عقد مركز النيل ببورسعيد اليوم الأربعاء ندوة بعنوان "التنمية السياحية لبورسعيد ومستقبل مشرق" استضاف فيها الأستاذ إيهاب الدسوقي رئيس مجلس جمعية أصدقاء البيئة والخبير السياحي والكتور تامر أبو الدهب الأستاذ بالمعهد العالي للسياحة والفنادق ببورسعيد. ودار الحوار حول المقومات السياحية بمحافظة بورسعيد حيث تحظى بموقعها الجغرافي المتميز باعتبارها نقطة تقاطع بين الطرق التاريخية القديمة وبين الشرق والغرب على قمة قناة السويس، وإذا أضفنا إلى ذلك جوها الرائع طوال العام وشواطئها الهادئة وميناءها الذي يمثل نافذة على العالم. كما تم إلقاء الضوء على أن السياحة في بورسعيد في أشد الحاجة لخطة سياحية لإعادة وجهها السياحي التي كانت عليه وعرفت به وكانت قبلة للسائحين الأجانب والعرب وأكد الدكتور تامر أبو الدهب على أهمية السياحة المستدامة التي تعتبر نقطة التلاقي ما بين احتياجات الزوار والمنطقة المضيفة لهم، مما يؤدي إلى حماية ودعم فرص التطوير المستقبلي، حيث يتم إدارة جميع المصادر بطريقة توفر الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية والروحية ولكنها في الوقت ذاته تحافظ على الواقع الحضاري والنمط البيئي الضروري والتنوع الحيوي وجميع مستلزمات الحياة وأنظمتها. كما أشار الأستاذ إيهاب الدسوقى إلى أن بورسعيد تضم عددًا من الأماكن السياحية التي إذا تم تفعيلها والاهتمام بها ستكون مصدرًا مهمًا للدخل للمدينة للدخل الذي يمكن أن يعاد ضخه في مشروعات تنموية والتي تتمثل في متحف بورسعيد القومي للآثار الذي يقع عند التقاء مياه قناة السويس بالبحر الأبيض المتوسط ويعتبر أول متحف من نوعه في تاريخ مصر، حيث إنه يضم نحو 9000 قطعة أثرية من كل العصور بدءًا من العصر الفرعوني وعبورًا بالعصر اليوناني والروماني وبالعصر القبطي والإسلامي وانتهاءً بالعصر الحديث، لكنه تهدم تمامًا بهدف إعادة بنائه قبل ثورة يناير وحتى الآن لم تتم إعادته للحياة. كما أكد على أهمية وضع برنامج سياحي خاص بالمحافظة للبواخر السياحية العملاقة التي تحمل آلاف السائحين الذين ينزلون لعدة ساعات فقط في الأسواق البورسعيدية للمنتجات الشرقية ويعودون سريعًا إلى بواخرهم ليبدأوا رحلتهم إلى القاهرة لقضاء أسبوع أو أقل، ثم العودة إلى رصيف ميناء بورسعيد ومنه إلى الباخرة المنتظرة بجانبه. كما تم التأكيد على أن مشروع تنمية محور قناة السويس سيتم من خلال ثلاث مراكز تنمية رئيسية، في بورسعيد والإسماعيلية والسويس وكشفت الخطة المعدة لتنمية هذا المحور أن المركز الأول في التنمية يتضمن تحويل المناطق المحددة به إلى منطقة خدمية لوجيستية عالمية، وذلك من خلال تنمية بورسعيد مع منطقة شرق بورسعيد بمساحة 70 ألف فدان، وشمال القنطرة شرق، وسهل الطينة، مع إنشاء نفق جديد أسفل القناة، كما تضمنت الخطة تحديد مناطق الاستصلاح الزراعي، وإنشاء المزارع السمكية. بالإضافة إلى إنشاء مناطق صناعية وحرة، وتنفيذ أنشطة سياحية وبحرية. ببورسعيد بالإضافة إلى إنشاء ميناء شرق بورسعيد والمنطقة الصناعية المكملة للميناء، والتي من شأنها تغيير شكل المنطقة اقتصاديا وسياحيا وتكون بوابة مصر للدخول إلى المنافسة الدولية من خلال تنشيط حركة الترانزيت وجذب الاستثمارات الأجنبية. وتمت التوصية خلال الندوة بضرورة إعادة النظر فى السياحة البيئية ببورسعيد والاهتمام بالمحميات الطبيعية التي يمكن استثمارها لتكون مصدر جذب سياحي متميز كمحمية أشتوم الجميل وجزيرة التنيس وبحيرة الملاحة التي لا يعلم عنها الكثيرون والتي تعتبر آخر منطقة ذات نقاء طبيعي بدون تلوث بمحافظة بورسعيد لتجمعات الكائنات الحية (طيور مقيمة ومهاجرة، نباتات برية ومائية، حشرات، زواحف برية وبحرية، أسماك وقشريات)، حيث رغم صغر حجمها فهى تضم أكثر من (84) نوعا من الكائنات الحية بمنطقة اللجون الشرقى، حيث تعتبر بحيرة الملاحة أحد المفاتيح الرئيسية للطيور المهاجرة إلى مصر بعد بحيرة البردويل ومنطقة الزرانيق. وتم التوصية أيضا على أهمية تفعيل دور المجتمع المدني وتكاتف الجهود جميعا للعمل على وضع بورسعيد على الخريطة السياحية وتشجيع السياحة الداخلية والخارجية مع ضرورة تحري الدقة في الاختيار الدقيق للنائب البورسعيدي الذي لابد أن يتوافر فيه الفهم الكامل لطبيعة المحافظة والتفاني في وضعها في مكانها الصحيح لتكوين مستقبلا مشرقا لمحافظة بورسعيد في جميع المجالات.