الثامنة صباح الأربعاء 23 مايو 2012 كانت لحظة إنتظرتها مصر منذ بداية تاريخها الذي يمتد لأكثر من سبعة آلاف سنة لم تشهد هذا العرس الذي زينه الشهداء بدمائهم الزكية. كم تمنينا وكم حلمنا بأن ننتخب رئيسنا من بين أكثر من مرشح كم كانت هناك جماعات وأحزاب وأفراد يعملون في السر والعلن من أجل هذا اليوم وها هي الأماني والأحلام أصبحت حقيقة تجسدت خلال يومين خرجنا فيهما لنختار بمنتهي الديمقراطية من نراه أهلاً لتولي المسئولية الأمر ليس شرف أو ترف بل تكليف ومسئولية. وإنطبقت الشروط علي13مرشحا كل يأمل أن ينالها وخلال ساعات سوف تعلن النتائج ولن تكون مفاجاة فالأمر أصبح محصوراً بين أربعة مرشحين هم الأستاذ محمد مرسي والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والأستاذ حمدين صباحي والفريق أحمد شفيق ويطل من بعيد كخامس السيد عمرو موسي ورغم متابعتي للإنتخابات لحظة بلحظة إلا أنني لا أستطيع أن أجزم إلا بأننا أمام إعادة ولا أستطيع أن أسمي المرشحين. ولكن جماعة الإخوان بذلت جهوداً مضنية من أجل السيد محمد مرسي بحماس شديد فقد رأيت بعيني أطباء ومهندسين ينقلون بسياراتهم المرشحين إلى اللجان. كنت قد نوهت منذ فترة أن الريف المصري متروك تماماً لجماعة الإخوان. أمس تجولت ورأيت الإخوان يداً واحدة أطفالهم وأبنائهم ونسائهم يجوبون أنحاء القري يبحثون عن الجيران ويطرقون الأبواب يقفون جماعات متفرقة في الشوارع المؤدية للجان. أحدهم أجري عملية خطيرة وكان طريح الفراش يتلقي العلاج إذا بي أراه يركب سيارته ويذهب هنا وهناك يحضر الأفراد إلى اللجان كتبت من قبل عند إنتخابات مجلس الشعب. إنهم يسيطرون علي كبار السن والفلاحين وربات البيوت وتكرر المشهد بل أنك تجد ملامح تاييد لهم من قبل موظفي اللجان وهي أمور وملاحظات تشعر بها ولايمكن ذكرها أجد الإخوان يتصرفون بإصرار علي النجاح ويأخذون الأمور بجدية بل أعلي قليلاً من الجدية. أما الدكتور أبو الفتوح فله أيضاً شعبيته وفي الأقاليم هم لديهم ثقة غريبة وقد همس في أذني أكثر من مندوب من حملة الدكتور أبو الفتوح بأن أصحاب السيارات الذين ينقلون الناخبين من أجل الأستاذ مرسي لا يعلمون أنهم يدخلون ويعطون الصوت لأبو الفتوح. وحتي لايلتبس الأمر عليكم أعزائي أوضح أنني بعد جولة بعدد من القري أكتب لكم الإنطباع والسيارات تنقل من العزب التابعة للقري وأيضاً من أطرافها خصوصاً المسنين. وهناك طرف ثالث له الكثير من المؤيدين ألا وهو الفريق شفيق حيث يتواجد من يقدمون أنفسهم علي أنهم حباً في الرجل ونكاية في الإخوان والسلفيين وقفوا مع الفريق شفيق رغم أن الحملة التي نجحت تماماً في إعطاء نظرة سيئة لكل من يؤيد الفريق بإعتباره أحد الفلول .. إن الصورة التي تعطي للرجل سوداء جداً والبعض يصوره أنه سبب المآسي التي نعاني منها كلها لذلك من ينادي بالفريق شفيق كأنه يمشي علي الأشواك. وخلال وجودي خارج بعض اللجان لا أجد أحداً ممن أنتخب الفريق يعلن أنه أعطي صوته له والمفاجأة أن العدد كبير ولكنهم لا يعلنون. نأتي إلى عفوا مانسميه الحصان الأسود في معركة الرئاسة وما ينعته البعض بالقادم إلى كرسي الرئاسة من الخطوط الخلفية وهو الأستاذ حمدين صباحي أقرأ إستطلاعات وأخبار وتكهنات تضعه في المقدمة بعد الساعات الأولي من الإنتخاب ولكنني للحقيقة لم ألمس ذلك أمام اللجان نعم الرجل لا خلاف عليه ولكن في النهاية لايمكن أن ينتخبه الإخوان ولا يمكن أن يحظي بدعم السلفيين ومن المستحيل أن ينال أصوات مؤيدو الحزب الوطني المنحل وبقايا النظام السابق وهم كثيرون. النظام السابق لم يحاكم منه سوي عدد قليل جداً وقد كان حزباً به الملايين من الأعضاء منتشرين في ربوع مصر ومعظمهم مع الفريق لدرجة أن إبني يسألني اليوم من هم الأكثرية هل الحزب الوطني المنحل أم جماعة الإخوان فلقد فهم الطفل وأدرك أن النظام المستمر في الحكم ثلاثين عاما له بقايا وله مؤيدين ومتعاطفين ولولا ترشح الفريق شفيق ما عادوا للوقوف أمام اللجان لقد قضت الثورة عليهم وكانوا يجلسون في بيوتهم بلا أنياب ووجود مرشح لهم هي فرصتهم الوحيدة لإثبات الذات ولقد فهمت جماعة الإخوان هذا الأمر فكانوا يقولون لمن لايريد أن ينتخب الأستاذ محمد مرسي : إنتخب أي مرشح آخر إلا شفيق. والحقيقة أن حملات المنافسين جميعهم إتفقت علي هذه النقطة لا للفلول أي : لا تنتخبوا عمرو موسي أو أحمد شفيق. قلت لبعض أعضاء جماعة الإخوان : لماذا لم تدعم الجماعة إبنها أبو الفتوح ولم تسمي مرشح لها ؟ .. قالوا لقد إنشق علي رأي شوري الجماعة وهو أمر غير مقبول تماما ويقولون هل تنتخب فرد لديه عدة أفكار قد تصيب وقد تفشل وتترك مشروع نهضة شارك في وضعه علماء علي مدي سنوات وتساعده جماعة بكوادرها وفكرها وإمكانياتها والحقيقة أن رأيهم فيه كثير من الموضوعية. ولكن علينا أن نقبل النتائج مهما كانت فالأمور هادئة الآن لأن الأربعة الكبار كل منهم يعتقد أنه الفائز والغليان داخلي ولايظهر إلا بإعلان النتائج وقتها سنجد 12 مرشح يؤكدون أنها إنتخابات مزورة وباطلة وهم من يثنون عليها حتي الآن لذلك أتمني ألا ننجرف وراء دعوات البعض بالخروج في حالة فشل مرشحهم في الوصول للسلطة والجلوس علي كرسي الحكم لأن مصر ليست صغيرة إلى هذه الدرجة وعلينا قبول النتائج مهما كانت وفق الله الجميع لما فيه خير مصر.