زمان ونحن كنا أطفالًا كان هناك دائمًا بيننا الطفل الذي يلعب مع الطاير.. أي الذي يكون زائدًا على العدد ولا مكان له بأحد الفريقين فنريد الخلاص منه فنقول له العب مع الفريق الذي يمتلك الكرة أو العب مع الطائر أو الربحان دائمًا وغالبًا يكون هذا الطفل منعدم الموهبة أو بالبلدى مالهوش فيها !! ولكنه، بلغة عصرنا الفيس بوكى... يريد أن يرشق في أي مصلحة والسلام ! ولأننا كمصريين مغرمين جدًا بالقديم ونعيش في نوستالجيا دائمة وحنين لا ينقطع بالماضى والتراث وكل شىء فعله أسلافنا حتى وإن كان سيئا، تجد ظاهرة إخوانا النظامجية متأصلة منذ الاحتلال الإنجليزى الذي كان له من يدافع عنه أيضا وباسم الوطن ! هؤلاء ليسوا الدولجية كما يطلق عليهم في صفحات التواصل الاجتماعى، هم عبيد أي نظام وخدام أي سيد، تجدهم راشقون دائمًا في أي مصلحة ومتمسحون برائحة الحاكم، أي حاكم، فلو حكمنا غدا رئيس مناقض تمامًا لتوجهات المشير السيسي لوجدت هؤلاء أبناءً للرئيس الجديد ولو انقلب هذا الرئيس على سياسات الرئيس الحالى لوجدتهم أول المبررين وأشد المصفقين للجديد والمتنصلين واللائمين للسابق حتى وإن كانوا معه بالأمس القريب يسبحون بحمده وينزهونه عن أي خطأ بشرى ! ظاهرة النظامجية قديمة بقدم وجود المنافقين على الأرض ولكنها تزداد دوما مع غياب الدولة التي يتمسحون بها وبالحفاظ على كيانها ولذا يطلق عليهم البعض لقب ( دولجية ) بالخطأ، فالدولة في أبسط مفهوم لغوى أو اصطلاحى أو دلالى لها تعنى تدوال السلطة بين المواطنين المكونين لكيان تلك الدولة، وتعنى تساوى الجميع في الحقوق والواجبات وتساوى فرص الحياة والعمل. بين كل مواطنيها دون أي اعتبار للدين أو الجنس أو اللون أو القبيلة أو العائلة أو ذوى الثروة والنفوذ، ولا يعنى تداول السلطة فقط تغيير رأس الحكومة أو رئيس الدولة، بل تبادل السياسات والأفكار والنظم الحاكمة... بذمتك هل تعرف في منطقتنا العربية القبلية الموبوءة أي تشابه من قريب أو بعيد بشىء أو كيان يمكن أن تسميه دولة! إذًا يا عزيزى النظامجي المنافق الأفاق المُزين للسوء وحامل طبول التهجيص ومباخر النافق ويسرى في دمك جينات النفاق والتملق والتوسل والتمسح بأعتاب النظام القائم طمعًا في مغنمة ولو كانت حقيرة وزلفى للحاكم الذي لا يراك ولا يعطى لك أي اعتبار، أو هدفك الاحتماء أمنيًا في زمن الجميع يخاف فيه، مهلا على نفسك وعلينا، هل تريد منا أن نصفق ونخلط الأمور ونهلل لأى قرار يصدر من رأس الدولة أو رئيس وزرائه... خلاص يا عم استرح واقرأ الآتى.... مصر في حالة مزهرة والفقر لم يعد له وجود والأسعار في متناول المواطن معدوم الدخل وكل مطالب الشباب الذي خرج في ثورتى يناير 2011 ويونيو2013 قد تحققت، فالحريات يصل صوتها لتمثال الحرية في نيويورك ولبرج إيفل في فرنسا ! بل يتحسرون هناك على حالهم المزرى وحرياتهم المكبوتة وحياتهم البائسة ويتمنون الهجرة لمصر ولو حتى على قوارب الموت التي كانت عندنا في عهود سابقة ولم يعد لها وجود بفضل سياسة دولة رئيس الوزراء إبراهيم محلب.... الله على النعيم والعز والرخاء والمساكن الشعبية والمتوسطة التي برخص التراب ولا تجد من يشتريها، والرعاية الصحية في المستشفيات الحكومية أفضل بكثير من مثيلاتها الاستثمارية.. أما عن العدالة في التعيينات... فسأقول لك كلمة واحدة تعبر عن الارتياح والعدل والمساواة... هااااااااااااااااح ! [email protected]