سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خصخصة الدراسات العليا أزمة جديدة تواجه الأطباء.. انعدام الشفافية في قبول الطلاب.. 15 ألف طبيب يتقدمون للتسجيل وقبول 5 آلاف فقط.. والنقابة تطالب بالشفافية في إعلان نتائج المقبولين
عقدت النقابة العامة للأطباء، اليوم، مؤتمرًا لمناقشة مشاكل الدراسات العليا بعنوان «خصخصة الدراسات العليا»، بدار الحكمة. وقال نقيب الأطباء الدكتور خيري عبد الدايم، إن العنصر الأساسي في تقديم الخدمة الطبية في مصر هو الطبيب الكفء، وأساس الكفاءة التعليم الطبي المستمر، مضيفًا أن ضرورة استكمال الأطباء للعملية التعليمية من خلال الدراسات العليا تأتي على خلفية أهمية حصوله على التدريب النظري والعملي، ولارتباطه الوثيق بحياة الإنسان، على عكس المهن الأخرى. وأضاف أنه من المفترض أن كل الأطباء العاملين بالصحة يتحولون من طبيب إلى متخصص، مشيرا إلى أن 40 % من الأطباء في طب الأسرة والباقي في التخصصات المختلفة، وهذا لن يحدث سوى عن طريق التسجيل للدراسات العليا، وتابع نقيب الأطباء أن مصر تعاني نقصا "فاحشا" في التخصصات الطبية المختلفة، ويجب على الدولة أن تدعم استمرار مسيرة تعليم الأطباء لرفع كفاءة الأطباء بشكل مستمر وسد العجز في التخصصات النادرة. وفجر نقيب الأطباء قضية مهمة وصفها بأنها ستؤدي إلى هدم التعليم الطبي في مصر، قائلا إن بعض الطلاب بعد حصولهم على مجموع 94% في الثانوية العامة، وعدم قدرتهم على الالتحاق بكليات الطب المختلفة يلجئون إلى التحايل والأبواب الخلفية للالتحاق بكلية الطب، حيث إنهم يلتحقون بكلية المعلومات بالجامعة الفرنسية وعن طريق بروتوكول موقع بين الجامعة وجامعة الإسكندرية يصبحون طلابا بكلية طب بجامعة الإسكندرية على الرغم من أن مجموع الالتحاق بالكلية هو 97.6%. وأردف نقيب الأطباء أن أحد الحلول لمشكلة الدراسات العليا هو تحديد احتياجات المستشفيات، ومن خلال المجلس الأعلى للجامعات يتم طرح الاحتياجات التي حصل عليها عن طريق المستشفيات ولا يتم قبول أعداد إضافية. وأكد الدكتور رشوان شعبان، الأمين العام المساعد للنقابة، أن ليس هناك خلاف بين المشاركين في الندوة على أن الدراسات عليا والتعليم الطبي في مصر بهما الكثير من المشاكل، وطالب بالشفافية في إعلان نتائج المقبولين في الدراسات العليا للجامعات حيث إنه من غير المعقول أن يتم قبول 5 أطباء فقط في قسم بكلية طب الأزهر بنات لهذا العام وفي جامعة أخرى يتم قبول طبيبين فقط بأحد الأقسام، فهذا غير معقول وهناك مئات الطبيبات مثلا بجامعة الأزهر بنات فقط. وحذر الدكتور رشوان من إهمال العدالة في توفير عناية وخدمة صحية للمواطنين، حيث إنه من العدالة أن يتم علاج المواطنين في جميع محافظات مصر على نفس المستوى ولا يصبح هناك فرق في المستوى بين محافظات الصعيد والقاهرة أو الإسكندرية، وأشار إلى أن التعليم الطبي في مصر أصبح فقط مصدرا لتصدير الأطباء إلى الخارج مع إهمال دور الأطباء في مصر. وقالت الدكتورة منى مينا، إن الهيئة الطبية السعودية ترفض الاعتراف بماجستير الساعات المعتمدة لكليات جامعة قناة السويس، وتجبر الأطباء على العمل مقابل نصف الأجر الذي يحصل عليه طبيب حاصل على الماجستير ليتساوى الحاصل على الماجستير بالطبيب الحاصل على البكالوريوس وانتقدت بروتوكولات التعاون بين الجامعات الخاصة والحكومية ليصبح للجامعات الخاصة الحق في إعطاء درجات علمية ليست جديرة بها للأطباء فقط لأنهم يسددون مصروفات تصل إلى 15000 جنيه مصري، مشيرة إلى أن النقابة أرسلت خطابات لتستفسر من خلالها عن صحة هذه المعلومات إلى جامعة بني سويف والمنوفية وبنها، كما أشارت إلى أن هناك أنباء عن توقيع جامعة عين شمس لبروتوكول مماثل مع جامعة مصر للعلوم الدولية، وهو ما يعد كارثة. وأرجع الدكتور محسن عزام، مقرر لجنة الشباب بالنقابة، سبب أزمة الدراسات العليا للأطباء إلى خصخصة التعليم الطبي في مصر والإرادة السياسية التي تهدف إلى تهجير شباب الأطباء ليصبحوا مصدرا للعملة، وتابع "أزمة الدراسات العليا للأطباء متراكمة من سنين، حيث يتقدم من 10 -15 ألف طبيب للدراسات العليا يتم قبول 5 آلاف فقط، فيلجأ آخرون لطرق ملتوية للحصول على الزمالات الأجنبية ومنها الماليزية أو الشهادات المزورة"، مختتما أن مشاكل الأطباء بخصوص الدراسات العليا ليست عشوائية وليست فوضوية لكن هي نتيجة إرادة سياسية تعمل على تهجير الأطباء.