* يوسف الشريف أعجبني في "الصياد" * يحيى الفخراني منجم الحب والمشاعر * لا أتابع برامج اكتشاف المواهب * السينما تتراجع منذ 15 عاما * على المصريين التكاتف ضد الإرهاب * لم أنتخب رئيسا في حياتي سوى السيسي * الشارع يمتلك "ترمومتر" لتحديد "الأوفياء" * الإعلام مطالب ب "المصداقية" * "الإخوان" مافيا حقيقية.. وباعوا أرض سيناء مجددا تدب روح السينما بداخلها، وتعود عيناها لترسم شعارا جديدا لها، بعد أن اختار القائمون على مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته ال36 عينيها شعارا لدورة المهرجان. هنا فقط عاد الزمن بسنوات الجميلة، وتملك نجمة "الخريف والسمان" شبابا جعلها مفعمة بالأمل، جعلها ترسم التقدم للسينما المصرية وحفر الأمن والحرية على اسم مصر. إنها النجمة الكبيرة نادية لطفي أو بولا محمد شفيق، صاحبة "النظارة السوداء" وروح "الخريف والسمان"، وطعم الأنوثة في "بين القصرين". بداية.. ماذا يعني لكِ تكريمك في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟ تكريمي بالمهرجان هذا العام له أبعاد عدة، أولها أنه مهرجان دولي كبير له موقعه ضمن المهرجانات العالمية وله مردوده الثقافي والفني والدبلوماسي، كما أنني أعتز بالمهرجان خاصة أنني حضرت أولى دوراته مع مؤسسة كمال الملاخ، إضافة إلى تمثيلي "مصر" في هذه الدورة، فأنا المكرمة المصرية الوحيدة ضمن المكرمين الدوليين وسأتسلم جائزة نجيب محفوظ. ما رأيك في اختيار صورتك على شعار الدورة الحالية؟ سعدت جدا بتلك الخطوة، واختيارهم لتلك النظرة والصورة شعارا للمهرجان كان تكريما ثانيا لي. ما السر وراء حماسك لهذه الدورة تحديدا؟ لأن هذه الدورة تحديدا تحدث في ظروف استثنائية وصعبة، حيث تواجه مصر الإرهاب، والمهرجان هو واجهة مصر للعالم ودليل على قوتها في مواجهة كل ما يحدث، كذلك المهرجان ألغي العام الماضي ومن الضروري أن يقام هذه السنة، كما ستشهد هذه الدورة تطويرا كبيرا خاصة الاستعانة بالشباب ممن لهم رؤية، وأعجبني بشدة اختيار القلعة للافتتاح والأهرامات لختام المهرجان. ألا ترين أن تكريمك بالمهرجان تأخر قليلا؟ لقد كرمت في عدة مهرجانات، إضافة إلى أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي كرمني عام 1983، لكن حتى لو لم أكرم به قبل ذلك فكل شيء له موعد محدد في الحياة. ما سبب اختفائك إعلاميا؟ أتواجد في المناسبات الفنية التي أهتم بها، أما المقابلات الإعلامية لابد أن تكون هناك مناسبة قوية أو حدث مهم عني حتى أجري مقابلات صحفية، لكن بخلاف ذلك عماذا سأُحَدِّث جمهوري؟! هل من الممكن أن يشاهدك الجمهور في عمل فني قريبا؟ جلست 15 عاما في منزلي أفكر في حال السينما وأستعرض خطها البياني، متمنية أن يصعد فكريا وهذا ما لم يتحقق، لذلك يستحيل علىَّ الآن أن أتنازل عن مبادئي. حدثينا عن الراحلة مريم فخر الدين؟ مريم كانت زميلتي في المدرسة الألمانية، وكانت نجمة متألقة تمتلك نوعا من الجمال المميز الذي جعلها تجسد أدوارا بعينها تميزت فيها وتفردت بها عن غيرها من فنانات جيلها، وعملت معها في فيلم واحد فقط ولكن العلاقات الإنسانية ليست لها علاقة بالعمل. لماذا كانت أغلب أفلامك مطبوعة بالدراما رغم أنك تمتلكين روح الفكاهة بقوة؟ تعودت حتى في عز الكوارث أن أتذكر النكات وأن أمزح، وقدمت أدوارا في أعمال خفيفة مثل فيلم "السادة الرجال"، لكن كان من المستحيل أن أقدم دورا به "كوميديا الفالس"، ضحك للضحك، وأغلب فناني الدراما يسيرون على نفس المنوال. ما رأيك في نجمات الفن الآن؟ تضحك.. كيف أكون خصما وحكما في نفس الوقت؟.. فالفنان يصعب عليه تقييم زملائه، إضافة إلى أن هذا دور النقاد والجمهور، ورأيي أنه طالما الجمهور أعطاهم جواز المرور إلى الشاشة فهذه قيمة وسبب كافٍ، كما أن هناك أعمالا جيدة تعلي من شأن الفنان، وهناك عمل يأخذه إلى القاع، والأزمة الحقيقية في النص لأنه الموصل الجيد لذلك. ما الخلل في النصوص الفنية الآن؟ الموضوعات الفكرية التي يتم تناولها حاليا ليست على المستوى المطلوب، وبالتالي غياب النصوص الجيدة إحدى أزمات السينما منذ فترة. هل كان السبب وراء تمييز الأفلام في فترة منتصف الخمسينيات والستينيات أنها مأخوذة من أعمال أدبية؟ لم تكن كل الأعمال في تلك الفترة مأخوذة عن أعمال أدبية، لكن كان الكتاب يقدمون أعمالا مميزة تتضح فيها الفكرة والحوار، فمثلا هل يستطيع أحد نسيان الأغنية التي جمعت بين ليلى مراد ونجيب الريحاني في فيلم "غزل البنات" رغم أن العمل شديد البساطة والكوميديا؟ مَن الفنانون الذين ينالون إعجابك حاليا؟ على مستوى السينما لست متابعة جيدة، أما الدراما فقد أعجبني مسلسل الصياد وبطل العمل يوسف الشريف، لأنه يجيد اختيار أعماله التي يقدمها، إضافة إلى أن العمل ذو تكنيك سينمائي، إضافة إلى النجم محمود عبد العزيز ويحيى الفخراني منجم الحب والمشاعر. ما رأيك في برامج اكتشاف المواهب الفنية؟ لا أتابعها، عادة تشغلني متابعة ما يحدث بمصر، ولكن تلك البرامج مهمة وكانت دائما المجلات الفنية في الخمسينيات تقيم مسابقات لاختيار الوجوه الجديدة، وأذكر أنني شاركت في أحد البرامج التليفزيونية في الثمانينيات لاكتشاف المواهب، وكانت لجنة التحكيم مكونة من صحفيين وأدباء. ما الفرق بين صناعة السينما الآن وفي الماضي؟ حال السينما كحال أي صناعة، فكل الصناعات في مصر انهارت وانكمشت، ولذلك فمن الطبيعي أن تعاني صناعة السينما. لماذا يغلب عليك عدم التفاؤل؟ على العكس أعشق التفاؤل وأرى أن هناك نهضة شاملة ستتحقق بمصر، لكن إذا كان الفساد والتخريب استمرا لمدة 40 عاما، ألا يحتاجان منا النهوض 10 سنوات؟ كيف ترين الحالة السياسية التي تمر بها مصر؟ الحمد لله انتهت الغفلة وأصبحت الحقائق واضحة للطفل الصغير قبل الشيخ الكبير، نحن نعيش حربا جماعية ضد الاستيلاء على الوطن، وهنا لا أتحدث عن السياسة لكن عن الأرض التي يريد الاستعمار الجديد فرض هيمنته عليها، ففي عهد الإخوان لم نكن ندرك أهداف الجماعة الإرهابية التي باعت أرض سيناء وقبضوا ثمنها وأوهمتنا أنهم مرتبطون بالإسلام وهم عبارة عن مافيا حقيقية. هل شاركت في الانتخابات التي أسفرت عن فوز الإخوان برئاسة مصر؟ لم أنتخب رئيسا في حياتي سوى الرئيس عبد الفتاح السيسي، لأنني منذ 30 يونيو وجدت أنه رجل فنان صاحب رؤية وحلم وشرف ومفعم بالوطنية والحسم. هل تتفقين مع الأصوات التي تشبهه بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر؟ كل منا له بصمته الخاصة.. كما أننى بطبعي لا أحب التشبيه والمقارنة، خاصة أن لكل مرحلة ظروفها لذا لا يجوز أن نصنع مقارنة بين شخصين عايشا فترة مختلفة من التاريخ، ويفصل بينهما ما يقرب من 60 عاما، لكن نتفق أن الرئيس الراحل عبد الناصر والرئيس عبد الفتاح السيسي كلاهما أحب مصر بصدق. وما تقييمك للأداء الإعلامي؟ كل إعلامي له موهبته ورؤيته، لكن الشارع المصري البسيط لديه "ترمومتر" يستطيع من خلاله أن يحلل ويكون رؤية وطنية خالصة، وكذا يستطيعون فرز الصالح من الطالح ومعرفة "مين اللي قلبه على بلده". ما المطلوب من الإعلام؟ على المصريين جميعا، أن يتكاتفوا سويا من أجل حماية الوطن ضد الإرهاب، وعلى الإعلام تبسيط المعلومة وتحري المصداقية حتى تصل الحقيقة للجميع. التحرش الجنسي تفشى في المجتمع خلال السنوات الأخيرة، كيف لنا القضاء على تلك الظاهرة؟ أذكر أنني في بداية التسعينيات، عندما وقع حادث التحرش بفتاة العتبة ذهبت برفقة الفنانة أمينة رزق إلى منزلها وتحدثنا معها، كما شاركت في ندوة نظمتها نقابة الصحفيين حول ظاهرة التحرش، شارك فيها أيضا الفنان محمود ياسين وجورج سيدهم وعدد من الإعلاميين، وتحدثنا عن تلك الظاهرة وخطورتها على المجتمع، وكنا متخوفين من انتشار تلك الظاهرة التي كانت في البداية حالة مرضية لا يمارسها الأسوياء، لأنه لا يوجد عاقل يقوم بذلك، وأرى أن الدولة تواجه نوعا من الإذلال عن طريق التحرش بفتياتها، الأمر الذي يتوازى مع إرهاب المجتمع بزرع قنبلة في الشارع مثلا، فكلاهما يهدم مصر، الأول يهدم بنيان السيدة المصرية الشامخة والثاني يريد هدم الدولة كلها. في رأيك.. لم تتخل الدولة عن بعض الفنانين ممن تعرضوا لأزمات مالية في نهاية حياتهم؟ الدولة يقع على كاهلها العديد من المسئوليات وهناك المهم ثم الأهم، وللأمانة الدولة تتدخل في الحالات الضرورية من خلال المستشفيات العسكرية، وكذا تتحمل النقابات جزءا من العلاج رغم قلة مواردها.