جلسنا نتدارس الوضع كأسرة مصرية تحاول جاهدة أن تضع علامة صح أمام الرئيس الصح خاصة أن أحد شيوخ الدولة المعتدلين قال إن منح الصوت لمن لا يستحق يعد شهادة زور وأنا لن أحدثكم عن عقاب شاهد الزور فقد يسحبه الثعبان الأقرع من رموشه إلى حيث باب جهنم الأصغر ومن هناك يستقل واحدة من عربات قطار جهنم إضافة إلي عمليات سحل وجر وتقطيع وتمزيق للجسد .. المهم انه قد أصبح لزاما علينا أن نتدارس الوضع.. أم العيال من رأيها أن أحمد شفيق هو المرشح الذى يجب أن نسانده فهو حاسم وحازم ولا يخجل من تاريخه إضافة إلى أن شعاره « أفعال لا أقوال» والحقيقة أن الرجل طوال رحلته مع الرئاسة وهو يقول « أفعال لا أقوال» .. اكرر يقول .. يقول ويقول .. إذن الرجل جاد فيما يقول وقوله أكثر من فعله لأنه لم يعد رئيسا حتى الآن أما لو اخترناه فإنه لن يقول « أفعال لا أقوال» وإنما سيفعل أفعالاً لا أقوالاً. الحق أقول إنني لظروف تاريخية مع أم الأولاد ولغرض ما في نفس يعقوب شوهت اقتراح الزوجة رغم انه يتوافق مع هوي كثيرين من أبناء وطنى غير أني وجدتها فرصة وحاولت بشكل غير مباشر خشية من التهلكة أن اذكر أبنائي أن شفيق واحد فلول رغم أني لا اعرف معنى لكلمة فلول إلا ذلك المعنى الذي قاله لى مفكرنا الكبير السيد ياسين « هى كلمة فلكلورية لا معني لها» وانطلاقا من الفلكلور راق للأبناء أن يسيروا ورائي بحكم أنهم يكرهون الفلكلور وبالتالي يبغضون الفلول. قال قائل من الأسرة, اذن ليس أمامنا إلا اختيار واحد مننا .. اختيار حمدين صباحي وبدأ القائل بحمدين يصفه بأنه واحد مننا أي أن الآخرين أجانب وواحد مننا تعنى انه بضاعة محلية الصنع وليس (صينياً) وتعني أيضا أن المجارى عندما تضرب فإنه سيكون أول من يتنسم عليلها وان البوتاجاز لو غاب فإنه سيكون أنبوبتنا وسوف يكون فتوة الحارة الذى يذود عن الغلابة فى مواجهة بلبل سنجة وزكي قدرة وأضاف المنادى بحمدين أن الرجل اعترف انه لا يمتلك سوي سبعة آلاف جنيه يا حبة عينى حوشهم من العمل فى الترحيلة باعتباره ناصرياً قديما. كاد المطالب بحمدين رئيسا يفوز فى السباق حيث انه عندما تحدث عن ثروة حمدين « اتخنق بالدموع « وسقطت منه دمعة تشبه إلى حد كبير دمعة حمدين الجلسرينية أمام ريم ماجد وهنا تدخلت مطالبا الأسرة بالتروى فنحن بحاجة إلى رئيس شبعان من بيته خصوصا أن الذى كان يحكمنا من قبل المدعو حسني مبارك كان فقيرا وينتمى إلى أسرة فقيرة فماذا فعل فينا ؟ .. عند هذا السؤال بدأت الأسرة من نقطة الصفر تبحث عن رئيس من « اتناشر» مرشحا وهنا تدخلت ابنتي الصغيرة وقالت إذن ليس لها إلا خالد على فهو من الميدان وذلك بعد أن اعتبرت طفلتي أن الميدان ختم النسر الجديد الذى يجب أن يكون قد ختم به الرئيس القادم حتى لو كان عسكري المرور الذى تواجد بحكم الصدفة في جدول إشارات مرور القاهرة. وقالت صغيرتى إن خالد لسانه بلسم ويعرف جيدا كيف يصيغ خطابه فلا هو بالغ في بساطته ولا هو توحش فى مغالاته وقبل أن تسترسل فيما تقول أخبرتها بأنني بصفتي صحفيا اعرف دبة النملة فإن من تروجين له لا يصدق انه سينافس وإنما خاض الانتخابات هذه المرة لكى يفوز فى المرة القادمة أي أن دخوله هذه المرة مجرد دورة تدريبية ودية مثل الدورات التي يشارك فيها المنتخب الوطني قبل البطولات الكبرى .. اتفقنا جميعا على ألا نهدر أصواتنا في دورة تدريبية وعدنا إلى حيث بدأنا. قالوا في نفس واحد: إذن هو .. عبد المنعم أبو الفتوح فهو رجل واعد وواع ولديه رؤية متحررة ويختلف عن جماعة الإخوان والأحرى أن نختاره نكاية فى الإخوان .. وقال احدهم: عبد المنعم أبو الفتوح ليبرالى حتى النخاع وحملته الانتخابية من الشباب ويكفي أن مديرة حملته لا ترتدى الحجاب والرجل يفخر بذلك. قبل أن يستطرد فيما يزين به ما هو غير حقيقى قلت له مقاطعا: « كل إناء ينضح بما فيه» وإناء أبو الفتوح اخوانى حتى النخاع بل هو اخطر منهم ويكفي أن من شهد له قال عنه إنه صاحب الفضل في إحياء جماعة الإخوان فى بعثها الثانى والخلاف بينه وبين الجماعة إنما هو خلاف على قيادة أو على من يقود وأبو الفتوح ليس ليبراليا واخطر ما فيه انه جاء بمديرة لحملته غير محجبة لأن ذلك يحمل مضامين خطيرة في بؤرة تفكير الرجل لا يجب أن ننخدع فيها. يبدو أن أسرتي يمكننى السيطرة عليها بسهولة فهى حديثة عهد بمسائل السياسة وألاعيبها .. قاطعني ابني وهو يقول: إذن علينا بالتركيز علي البرامج وفى هذه الحالة علينا اختيار الدكتور محمد مرسى صاحب برنامج النهضة إرادة شعب وهو رجل مستقيم ويشهد له جيرانه بالبساطة والهدوء ويكفى انه بكى أمام أخينا عمرو الليثى عندما علم منه ما نشرته جريدة( فيتو) حول مصرع طفل شرقاوى تحت عجلات إحدى سيارات حملته .. وأضاف انه رجل طيب ووديع وشكله « مخضوض « وتعلو وجهه صفرة الخائف من شيء ما. قلت لهم: مصر بحاجة إلى رجل قوي صاحب قرار ولن أقول لكم شيئا حول مرسى ولكن يكفى انه سطا على برنامج النهضة « بتاع صاحبه » خيرت الشاطر .. ألم يكن برنامج النهضة هو برنامج الأخ خيرت ؟ ثم هل ترغبون في انتخاب رجل يذكرنا بعصر مبارك عندما وزعت حملته الزيت والسكر والصابون؟ ثم إنه قال مع رفاقه إنه مرشح السماء أي انه منزل .. حاجة كده زى الأنبياء زى أخيه خيرت عندما قالوا إنه مثل يوسف خرج من السجن ليحكم مصر..وقبل أن أكمل ما كنت أتحدث عنه قاطعنى ابنى قائلا: « خلاص والله لو مفيش غيره» سأنتخب الفراغ. مع إضافة بعض من الحلويات على ترابيزة الاجتماع الأسري بدأت النفوس تهدأ وهنا قال واحد منهم .. هو الأفضل والأكثر حنكة ولديه خبرات وتعاملات دولية ومحلية وصاحب كاريزما وواحد ممن كان يكرههم مبارك ويا دوبك معاه خمسة ملايين دولار مكافأة نهاية الخدمة في جامعة الدول العربية .. هو عمرو موسى .. هنا عقدت كفى يدي على صدري وأنا أقول: ولكن يا ولاد الأستاذ ما بيحبوش .. فقالوا أستاذ مين؟ .. قلت : هذا عيب الجهلاء من أمثالكم فمصر ليس فيها إلا أستاذ واحد اسمه محمد حسنين هيكل, هو الأستاذ من أيام عبد الناصر وحتى يأذن الله ويرحل وربما لا يجدوا أستاذا غيره فيخلو اللقب بغيابه ويصبح ممنوعا من التداول .. قالوا وهل التصويت لواحد لا يحبه الأستاذ حرام شرعا .. قلت انقسم أئمة الناصرية فمنهم من قال بكراهيته ومنهم من قال بحرمانيته ومنهم من قال بجواز ذلك والله اعلم. وقبل أن أكمل عادت الزوجة تطل برأسها محتمية بالأولاد وقالت: خلاص مفيش غير هشام البسطاويسى .. هنا انبريت قائلا لها: كيف ننتخب رجلا لم يستطع أن يزور إلا ثلاث محافظات؟ .. رجل أعلن انه سيستلف مندوبين من مرشح ضده .. رجل كل ما أنفقه 160 ألف جنيه كانت أسرته أولى بها؟ .. كيف ننتخب رجلا غلبانا مثلنا؟ .. يا ستى نحن بحاجة إلى رئيس قوى وغنى ولا يشعر بالاضطهاد وقبل أن تكمل كلامها قلت لها ولا سليم العوا ينفع .. رجل كل يوم بكلام إضافة إلى أن سيادته يساند الإخوان طوال عمره وفى النهاية باعوه .. هل تطلبين منى أن اشترى من باعه أصدقاؤه ؟ .. مستحيل لن ننتخب واحدا تياره باعه ولماذا نشترى بأغلى لما ممكن نشترى بأقل!! طفلتي الصغيرة قالت مرة أخرى: ادعوك يا أبى أن تفكر جديا فى أن نختار عبد الله الاشعل .. لم اترك لها مساحة للكلام وقلت لها إن الرجل لم ينزل المعركة من اجل الفوز .. لقد أعلن انه نازل المعركة من اجل إسقاط عمرو موسى فهل تريدين من أسرة متوسطة ومحترمة مثلنا أن تنتخب راجل جاى يضيع وقتنا .. كيف ننتخب واحدا هو أول من أعلن انه لن ينتخب نفسه؟ وقفت خطيبا في العائلة قائلا بأعلى صوت .. الأخ أبو العز الحريري صادق مع نفسه ولكنه لن ينجح وبالتالي فإننا لن نمنحه أصوات العائلة أما الأخوان حسام خير الله ومحمود حسام فإنهما يرغبان في تمثيل مشرف وبالتالي لن نهدر أصوات عائلتنا فيما لا ينفع. قال الجميع فى نفس واحد: طالما أن الحال على هذا النحو فإننا سنمتنع عن التصويت احتجاجا على مستوى أداء المرشحين, فقلت لهم وهنا مكمن الخطر والخطأ لأن هناك جماعات تنتظر الفرصة المواتية لكي تختطف الكرسي كما اختطفت كراسي البرلمان والشورى وكراسي باعة الشاي فى الميدان ولا ينقصها سوي كرسي الرئيس لكي تقود البلاد إلى حافة المقطم خاصة أنهم من سكانه. قال ابني: إذن علينا أن نذهب إلى اللجان ونسود بطاقتنا لأكثر من مرشح وبالتالي نبطل أصواتنا فلا يستفيد منها احد .. قلت وهذا ما تخطط له جماعات أخرى, وأردفت قائلا: لابد أن يصل صوتنا إلى ما هو ابعد من انتخابات الرئاسة .. لابد وان نستهدف تكوين رأي عام حول ما نؤمن به وما نعتقد فيه وهذا لن يتأتى إلا بتنفيذ خطة غير عادية. قلت: سنذهب كلنا إلي اللجنة الانتخابية وسنختار جميعا شخصا واحدا هو أبو رامي الكبابجي وقبل أن أكمل قاطعوني جميعا وهل هناك مرشح اسمه أبو رامي الكبابجي؟! قلت لهم بالطبع لا ولكني أحكى لكم حكايته. قلت هل شاهدتم فيلم الإرهاب والكباب ودون أن انتظر إجابة أكملت ما أقول: « فى عقدة الفيلم رضخت سلطة الدولة لمن كانت تظنه إرهابيا وخاطبه وزير الداخلية ماذا تريد؟ .. ساعتها عاد بطل الفيلم عادل إمام وسأل الناس .. ناس مصر ماذا تريدون ؟ ولأن هذا السؤال كان غريبا عليهم ولأن أحدا لم يسأل المصريين عما يريدونه فقد طلبوا من البطل أن يفرض على الدولة أن تأتى لهم بالكباب, أردفت قائلا : هذا الكباب في فيلم الإرهاب والكباب كان من محلات أبو رامي الكبابجي .. ولأن أبو رامي هو من حقق رغبة المصريين في الإجابة على أول طلب يطلبونه في حياتهم فعلينا تكريما له انتخابه رئيسا. ذكرني ابني بما أهم من ذلك كله, فهو لم يحصل على بطاقة الرقم القومي بعد وابنتي الصغرى عمرها عشر سنوات وزوجتي ليست من هواة الإدلاء بأصواتهن علي اعتبار أن صوت المرأة عورة وأنا شخصيا فقدت بطاقتي ورخصتي وكارنيه النقابة منذ عام تقريبا!!