لم تكن المعونة الامريكية التي تتلقاها مصر من امريكا منذ 59 عاما سوي ورقة للضغط علي مصر في القضايا الاقليمية التي تحقق المصالح الامريكية والاسرائيلية في الشرق الاوسط. ولم تأبه أمريكا يوما بدعوات الحرية والديمقراطية ومشاريع مصر القومية ولم تعطينا المعونة لبناء اقتصادنا بل كانت سببا في تدهور الصناعة والزراعة بسبب شروطها المجحفة التي حرمت البسطاء من شراء أبسط احتياجاتهم. وظلت المعونة علي مر السنوات احدي اوراق الضغط السياسية علي مصر ووسيلة لمراقبة ما يدور في الجيش المصري عن كثب كي تضمن ان يكون التفوق العسكري في المنطقة لاسرائيل. ولم يختلف الحال كثيرا بعد الثورة وكذب ادعاء اوباما بأنه سيساعد مصر باسقاط مليار دولار من ديونها، واتضح أن امريكا تريد مبادلة الدين وليس إسقاطه. واتبعت نفس سياستها القديمة وهددتنا بقطع المعونة مرتين الاولي في قضية المنظمات الاجنبية والآن بعد الأحداث امام السفارة الامريكية. اعرف ان الرئيس مرسي يعرف كل هذه الحقائق وأكثر عن معونة المذلة الامريكية وارجوه كأول رئيس مصري مدني منتخب جاء بعد ثورة شعبية قامت من اجل الحرية ان يفك قيود مصر ويعيد اليها كرامتها وعزتها ويعلن رفض مصر للمعونة الامريكية لأننا علي يقين أن الأمم لن تبني إلا بسواعد أبنائها. فاطمة سار بخطوات ثقيلة نحوها.. ينظر أليها.. يحدق فيها..يتأمل جسدها الصغير.. فاطمة.. سماها فاطمة.. اقام فرحا يوم مولدها وكأنه كان يعلم أنه لن يقيم لها فرحا. كانت دنيته الوحيدة ان يراها تمشي وتلعب امامه. دقات قلبه تكاد تقفز من صدره وهو يحمل جسدها الصغير بين يديه.. تسمرت عيناه طويلا وهو ينظر اليها.. لم ينطق بكلمة واحدة.. الصراخ يحيط به من كل جانب وهو لا يتحرك وقف ساكنا طفلتي.. جنتي.. عمري.. ابتسامتي.. إلي أين؟.. وأين أنت؟ هذا كل ما تبقي منك؟ جسد بلا رأس ؟.. حرموني حتي من النظر الي وجهك نظرة الوداع.. هل غابت الرحمة عن قلوب البشر إلي هذا الحد؟..أي فيلم مسيئ للانسانية يشاهده العالم وانا احمل بقايا طفلتي المذبوحة بين يدي؟.. واي عار هذا يا من تتشدقون بحقوق الطفل وحقوق الانسان في كل مكان؟ هل تعتبرون فاطمة السورية طفلة وانسانة؟ لم اعد انتظر منكم الاجابة وغدا سألقاك فاطمة وانت تلعبين في جنان الرحمن وسننظر سويا لمن قتلك وهو مقطع الرأس والأوصال يشوي في الدرك الاسفل من النار بعدد من قتلهم وذبحهم وعذبهم واغتصبهم وقطع ايديهم وارجلهم ودفنهم أحياء تحت التراب.. سيعذب بقدر ما دمر وافسد في الارض وبعدد من امر بالسجود له من دون الله.. وغدا لناظره قريب وللمظلوم اقرب من لمح البصر..فوداعا يا أجمل فاطمة. الفيس بوكي مواطن متمرد سليط اللسان لديه القدرة علي السخرية من أي شئ وله تاريخ بطولي في صنع الثورات والاضرابات..يشاركك كل المشاعر الانسانية ( زهقان فرحان تعبان مخنوق مزنوق ) والمناسبات السعيدة (هيييييه النور جيه) والحزينة (الدراسة بدأت).. يعبر عن رأيه بوضوح (لايك أو أن لايك). لا وجود لوسائل الاعلام الاخري في حياته فهو يعرض ما يريد ان يشاهد ويسمع وهو شخص منعزل عن اسرته ويعاني من جنون العظمة فهو دائما علي صواب ومن يعارضه (يسب ويلعن فيه وفي اللي خلفوه).. يعاني من تيبس في الرقبة مصحوبا بلوثة عقلية فعندما تكلمه لا ينظر الا للشاشة تارة تجده يضحك لها وتارة اخري ينظر لها في غضب وتارة يبكي امامها واذا فاضت المشاعر عن الحد يقبلها.. أما أنثي الفيس بوكي فهي حكاية.. تعلن أنها تغضب ممن يخترق خصوصياتها وفي الوقت نفسه تسأل (طابخين ايه النهارده؟) و(نهاره اسود) من لا يبدي اعجابا بصورة تنشرها و تمارس مواهبها الانثوية في الثرثرة من خلال (الدردشة) مع طوب الارض. المجتمع الفيس بوكي ينتقل معك في كل مكان اثناء اليوم (العمل البيت المواصلات المحاضرات لحد السرير) دا غير انه له فائدة كبيرة بين الزملاء في انهاء العمل.. فيس بوكي يكتب لزميله( زق كرسيك شوية مش عارف اقعد).. وفايتك كثير يا اللي انت مش فيس بوكي.