لهم بعقل؟! هل يرسخ الإخوان لقيام دولة دينية؟ - لا يوجد إمام عند أهل السنة، الامام المعصوم عند الشيعة ولديهم الدولة الدينية في إيران، وأهل السنة لديهم الخلافة، وأري أنه لا يوجد في الإسلام مبدأ الخلافة، ولا «الحكم بما أنزل الله» بل هناك شرع الله، وجاءت الخلافة من الخلاف بين علي ومعاوية، فمعاوية قال «لولا أني سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يقول يامعاوية إن حكمت فاعدل» فثبت لنفسه الحكم وأورثه ابنه يزيد، وأرسل يزيد جنوده إلي المدينةالمنورة ليفرض عليها بيعته بعد أن رفضوه واستباح جند يزيد المدينة وفضوا بكارة ألف بنت من بنات المدينة، وأباحها لجنده ثلاثة أيام، فقاموا بسبي النساء وسفك الدماء . هذه هي الدولة الدينية التي يريدها الإخوان ويتحدثون عنها الآن، يتحدثون عن الخلافة الإسلامية لمصر وللعالم، كان الأولون منهم يقولون للخليفة «ماشئت لا ماشاءت الاقدار.. فاحكم فأنت الواحد القهار.. فكأنما أنت النبي محمد.. وكأنما أنصارك الانصار». أما السلفيون فقد كان ظهورهم مفاجأة للجميع، لقد شكلوا أحزابا وهم «الوصيف» في البرلمان من أين جاء تنظيهم وتدريبهم وتمويلهم.. هذا يحتاج إلي معلومات. الإخوان يعملون لصالحهم وليس لمصلحة الوطن، لقد أنفقوا ملايين الجنيهات علي دعايتهم الانتخابية وحققوا الأغلبية في البرلمان، بالإضافة لاستخدامهم المساجد في الدعاية. وكيف ستواجه القوي السياسية ما يحدث؟ - يجب أن ندعو فوراً جميع القوي الوطنية والديمقراطية والليبرالية لنتوحد في دولة مدنية حديثة، تلتزم بالدستور والقانون الوضعي والعدل الاجتماعي وحقوق المواطنة المتكافئة التي تضمن المساواة بين المسلمين والأقباط، بين الرجل والمرأة، وبين الاغنياء والفقراء. يجب تحجيم «الاخوان». لقد عكفت خمسة عشر عاماً على لدراسة تاريخهم وأساليبهم في العمل، هم يظهرون عكس ما يبطنون، سوف يستغلون أغلبيتهم في الضغط علي المجلس العسكري الذي ارتكب أخطاء فادحة في ادارة البلاد سياسياً، وبعد احداث ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء وميدان التحرير، هذه الاحداث تؤرق المجلس العسكري الذي يتحدث الاخوان عن خروج آمن للعسكري، خروجهم سوف يكون مهيناً لا أحد يضمن خروجا آمنا لهم، خصوصا في فترة الانفلات الأمني الحالية التي تشبه حالة «الشدة المستنصرية» آنذاك كانت النساء تخشي الخروج من البيوت، فقد كان الرجال يذبحون النساء ويأكلون لحومهن، والمشكلة الآن أن الانفلات الأمني يقودنا الآن لما يشبه «الشدة المستنصرية». واليساريون -كقوة سياسية- ارتكبوا أخطاء فادحة، عندما اعتبروا أن عدوهم الرئيسي هو الرأسمالية وليس النظام والداخلية وتوحيد قوي اليسار صعب الآن، لكن يمكن تجميعهم لتوحيد اليسار في تحالف لبناء الدولة المدنية الحديثة وقوة ديمقراطية لمواجهة تشكل الدولة الدينية.